ميركل تواجه ثورة تمرد داخلي بسبب "سندات اليورو"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في وقت يتعرّض فيه الاقتصاد الألماني لحالة اهتزاز، جراء عوامل عدة، بدأ الشركاء في ائتلاف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يهددون بالانسحاب من الحكومة، إذا وافقت على إصدار سندات اليورو أو أي شكل من أشكال الاتحاد المالي لدعم جنوب أوروبا.
القاهرة: يكاد يكون من المستحيل بالنسبة إلى ميركل، نتيجة التمرد الناشب في البوندستاغ، أن تقدم تنازلات حقيقية في قمة اليوم الطارئة مع الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي.
وأوردت في هذا السياق اليوم صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية عن فرانك شافلر، المتحدث باسم وزارة المالية نيابةً عن الديمقراطيين الأحرار، قوله: "نحن متأكدون من أن مجموعة حزب الديمقراطيين الأحرار لن تصوِّت لمصلحة سندات اليورو. وعلى الجميع أن يدرك أنه لا توجد غالبية عاملة مؤيدة لتلك الخطوة".
وفي تصريحات أدلى بها لصحيفة بيلد تسايتونغ، قال أوليفر لوكسيك، عن حزب الديمقراطيين الأحرار، إن بقاء التحالف في ألمانيا مرهون الآن بالطريقة التي سيتم التعامل من خلالها مع تلك المسألة.
وأشار ألكسندر دوبريندت، الأمين العام لحزب المسيحيين الاجتماعيين في بافاريا، وأحد أبرز حلفاء ميركل، إلى أن حزبه أعلن عن رفضه الواضح والتام لسندات اليورو. كما لفتت التلغراف إلى أن المستشارة أنجيلا ميركل تواجه أيضاً حالة من التذمر بين أفراد حزبها، وهو الحزب الديمقراطي المسيحي.
وتابعت الصحيفة بقولها إن الشعب الألماني ليس في وضعية تسمح له بتقبل حدوث أمر كهذا. وأظهر أحد استطلاعات الرأي أن 59 % من الألمان يعارضون كل خطط الإنقاذ المستقبلية. كما ترغب غالبية الألمان في رؤية اليونان خارج منطقة اليورو، وترغب نسبة قدرها 44 % في أن تنسحب ألمانيا من الاتحاد النقدي الأوروبي.
وأكد أوتمار إيسينغ، كبير الاقتصاديين السابق لدى المركزي الأوروبي، في حديث خصَّ به إحدى محطات التلفزيون الألماني، أن المضي قدماً نحو تفعيل خطوة إصدار سندات اليورو سوف تصيب ألمانيا بالفقر وتُخرِّب البوندستاغ. وأضاف "ستكون تلك الخطوة كارثية. ولا أفهم كيف يمكن لأي سياسي ألماني الموافقة على ذلك".
أما البروفيسور ويلهلم هانكيل من جامعة فرانكفورت، فقال إن خطوة سندات اليورو عبارة عن تمويه للاتحاد المالي. وتابع: "هذا ممنوع بموجب قانون الاتحاد الأوروبي والدستور الألماني.
والكل في البرلمان يدرك أننا قريبون للغاية من الخطوة الجريئة، وإنهم إذا وافقوا على خطوة إصدار سندات اليورو، فلن يتمكنوا من إيقاف المسيرة نحو اتحاد خاص بالتحويلات". من جانبه، حاول ناطق باسم ميركل أن يخفف من حدة الأجواء، ونفى التقارير التي تتحدث عن أن خطوة إصدار سندات اليورو مدرجة على جدول أعمال القمة التي ستجمع اليوم ميركل وساركوزي. وأكد أيضاً مارشيل ألكسندروفيتش، من مؤسسة جيفريز، أن لحظة الخطر سوف تأتي حين يُنظَر إلى المركزي الأوروبي على أنه ماض نحو الارتطام بحدوده.
في غضون ذلك، أظهرت بيانات أصدرها اليوم مكتب الإحصاءات الألماني الاتحادي حدوث تباطؤ حاد في وتيرة نمو الاقتصاد الألماني، الذي يعدّ أكبر اقتصاد في أوروبا، خلال الربع الثاني من العام الجاري، وهو التباطؤ الذي تركه دون المستويات السابقة للأزمة، وشكك في قرار المركزي الأوروبي الخاص برفع أسعار الفائدة مرتين هذا العام.
تبين كذلك، وفقاً للأرقام المعدلة التي نُشِرت الثلاثاء، أن الناتج المحلي الإجمالي الألماني ارتفع بنسبة 0.1 % في الربع الثاني من العام الحالي، وبنسبة قدرها 2.7 % وفقاً للأجل السنوي. وفي هذا السياق، قال المكتب أيضاً: "لقد فترت ديناميات الاقتصاد الألماني بصورة كبيرة بعد بداية مفعمة بالحيوية شهدها العام الجاري".