البورصات الآسيوية تتراجع ولكن دون الاستسلام للهلع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هونغ كونغ: سجلت أسواق المال الآسيوية تراجعًا في تعاملات الخميس بعد جلسة شهدت لفترة قصيرة انتعاشًا ملحوظًا، لكنها تمكنت من الحدّ من خسائرها، بينما حلق الذهب محطمًا أرقامًا قياسية جديدة مستفيدًا في ذلك من صفته كملاذ آمن.
وافتتحت البورصات الاسيوية الرئيسة على تراجعات، وظل اللون الاحمر في الكثير منها طاغيًا حتى منتصف جلسات التداول، ولكن هذه التراجعات لم تكن حادة بالقدر الذي كان عليه الوضع في وول ستريت والاسواق الاوروبية الاربعاء.
في طوكيو اقفل مؤشر نيكاي 225 لأسهم كبرى الشركات المدرجة على تراجع بنسبة 0.63%، بعد انخفاض بنسبة 1.29% عند منتصف الجلسة. أما بورصة سيول فهوت بنسبة 4% في اولى التعاملات قبل ان تقلص خسائرها الى 0.75%، في حين خسرت هونغ كونغ 0.89% فقط وشنغهاي 1.58%. اما بورصة سيدني فكان الوضع فيها مستقرًا عند منتصف الجلسة.
وقال مايكل ماكارثي مسؤول الاستراتيجية لدى شركة "سي ام سي ماركيتس" في استراليا "ان جوهر القضية هو ان الخوف كبير في الاسواق".
كذلك سجل النفط تراجعا في آسيا. لكنه لم يتأثر بحركة الذعر التي عمّت الامس، وذلك بفضل الاعلان عن خفض كبير وغير متوقع لمخزونات الخام في الولايات المتحدة.
وفي المعاملات الصباحية خسر برميل النفط الخفيف (سويت لايت كرود) ما بين 79 و82 سنتًا ليبلغ 82.10 دولار وبرميل نفط البرنت المستخرج من بحر الشمال تراجع 1.10 دولار ليصل الى 105.58 دولار.
ولفت المحلل لدى "فيليب فيوتشورز" في سنغافورة كير تشانغ يانغ الى ان "الاجواء في السوق تبقى غير مستقرة في انتظار ما سيحصل في اوروبا وفي الولايات المتحدة". وتخشى الاسواق من انكماش جديد في الولايات المتحدة ومن عدوى ازمة الديون في منطقة اليورو، ما يؤثر بشكل كبير على الطلب العالمي على النفط. والمستثمرون الذين يسحبون اموالهم من البورصات باتوا يفضلون الذهب الذي يعتبر ملاذا آمنا في الفترات المضطربة.
وسجل المعدن الاصفر ارقامًا قياسية جديدة الخميس في سوق هونغ كونغ وتجاوز سعر الاونصة للمرة الاولى 1800 دولار، حيث بلغ سعرها في التعاملات الصباحية 1814.50/1815.50 دولارا.
كذلك سجل الين الذي يعتبر ايضا ملاذا آمنا تقدما في مقابل الدولار الاميركي واليورو. وبلغ سعر الدولار 76.75 ينًا اي بانخفاض قياسًا الى سعر 76.83 الذي سجل امس في نيويورك، فيما تراجع اليورو الى 108.86 ينا مقابل 108.91 الامس.
وارتفاع اليمن يقلق السلطات اليابانية التي تخشى ان يؤثر سلبًا على صادرات البلاد. وقال وزير المالية يوشيهيكو نودا اليوم الخميس انه يظل متنبها الى تحركات سوق الصرف. وشدد الوزير مع حاكم المصرف المركزي الياباني الثلاثاء على الرغبة في التصدي لقوة العملة اليابانية التي تشكل معوقا لصادراتها.
وبعد ظهر الاربعاء شهدت البورصات الاوروبية تراجعا حادا بسبب مخاوف جديدة على منطقة اليورو وبعد شائعات بشأن خفض التصنيف الائتماني لفرنسا ما لبثت ان نفتها الحكومة الفرنسية. وتراجعت بورصة باريس 5.45% عند الاقفال، فيما اقفلت بورصة فرانكفورت على تراجع بنسبة 5.13% ولندن 3.05% ومدريد 5.49% وميلانو 6.65%. وفي نيويورك تراجع داو جونز 4.62% وناسداك 4.09%.
وبلغ الاضطراب ذروته الاربعام مع تكاثر الشائعات عن خفض التصنيف الائتماني لفرنسا او افلاس مصر سوسييتيه جنيرال الفرنسي الذي تهاوت اسهمه بنسبة 22% خلال الجلسة. وقد نفت الحكومة الفرنسية بشكل "قاطع" الشائعات عن احتمال تخفيض تصنيفها. وسعت فرنسا وايطاليا الى اقناع المستثمرين بتصميمهما على ضبط موازنتيهما.
وقطع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عطلته لترؤس اجتماع ازمة. ووعدت باريس بان تعلن في 24 اب/اغسطس تدابير جديدة لبلوغ اهدافها لخفض العجز الامر الضروري للاحتفاظ بعلامتها "اي ايه ايه".
وتعهدت حكومة سيلفيو برلوسكوني من جهتها بتبني تدابير تقشف جديدة في 18 اب/اغسطس لاعادة التوازن الى الميزانية اعتبارا من 2013 من خلال توفير 20 مليار يورو اضافية.
لكن بعض المحللين حذروا من ان الكثير من الشكوك ستستمر خلال اسابيع اضافية. فالاقتصاد الاميركي ينمو بوتيرة بطيئة، ومن غير المستبعد ان تؤثر ازمة البورصات الاخيرة على النشاط الاقتصادي.
وعرض البنك المركزي الاميركي (الاحتياطي الفدرالي) الثلاثاء حصيلة غير مزدهرة لاول اقتصاد اميركي الذي تبقى افاقه غير مطمئنة. فالنمو زاد بوتيرة سنوية تقل عن 1% في النصف الاول من العام فيما كان الاحتياطي الفدرالي يعوّل على اكثر من 3% في بداية العام.