اقتصاد

"العقبة" الأردنية تجذب السياح بمعالمها الأثرية وشواطئها الغنية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


معالم أثرية وأخرى سياحية تمتاز وتشتهر بها مدينة العقبة الأردنية شجعت على بقائها عنوانا للزوار والسياح رغم شدة حرارة الصيف والرطوبة العالية. وشكلت العقبة ملتقى للسواح الأجانب والعرب حيث ارتادها هذا الصيف الآلاف الذين قضوا أوقاتا ممتعة فيها كما أكد عدد منهم في لقاءات منفصلة مع "إيلاف".


رغم حراة الطقس والرطوبة المرتفة لاتزال العقبة الأردنية تستقبل السياح والمصطافين على بحرها الهادىء، وفي أزقتها وحاراتها القديمة تتواصل حركة السياح والزوار.
"تزهو العقبة بزوارها وتكتسي حلة أبهى بتنوعهم واختلاف جنسياتهم وأطيافهم، وتمتاز بشاطئها الدافئ والهادىء"، هكذا استهل المواطن المصري عطية اسماعيل حديثه مع "إيلاف".

وقال اسماعيل: "أعشق زيارة العقبة فهي غنية بمعالمها السياحية وتشتهر بمواقع أثرية، كما تضم معالم بحرية رائعة"، مؤكدا أن حرارة الطقس لا تثنيه عن استغلال كل دقيقة حينما تطأ قدماه أرض العقبة.
وأشار إلى أنه يتوجه صباحا للشاطئ للاستجمام والسباحة وويتجه برفقة أصدقائه لرحلة صيد ومن ثم يعودون لتناول ما غنمته أيديهم من صيد سمك، وفي ساعات المساء يذهب لزيارة بعض المواقع الأثرية والسياحية والقلعة الأثرية وفي ساعات الليل للتسوق.

حال المواطن المصري إسماعيل لم يختلف كثيرا عن حال المواطن الكويتي جاسم خالد، الذي يقصد العقبة بحسب ما أكد "لإيلاف" عند كل زيارة يقوم بها للأردن.
وأوضح خالد، أن العقبة تكون على رأس أولوياته في كل زيارة يقوم بها إلى الأردن، مؤكدا أن للعقبة طابع خاص وأجواء مميزة لا سيما عند الشروق والغروب فهي تأسرك بجوها وطابعها وموقعها إلى عالم آخر.
ولفت إلى قيامه برفقة أسرته بزيارتها والتسوق بها والاستمتاع بمناظرها الساحرة واطلالتها الرائعة، منوها إلى أنه يقوم بزيارة كافة الأماكن السياحية والأثرية والمعالم التي تحتويها العقبة دائما.
ويرى أصحاب المطاعم والمقاهي في العقبة أن الصيف هذا العام كان مميزا وحافلا بالسياحة والزوار، مؤكدين أنهم لاحظوا إقبالا غير مسبوق هذا الصيف خاصة على المأكولات البحرية.
وبحسب أصحاب المطاعم العديدة التي تنتشر في العقبة فقد كان هذا الصيف يعج بحركة السياح من الأردن والدول العربية والاجنبية، ما ساهم في ارتفاع أسعار الشقق المفروشة والغرف الفندقية بشكل ملحوظ وزاد من حجم الإقبال على وجباتهم وموائدهم.

وقال، عماد الخطيب صاحب أحد المطاعم: "إن مدينة العقبة اكتست حلة بهية هذا الصيف مع توافد الآلاف عليها سواء من السياح المحليين وكذلك العرب والغربيين، وكانت بمثابة ملتقى مصغر لسياح العالم".
وأضاف الخطيب: "يقصد السواح الشواطئ ويتهافتون على المطاعم لتناول الماكولات البحرية ما لذ منها وطاب ويشرفون بأنفسهم على شراء الأسماك ويطلبونها كما يشتهون".

وأوضح أنه ورغم تراجع الحركة قليلا بعد انقضاء إجازة عيد الفطر وعودة السواح المحليين وبعض الأشقاء العرب للمناطق التي قدموا منها للانتظام في الأعوام الدراسية والدوام كل حسب منطقته، إلا أن العقبة لا زالت تشهد حراكا على الصعيد السياحي من دول عربية وأخرى أجنبية.
بدوره قال حمادة سعد، الشاب المصري الذي يعمل في أحد محلات بيع السمك في لقاء مع "إيلاف": "إن الكثير من السياح يأتون لاختيار طلبهم من السمك بانفسهم ويطلبون طريقة تنظيفها وتقطيعها سعيا لشوائها أو قليها بالطريقة التي يريدون".
وأوضح أن الإقبال هذا الصيف على العقبة كان لافتا ورائعا لاسيما وأن الحركة كانت على صعيدين الصعيد المحلي والسواح المحليين وكذلك العربي والدولي، حيث عجت العقبة بحركة نشطة على مدار الساعة تقريبا.

وتبعا للمواطن الفلسطيني بشير زامل، فإن العقبة تعد مكانا رائعا للاستجمام والراحة وخاصة عند ساعات الغروب والشروق عند شاطئ البحر.
واعتبر أن زيارته الأولى للعقبة شكلت له هاجسا سيجعله يعود لها حين تسنح له الفرصة بذلك، لاسيما وأنها مدينة رائعة وتضم العديد من المواقع السياحية والأثرية والمعالم القيمة، إضافة لمراكز التسوق، ومنها القرية الصينية.
تجدر الإشارة إلى أن العقبة مدينة أردنية تقع على ساحل البحر الأحمر في جنوب الأردن وتبعد عن العاصمة الأردنية عمّان حوالي 330 كلم.
وتتميز بأنها المنفذ البحري الوحيد للأردن، وهي تقع على رأس خليج العقبة المتفرع من البحر الأحمر، وتضم المدينة العديد من المنشآت الصناعية الهامة، والمناطق التجارية الحرة.
ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي 120.000 نسمة، وتشكل بصفتها مدينة ساحلية أهمية كبيرة للسياحة والاقتصاد الأردني كونها منطقة اقتصادية حرة.

وبحسب المراجع التاريخية ومنذ 6000 سنة كانت العقبة موطنا للعديد من الشعوب بسبب موقعها الاستراتيجي على البحر وعلى تقاطع الطرق بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وكانت أحد أهم مدن النبطيين الذين توسعوا في المنطقة واستوطنوها. وكانت معبرا لطرق التجارة الدولية، تمر منها وتعود من خلالها القوافل القادمة من الحجاز وجنوب الجزيرة العربية متجهين إلى مصر أو بلاد الشام.

منطقة العقبة الاقتصادية
وأنشئت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة كمنطقة حرة لتشكل نقطة الانطلاق عام 2011 بوصفها معفاة من الرسوم سعيا نحو خلق مركز إقليمي متطور في موقع استراتيجي من الشرق الأوسط يكون حلقة من حلقات التنمية الاقتصادية المتكاملة والمتعددة الأنشطة والتي تشمل السياحة والخدمات الترفيهية والخدمات المهنية والنقل متعدد الوسائط والصناعات ذات القيمة المضافة.

وشكل ذلك بحسب مسؤولين فرصا استثمارية على مستوى عالمي في هذا الموقع المنافس والذي يتميز بمستوى معيشي متقدم.
وكانت الحكومة الأردنية قد شرعت بتنفيذ خطة طموحة لوضع الأردن على خارطة الاقتصاد العالمي، ويأتي إنشاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بحسب مسؤولين من بين المبادرات الرئيسية ضمن هذه الاستراتيجية لتكون منطقة تنموية استثمارية متعددة الأنشطة الاقتصادية تتميز بكونها منطقة حرة معفاة من الرسوم الجمركية ومعظم الضرائب.
كما تم تصميم بيئة استثمارية مبسطة من خلال تطبيق أنظمة إدارية عالية الفعالية والتعامل من خلال نافذة استثمارية واحدة وذلك بهدف جذب الاستثمارات وزيادتها.

وجاء إنشاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة كأحد أدوات حل إشكاليات الاقتصاد الأردني وذلك من خلال تعظيم معدلات النمو الاقتصادي وخلق عدد كبير من فرص العمل عن طريق بناء البيئة الاستثمارية النموذجية المنافسة والضرورية لجذب حجم كبير من الاستثمارات الأجنبية والمحلية المباشر، وهو ما حدث حيث توجد الآن استثمارات عربية وإماراتية هامة في تلك المنطقة ربما تغير العديد من معالمها.

العقبة... معالم أثرية وسياحية
وتشتمل العقبة على أهم المشاريع المهتمة في السياحة البيئية في الأردن وهي محطة العقبة لمراقبة الطيور والتي تستقطب عشرات الالاف وربما الملايين من الطيور المهاجرة أثناء رحلتها بين أوروبا وافريقيا خلال موسمي الهجرة في الخريف والربيع. ويتضمن مشروع محطة العقبة لمراقبة الطيور غابة للأشجار الكبيرة وحدائق لأشجار مقيمة في المنطقة بالإضافة لمسطحات مائية كبيرة تلعب جميعها بشكل متكامل على استقطاب أنواع مختلفة من الطيور قد يكون بعضها نادر الوجود على مستوى العالم الأمر الذي يدفع العديد من المهتمين بمراقبة الطيور وعلماء الطيور لزيارة المنطقة وعمل التحاليل العلمية والابحاث الخاصة بعلم الطيور.
وتعد العقبة بشكل خاص ومنطقة الأردن بشكل عام من المناطق المهمة عالميا لهجرة الطيور بناء على تصنيف Birdlife International وتحتضن محطة العلوم البحرية الواقعة على الشاطئ الجنوبي لخليج العقبة معرضا للأحياء البحرية يستطيع الزائر أن يشاهد فيه الأنواع المختلفة من المرجان والاسماك وغيرها من الكائنات الحية المستوطنة في خليج العقبة.
ومن أبرز معالم مدينة العقبة "العلم" الأطول في العالم الذي يقع في ميدان الثورة العربية الكبرى ويبلغ ارتفاعه 137 متراً، و تبلغ قياساته 20*40 متراً و القاعدة 17*17 متراً.
حيث دخل العلم الأردني بألوانه والأسود، والأحمر، والأبيض والأخضر موسوعة جينيس للأرقام القياسية عام 2003، بعد أن أخذ العلم في عمان هذا اللقب.

وتضم العقبة أقدم كنيسة في العالم وهي واحدة من أعظم الاكتشافات في وقتنا الحاضر وفق ما يؤكده علماء الآثار في والتي تعود الى القرن الثالث الميلادي، وهي أقدم بقليل من كنيسة المهد في القدس و كنيسة الميلاد في بيت لحم، و كلتاهما تعودان الى القرن الرابع الميلادي.

ومن بين المواقع الأثرية "أيلا" وهي المدينة التي تم بناؤها خلال الفترة الأولى من الحقبة الاسلامية، وتعد مثالاً نادراً و مميزاً لسياسة التحضر الاسلامية، حيث يتميز تصميمها بشوارعها المحورية المؤدية الى أربع بوابات متقاطعة في المنتصف، حيث يوجد أربعة أقواس متقاطعة.

ومن بين المواقع الأخرى قلعة العقبة أو القلعة المملوكية التي تم اعادة بنائها قلعة العقبة في عام 1587 ميلادية في فترة حكم آخر سلطان مملوكي، وتغيرت عدة مرات بعد ذلك.
ومن بين المواقع التي تشتهر بها العقبة والمعالم، متحف العقبة الأثري الذي يضم مجموعة مهمة للمنطقة الأسلامية أيلا، بما فيها بعض القطع التي تعود الى عصر الراشدين، والأمويين، والعباسيين، والفاطميين.
ويضم أيضا نقشا وكتابات بالخط الكوفي ل"آية الكرسي" من القرآن الكريم بالاضافة الى ذخيرة من الدنانير الذهبية التي تعود للعصر الفاطمي و المصكوكة في ساجيلماسا في المغرب وغيرها من القطع الأثرية.


في العقبة الغوص والسباحة والصيد متاح

وبحسب سياح وزوار مدينة العقبة فإن أبرز ما يميز شواطئها هو إمكانية السباحة والغوص والصيد والتفاعل مع الحياة المائية والبحرية.
ويتوفر على شواطئ العقبة إمكانية السباحة تحت الماء باستخدام أنبوب للاستنشاق للراغبين بالتفاعل أكثر مع الحياة المائية دون الغوص حيث تشتهر العقبة بالتنوع المرجاني والرخويات والقشريات، كما تمتاز شواطئها بإمكانية السباحة واستخدام قوارب الصيد والتوجه لمسافات أعمق لممارسة رياضة الغوص.
وبحسب زوار وسياح تشتهر العقبة ببعض الرياضات المائية مثل الغوص، وتمتاز بوجود أماكن للغوص ممتعة وسهلة الوصول اليها، كما أن مناخها اللطيف يجعل من المنطقة المكان الأنسب للغوص في جميع أوقات السنة، حيث تكون درجة حرارة المياه بمعدل 22.5 درجة.

وحسب هؤلاء فإنه يمكن التمتع ب 12 ساعة من الضوء وأشعة الشمس في العقبة يوميا، الأمر الذي يسمح بالرؤية تحت سطح الماء بعمق 150 متراً تحت سطح البحر.
وتضم العقبة أكثر من 30 موقع غوص، بما فيها دبابتين عسكريتين غاطستين، ومرجان اصطناعي، وسفينة الشحن اللبنانية ( Ceder Pride) والتي غرقت عام 1995، وتعتبر أكثر مواقع الغوص شهرة و زيارة في العقبة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف