اقتصاد

الصين تنتقد الولايات المتحدة والدائنون الآخرون يدعون إلى الهدوء

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: تبنى دائنو الولايات المتحدة السبت مواقف معتدلة من خفض التصنيف السيادي للولايات المتحدة للمرة الأولى في التاريخ، لكن وكالة الأنباء الصينية دعت واشنطن إلى الكفّ عن العيش فوق إمكانياتها، بما أن بكين هي الدائنة الأولى لها.

وكانت وكالة ستاندرد اند بورز للتصنيف الائتماني خفضت الجمعة علامة الدين العام للولايات المتحدة التي حرمت من الدرجة الاعلى للمرة الاولى في تاريخها، مبررة ذلك "بمخاطر سياسية" امام رهانات العجز في الميزانية. واعلنت ستاندرد اند بورز في بيان انها خفضت درجة واحدة علامة الدين العام الاميركي من "ايه ايه ايه" الدرجة الاعلى على الاطلاق، الى "ايه ايه+".

وارفقت الوكالة هذا الخفض بتوقعات "سلبية" ما يعني ان ستاندرد اند بورز تعتقد ان التغيير المقبل الذي سيطرأ على هذا التصنيف سيكون للاسوأ وسيتم خفض علامة الدين العام الاميركي مجددا.

وبررت الوكالة قرارها بـ"مخاطر سياسية" مع اتخاذ البلاد اجراءات غير كافية لمواجهة العجز في ميزانيتها. وفي نظرها فان النقاش السياسي حول هذه المسائل ليس بمستوى المشكلات التي تسبب بها الدين العام الذي تجاوز الـ14500 مليار دولار. ورأت الصين التي تعد اكبر دائن عالمي على الاطلاق للولايات المتحدة ان كل ما فعلته وكالة التصنيف هو تأكيد "حقيقة مخيفة".

واضافت بكين انها "باتت تملك كل الحقوق لمطالبة الولايات المتحدة بالتصدي لمشكلة دينها البنيوية" كما اوردت وكالة انباء الصين الجديدة. واضافت الوكالة الصينية في اول تعليق بعد خفض علامة الولايات المتحدة ان "الايام التي كان بامكان "العم سام" المثقل بالديون، ان يبدد فيها كميات لا حدود لها من القروض من الخارج تبدو معدودة".

وحذرت من انه ان لم تجر واشنطن اقتطاعات كبيرة في "نفقاتها العسكرية الضخمة" وكذلك في "الكلفة الهائلة للمساعدة الاجتماعية"، فان خفض علامة ستاندارد اند بورز لن تكون سوى "مقدمة لتخفيضات اخرى مدمرة للعلامة" الاميركية. وعبّرت الدول الاخرى عن مواقف اكثر اعتدالا.

فقد صرح وزير المال الفرنسي فرنسوا بروان ان "فرنسا لديها ثقة تامة بمتانة الاقتصاد الاميركي واسسه". الا انه اضاف ان "وزراء مالية مجموعة السبع على اتصال دائم لمراقبة وضع الاسواق ومناقشة التحركات الضرورية".

اما اليابان الدولة الثانية في العالم التي تملك ديونا اميركية، فقد اكدت ثقتها في سندات الخزينة الاميركية، وان استراتيجيتها لمشتريات هذه السندات لم تتغير. وقال مسؤول حكومي ياباني لوكالة داو جونز نيوزواير ان "ثقتنا في سندات الخزانة الاميركية وجاذبيتها كاستثمار لن تتغير بسبب هذا الاجراء".

وليس لليابان التي تحاول حاليًا وقف اي ارتفاع في سعر عملتها مقابل الدولار، اي مصلحة لبيع موجوداتها بالدولار بما ان ذلك سيعزز الين.
وفي كوريا الجنوبية عقد مسؤولون كوريون جنوبيون كبار السبت اجتماعا طارئا لتحليل نتائج خفض التصنيف، لكن الحكومة حذرت من اي رد فعل مبالغ فيه. وقال نائب وزير المالية يم جونغ يونغ "علينا الا نقلق كثيرا على اقتصادنا وعلى اسواق المال".

ودعت رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد ايضا الاسواق الى الهدوء. وقالت ان "الوكالتين الاخريين موديز وفيتش ما زالتا تتصنفان الاقتصاد الاميركية بدرجة ايه ايه ايه". واضافت "اعتقد انه على الناس ان يأخذوا في الاعتبار كل الوقائع". اما وزير المالية الهندي براناب موخرجي فاعتبر ان "الوضع خطير"، موضحا ان "تحليل انعكاسات هذه الخطوة سيستغرق بعض الوقت".

واتهمت الحكومة الاميركية وكالة ستاندرد اند بورز بانها استندت في قرارها الى اخطاء خطرة في الحسابات. وقال متحدث باسم وزارة الخزانة للصحافيين اثر اعلان قرار ستاندارد اند بورز تخفيض تصنيف الدين العام الاميركي، ان "تصنيفا مشوبا بخطأ قدره الفا مليار دولار يتحدث عن نفسه بنفسه".

واكدت وسائل الاعلام الاميركية ان الحكومة اعترضت بقوة على توقعات محللي الوكالة بعدما تفحصت نتائج ستاندارد اند بورز، لكن بدون جدوى. ويتوقع ان يكون لخسارة هذه العلامة الممتازة انعكاسات قاسية في الاسواق المالية يصعب تصورها في الوقت الحاضر.

وسندات الخزينة الاميركية تعتبر مرجعا مسلما به: فهي معيار لكلفة المال واداة تستخدم عادة "ضمانة" في العديد من المعاملات وملجأ للمستثمرين في الفترات المضطربة. وجاء اعلان ستاندارد اند بورز في وقت اقفلت فيه الاسواق لعطلة نهاية الاسبوع.

وسجلت معظم البورصات الخميس والجمعة تراجعا حادا بسبب مخاوف مرتبطة بوضع الاقتصاد الاميركي وازمة الدين في منطقة اليورو. وقال يه كيم لينغ الاقتصادي في مكتب الدراسات المالية "آر ايه ام هولدينغس" انه يتوقع تقلبات جديدة الاثنين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف