اقتصاد

تراجع البورصات العالمية تخوفا من إفلاس اليونان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شهدت الأسواق المالية في أنحاء العالم تراجعا جديدا بتأثير أزمة الديون اليونانية ونشر تقرير حول إعادة هيكلة البنوك البريطانية. في وقت، قال حاكم البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه بوصفه المتحدث باسم مجموعة البنوك المركزية الرئيسة "نحن مستعدون لتزويد البنوك بالسيولة المطلوبة، بكميات غير محدودة، وبفائدة ثابتة" في منطقة اليورو.

تراجع مؤشرات الأسواق المالية في العالم

واشنطن: تسارعت وتيرة تراجع البورصات العالمية الاثنين تخوفا من خطر إفلاس اليونان على الرغم من التصريحات المطمئنة للمسؤولين الاوروبيين.

وقال باتريل اوهاري من موقع بريفنغ للتحليل المالي ان "التطورات التي تشهدها اوروبا تلقي بالمزيد من الاعباء على الاسواق مع تسارع وصول الانباء المقلقة".

بدوره قال ايف مارسيه من "غلوبال اكويتيز" ان "الاسواق تتوقع سيناريوهات حالكة ولا تأخذ منها سوى الفرضيات الأكثر سوادا".

واغلقت جميع البورصات الاوروبية بتراجع كبير واقفلت باريس وميلان ومدريد متراجعة الى ادنى مستوى منذ سنتين ونصف.

وتجاوز تراجع البورصات 5% بعد الظهر في باريس بسبب المخاوف على اوضاع المصارف الفرنسية الواقعة تحت تهديد تراجع تصنيفها لدى وكالة موديز.

وبعد يوم جمعة اسود واصلت البورصات الاوروبية تراجعها ففقدت باريس عند الاقفال 4,03% وميلانو 3,89% ومدريد 3,41% وفرانكورت 2,27% ولندن 1,63%.

وفي آسيا، اقفلت بورصة طوكيو بتراجع 2,31% وهونغ كونغ بتراجع 4,21%.

ولكن بورصة وول ستريت نجحت في تحقيق بعض التقدم، حيث اغلق مؤشر داو جونز على ارتفاع 0,63% ومؤشر ناسداك 1,10%، بعد تحقيقهما قفزة في الدقائق الاخيرة للجلسة وتعويض الخسائر المسجلة خلال النهار في اعقاب تدهور البورصات الاوروبية.

وقال هيو جونسون المدير العام لشركة الاستشارات هيو جونسون ادفايزرز، "لم يكن الامر سيئا كما اعتقدنا في بداية النهار".

وتلقي فرضية افلاس اليونان وحتى خروجها من منطقة اليورو بمزيد من العبء على الاسواق مع اكتسابها ثقلا متزايدا.

وقال مايكل هيوسن المحلل لدى "سي ام سي ماركتس" ان "المسؤولين الاوروبيين يميلون الى اتخاذ موقف اكثر حزما ازاء اليونان امام الغضب المتصاعد في اوروبا الشمالية حيال خطط الانقاذ وفي الجنوب حيال التقشف".

ولم يستبعد وزير الاقتصاد الالماني فيليب روسلر خلال اليومين الماضيين اعلان افلاس اليونان لانقاذ العملة الموحدة قبل ان تذكر وزارته الاثنين بأن اثينا لديها مكانتها الكاملة في منطقة اليورو.

وسعى رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى تهدئة الاجواء من خلال التأكيد في بيان مشترك في ختام لقاء في برلين ان الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي سيتم تفعيله بنهاية ايلول/سبتمبر.

ويفترض ان يتمكن هذا الصندوق الذي أنشئ قبل سنة لمساعدة الدول التي تعاني صعوبات، من شراء سندات سيادية من السوق.

ومساء الاثنين، حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من ان الاقتصاد العالمي سيظل ضعيفا اذا لم تحل ازمة الديون التي تعصف بمنطقة اليورو، مؤكدا ان بلاده تعمل مع نظيراتها الاوروبية لتحقيق الاستقرار المالي.

وقال الرئيس الاميركي في لقاء مع مجموعة من الصحافيين الناطقين بالاسبانية "اعتقد اننا سنظل نرى مكامن ضعف في الاقتصاد العالمي ما دامت هذه المسألة لم تحل".
واضاف "سيكون هذا موضوعا مهما خلال اجتماع مجموعة العشرين الذي سيعقد في تشرين الثاني/نوفمبر" في فرنسا.

واكد الرئيس الاميركي ان بلاده "ضالعة في العمق" في الجهود التي تبذلها الدول الاوروبية لحل أزمة الدين في منطقة اليورو، مشيرا في الوقت نفسه الى ان وضع الاستراتيجية المناسبة لمعالجة هذه الازمة امر يعود الى كبرى دول القارة العجوز.

وقال اوباما ان "اليونان هي بالطبع المشكلة الأكثر إلحاحا، وهم بصدد اتخاذ اجراءات لإبطاء الازمة ولكن ليس لوقفها".

واضاف "هناك مشكلة أخطر بكثير هي ما سيحدث في اسبانيا وايطاليا اذا ما واصلت الاسواق مهاجمة هذين البلدين الكبيرين جدا".

والاحد، التزمت اثينا التي تحاول جاهدة طمأنة الجهات الدائنة باتخاذ اجراءات اضافية لتوفير ملياري دولار لسد بعض العجز في الميزانية خلال 2011.

ورحبت المفوضية الاوروبية بتلك التصريحات واعلنت ان الجهات الدائنة لليونان في لجنة الترويكا -المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي- ستعود الى البلاد "خلال الايام القليلة المقبلة".

وتفاقمت الاجواء منذ ان غادرت الترويكا اليونان مطلع ايلول/سبتمبر قبل إنهاء مهمتها.

وتأثرت اسهم المصارف بصورة خاصة الاثنين وخصوصا في فرنسا نظرا لانكشافها على الديون السيادية وذلك خشية من انهيار قيمتها. وخسر بنك بي ان بي باريبا 12,35% وكريدي اغريكول 10,64% وسوسييته جنرال 10,75%.

وقال وزير الاقتصاد الفرنسي فرانسوا باروان "ايا كان السيناريو اليوناني، ستكون البنوك الفرنسية قادرة على الصمود".

وكان القادة الاوروبيون بمن فيهم الالمان دعوا اثينا الى تطبيق اصلاحاتها "كاملة"، وقال جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الاوروبي بصفته المتحدث باسم مجموعة كبرى البنوك الاوروبية اثر اجتماع لبنك التسويات الدولية في بال "ان كل الاوروبيين بمن فيهم الالمان يدعون الحكومة اليونانية الى الوفاء بتعهداتها كاملة".

واضاف ان "المؤسسات الدولية والمفوضية الاوروبية بالاتفاق مع البنك المركزي الاوروبي تدعو الحكومة اليونانية بطريقة حازمة" الى الوفاء بوعودها الاصلاحية.

واعتبر رئيس البنك المركزي الاوروبي الذي يعقد آخر مؤتمر صحافي له في بنك التسويات الدولية، ان هذا الامر يصب "في مصلحة الاقتصاد اليوناني والشعب اليوناني".

وقال "اذا ما اكدوا (الحكومة اليونانية) بحزم قوي كل التعهدات، عندئذ سيكونون في وضع افضل من اي وضع اخر. لكن ذلك يتوقف عليهم".

وأضاف تريشيه "انطلاقا من الرسالة القوية جدا التي نقلت الى الحكومة اليونانية وانطلاقا من مصلحة اليونان العليا، سيكون في وسعنا ان نسجل بعض الرضا" عن وضع البلد، مضيفا "سنرى مع الوقت".

وفي هذه الاجواء، يتوقع ان يكون الاسبوع حاسما لا سيما ان صندوق النقد الدولي سيعقد اجتماعا طارئا حول اليونان، كما سيعقد اجتماع لوزراء مالية منطقة اليورو وللاتحاد الاوروبي الجمعة والسبت في بولندا في محاولة لانجاز ثاني خطة مساعدة لليونان بقيمة 160 مليار يورو تقريبا اعلن عنها في 21 تموز/يوليو.

واعلنت وزارة المالية الاميركية الاثنين ان الوزير تيموثي غيتنتر سيشارك الجمعة في اجتماع وزراء المالية الاوروبيين في مدينة روكلاو البولندية، ومنتدى المال، بعد تلقيه دعوة.

غير انه يبدو ان الاسواق تشكك في قدرة رجال السياسة على التوافق وبالتالي استعادة زمام المبادرة في وجه الازمة لا سيما بعد اجتماع مجموعة السبع الجمعة والسبت الماضيين والذي لم يتوصل الى اتخاذ "اي اجراء ملموس" كما قال احد المحللين.

واكتفى وزراء مالية وحكام البنوك المركزية في الدول السبع الاكثر ثراء في العالم الجمعة في مرسيليا بالتحدث عن رد "قوي" و"منسق" على الازمة لكن دون تحديد استراتيجيتهم.

واهتز اليورو، الذي بات عملة محاطة بالمخاطر في هذه الأجواء، وانخفض سعر صرفه الاثنين الى ادنى مستوى منذ منتصف شباط/فبراير مقابل الدولار ومنذ عشر سنوات مقابل الين.

وفي سوق الديون، انخفضت السندات الالمانية والاوروبية الى ادنى مستوى في تاريخها. وعلى العكس، إرتفعت الفوائد الاثنين لدى إصدار سندات الدين العام في ايطاليا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف