اقتصاد

تراجع الأسواق العالمية على الرغم من تطمينات أوباما

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: سجلت معظم البورصات العالمية تراجعت حادة، فبعيد بدء جلسات التداول صباح الثلاثاء تراجعت الاسواق الأسيوية مستسلمة بدورها لحالة الهلع التي سادت الاثنين جميع اسواق المال العالمية بعد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.

وفي حين هبطت بورصة طوكيو باكثر من 4% في منتصف الجلسة، كانت الخسائر اكبر في هونغ كونغ حيث وصل التراجع الى 7.24% بعيد بدء التداولات فيما قاربت نسبة التراجع 5% في سيدني، اما بورصة سيول فعمقت خسائرها الى 10% بعدما كان التراجع 3.29% لدى الافتتاح وفتحت بورصة بومباي على تراجع بنسبة 3% بعد دقائق على بدء المداولات في الساعة 9:00 (3:30 ت غ).

وفي طوكيو وعند الساعة 00.54 تغ بلغت خسائر مؤشر نيكاي 225 لاسهم كبرى الشركات المدرجة 373.72 نقطة ووصل الى 8723.84 نقطة، بينما خسر مؤشر توبيكس لاسهم جميع شركات الصف الاول المدرجة 31 نقطة وبلغ 751 نقطة متراجعا بدوره بنسبة 4%. وفتحت شانغهاي على تراجع 2.33%.

وشهدت اسعار النفط في التعاملات الالكترونية في آسيا صباح الثلاثاء هبوطا حادا مدفوعا بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، حيث انخفض سعر برميل النفط المرجعي الخفيف الى ما دون 80 دولارا في حين هبط سعر برميل برنت الى ما دون المئة دولار.

وفي التعاملات الصباحية خسر سعر برميل النفط المرجعي الخفيف "لايت سويد كرود" تسليم ايلول/سبتمبر 5.23 دولارا وبلغ 76.08 دولارا، في حين تراجع سعر برميل برنت بحر الشمال تسليم الشهر نفسه 3.83 دولارا الى 99.91 دولارا.

وسجل الذهب الاسود هذه التراجعات الحادة مدفوعا بتراجع التوقعات بشأن الطلب على النفط بسبب خفض وكالة ستاندرد اند بورز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.

واتى قرار خفض تصنيف الولايات المتحدة ليزيد الطين بلة في سوق يعاني اصلا من تراكم عدة مؤشرات سلبية في الاقتصاد الاميركي ولا سيما ارقام استهلاك العائلات في حزيران/يونيو وتباطؤ النشاط الصناعي في تموز/يوليو، كما اوضح محللو باركليز كابيتال.

وقال كريس ويستون من شركة ايه جي ماركتس في ملبورن "انه وقت فظيع، يوم قاتم" موضحا ان "الناس يتصرفون بانفعال بدل ان ينظروا الى الوضع بطريقة منطقية. انه هلع معمم".

وقال هيرواشي نيشي مدير "اس ام بي سي نيككو سيكيوريتيز" لوكالة داو جونز الاقتصادية ان "رياح الهلع ستجتاح الان باقي اسواق المال ولكننا نقترب من بلوغ الحد الاقصى لعمليات البيع". واضاف ان الاجراءات التي سيتخذها الاحتياطي الفدرالي الاميركي خلال اجتماعه الثلاثاء ستكون حاسمة في تهدئة الاعصار الذي يجتاح البورصات العالمية.

وبالفعل فقد صدقت توقعات المحلل المالي، اذ انه ومع توالي افتتاح البورصات الاسيوية توالت الخسائر متنقلة من بورصة الى اخرى ومدفوعة بالخسائر التي منيت بها اسواق المال العالمية الاثنين وفي طليعتها سوق نيويورك.

وهوت وول ستريت الاثنين الى ادنى مستوياتها منذ عشرة اشهر في اول جلسة بعد خفض وكالة ستاندرد اند بورز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، حيث اغلق مؤشر داو جونز على تراجع ب5.55% وناسداك على تراجع بـ6.90%.

وانسحب التراجع في بورصة نيويورك على باقي اسواق المال في القارة حيث سجلت بعض بورصات دول اميركا اللاتينية تراجعات زادت عن 10% في اسوأ جلسات تداول تشهدها منذ سنوات.

وتراجع مؤشرا داو جونز وناسداك الأميركيين على الرغم من تقليل الرئيس الأميركي باراك أوباما من تخفيض مؤسسة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة. وانخفض مؤشر داو جونز بـ5.6 في المئة مغلقا على تراجع مقداره 635 نقطة ليصل إلى 10810 نقطة.

ويعد هذا أكبر انخفاض يشهده داو جونز في يوم واحد منذ اكتوبر/ تشرين الأول 2008، والسادس من نوعه في تاريخ المؤشر. أما مؤشر ناسداك فقد هبط بنسبة 6.9 في المئة، كما انخفض مؤشر "اس آند بي 500" فخسر 6.7 في المئة وهي أكبر خسارة يتلقاها منذ ديسمبر/ كانون الأول 2008.

ولم يقتصر الهبوط على الأسواق الأميركية فقط، حيث تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز البريطاني بنسبة 3.4 في المئة. وتعد هذه المرة الأولى، في تاريخ مؤشر فاينانشيال تايمز على مدى 27 عاما، التي يهبط فيها بأكثر من 100 نقطة لأربع جلسات على التوالي.

وفي المانيا تراجع مؤشر داكس بنحو 5 في المئة، بينما انخفض مؤشر كاك الفرنسي بـ4.7 في المئة. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال، في أول كلمة له عقب تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل مؤسسة ستاندرد آند بورز، إن "الأسواق ستحقق مكاسب وستنخفض، لكن هذه هي الولايات المتحدة".

وأضاف، في إشارة إلى قرار ستاندرد آند بورز، "لا يهم ما تقوله وكالة واحدة، لقد ظللنا دوما وسنظل دوما اقتصاد من فئة AAA". وكانت وكالة ستاندرد آند بورز قد قللت التصنيف السابق للولايات المتحدة وهو AAA.

وأعرب اوباما عن أمله في أن يؤدي هذا التخفيض إلى منح السياسيين الأميركيين "إحساسا جديدا" بالوضع الذي تمر به الولايات المتحدة. ودعا الجمهوريين والديمقراطيين إلى توافر "الرغبة السياسية" لديهم.

وأضاف "المشكلة ليست عدم وجود الخطط أو السياسات. إن ما يجب أن نغيره هو عدم توافر الرغبة السياسية في واشنطن". وكانت قيمة الفائدة على السندات الاسبانية والإيطالية قد انخفضت بشدة بعد أن تدخل البنك المركزي الأوروبي في محاولة لوقف عدوي ازمة الدين في منطقة اليورو.

واعلن البنك المركزي الأوروبي في وقت سابق عن نيته شراء السندات الاسبانية، مما أدى إلى تراجع الفائدة عليها السندات الأسبانية من أكثر من 6 في المئة إلى حوالي 5.2 في المئة. وتعني هذه الخطوة أن المستثمرين يعتقدون أن إقراض أموال لاسبانيا صار أمرا اقل خطورة.

وفي هونغ كونغ عند الساعة 01,55 تغ الثلاثاء بلغت خسائر مؤشر هانغ سنغ الرئيسي 1362,89 نقطة وهبط الى 19127,68 نقطة متراجعا بذلك بنسبة 6,65%، بعدما كانت البورصة فتحت اصلا على تراجع هائل بلغ 6,05% سرعان ما عمقته بعد دقائق الى اكر من 7%.

وهي المرة الاولى منذ 7 تموز/يوليو 2010 التي يهبط فيها المؤشر الرئيسي لبورصة هونغ كونغ الى ما دون 20 الف نقطة.وفي شنغهاي فتحت البورصة على تراجع بنسبة 2,33%.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف