اقتصاد

المصارف الفرنسية ضحية وكالات التصنيف الائتماني!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بعد تشريح الموازنات المالية لحكومة واشنطن هاهي المصارف الأوروبية تقع ثانية ضحية تقويم وكالات التصنيف الائتماني التي ربما تحتاج، اليوم، لمن يقوم بتصنيف أحكامها، القاسية والمتهورة أحياناً، بصورة عادلة.

برن: يفيد المراقبون السويسريون أن الأزمة المالية الحالية لا يمكن مقارنتها بما جرى من أحداث درامية في عام 2008. فالوضع بأوروبا أكثر استقراراً بفضل الجهود الكثيفة التي بذلتها الحكومات الأوروبية بالتعاون مع المصرف الأوروبي المركزي. لا بل أن القرارات، التي اتخذها الزعماء الأوروبيون بالاجماع، في شهر يوليو(تموز) الفائت، في العاصمة البلجيكية، كانت ايجابية. مع ذلك، لا يخلو المستقبل من مخاطر ينبغي الاستعداد لمواجهتها بأفضل الطرق.

في مطلق الأحوال، وفي خطوة توقعها الجميع منذ عدة أسابيع، تستعد وكالة التصنيف الائتماني "موديز" لقطع أداء ثلاثة مصارف فرنسية، هي "بي ان بي باريبا" و"سوسيتيه جنرال" و"كريديه أغريكول"، من جراء درجة انكشافها العالية على اليونان. وفي الحقيقة، فان هذه المصارف الفرنسية الثلاثة وقعت تحت مجهر "التشريح" الائتماني الأميركي منذ شهر يونيو(حزيران) الفائت. اذ ان صلة الوصل بين الافلاس المحتمل لليونان أم اعادة هيكلة ديون حكوم أثينا وكل المؤسسات الأجنبية التي تمتلك أصولاً لها باليونان تؤثر سلباً على درجة التصنيف الائتماني للأخيرة. هذا ويعتمد أسلوب وكالات التصنيف الائتماني، وغالبيتها أميركية تهيمن على انجاح أم اسقاط شهرة المؤسسات المالية حول العالم، على مراقبة مؤسسة مشبوه بأدائها حوالي 3 شهور قبل صدار حكم بحقها.

في سياق متصل، تشير الخبيرة ميشيل باخمان الى أن درجة التصنيف المنسوبة الى المصارف الفرنسية الثلاثة، المذكورة في أعلى المقال، من جانب "موديز"، هي (Aa2) لمصرف "بي ان بي باريبا" و(Aa1) لمصرف "سوسيتيه جنرال" و(Aa2) لمصرف "كريديه أغريكول".

علاوة على ذلك، تشير هذه الخبيرة الى أن المخاوف حول فشل أوروبا في اغلاق الثقب الأسود لديون اليونان تحض المستثمرين الى بيع الأسهم. ما يؤثر على تراجع قيمة اليورو أمام الدولار الأميركي. كما تنوه الخبيرة باخمان بأن المصارف السويسرية بمنأى عن انتقام وكالات التصنيف الائتماني الأميركية، الى الآن. لا بل أن حكومة برن غير مقتنعة، بتاتاً، بتصرفات هذه المؤسسات الأميركية التي لا تتأخر في التلاعب بالأرقام من أجل تحقيق نقاط لصالحها، وصالح المضاربات!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف