خبراء يستبعدون تدهور الاقتصاد الفلسطيني بعد طلب الاعتراف بالدولة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رام الله (الضفة الغربية): يخشى الفلسطينيون أن تؤدي مواجهتهم في الأمم المتحدة من أجل دولة إلى انعكاسات خطرة على وضعهم المالي مع أن محللين لا يتوقعون تدهورًا حادًا في الاقتصاد المتردي أصلاً.
ورأى هؤلاء الخبراء ان الاقتصاد الفلسطيني سيتأثر قليلاً في حال اوقفت الولايات المتحدة مساعداتها للسلطة الفلسطينية، واوقفت اسرائيل التحويلات الضريبية المستحقة للسلطة.
وقال وزير الاقتصاد الفلسطيني حسن ابو لبدة لوكالة فرانس برس "اذا قررت الولايات المتحدة معاقبة القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني على مواجهتهما لها في مجلس الامن، فسيؤدي ذلك بالتأكيد الى مضاعفات اقتصادية يصعب تجاوزها".
واضاف "كذلك الامر بالنسبة الى اسرائيل. فاذا اوقفت تحويلاتها المالية من الضرائب والجمارك المستحقة لنا، فان هذا سيضرّ حتمًا بالاقتصاد الفلسطيني". من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريحات نقلتها صحيفة الشرق الاوسط ان "الوضع المالي سيء، وسيزداد سوءا".
وتحول اسرائيل للسلطة الفلسطينية حوالى مئة مليون دولار شهريًا عن الضرائب والجمارك التي تجيبها إسرائيل لقاء نسبة، من المعاملات التجارية والاقتصادية بينها وبين اراضي السلطة الفلسطينية.
واشار ابو لبدة الى ان الولايات المتحدة تموّل مشاريع تنموية عدة في الأراضي الفلسطينية، موضحًا أن هذه المشاريع "ستكون عرضة للتأجيل او الإلغاء في حال نفذت (واشنطن) عقوبات ضد السلطة الفلسطينية". وتفيد تقديرات السلطة الفلسطينية ان قيمة العجز المالي المتوقع في موازنة 2011 بلغت 967 مليون دولار.
لكن فعليا، حملت موازنة السلطة الفلسطينية معها عجزا قيمته مئة مليون دولار من العام 2010، اضافة الى عجز شهري بقيمة 30 مليون دولار منذ بداية العام الحالي حتى الآن.
ولا تستطيع السلطة الفلسطينية توفير رواتب موظفيها البالغ عددهم حوالى 170 الفًا في الضفة الغربية وقطاع غزة في حال اوقفت اسرائيل تحويل شهر واحد من المستحقات الضريبية. وتبلغ قيمة هذه الرواتب حوالى 130 مليون دولار.
ودفعت السلطة نصف رواتب موظفيها في حزيران/يونيو الماضي بسبب الازمة المالية، بينما ساعدت الكويت الحكومة الفلسطينية بدفع رواتب تموز/يوليو بتقديمها نحو خمسين مليون دولار. وتنفست الحكومة الفلسطينية الصعداء عندما اعلنت السعودية الاثنين تحويل مبلغ 200 مليون دولار الى السلطة الفلسطينية.
وعبّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن شكره للملك عبد الله بن عبد العزيز على "الدعم السعودي المتواصل" للشعب الفلسطيني، خاصة انه يأتي "مع التوجه الفلسطيني الى مجلس الامن الدولي لنيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف"، كما نقلت وكالة الانباء الرسمية ( وفا).
الا ان ابو لبدة قال انه "ليس متأكدا" من ان العالم العربي يشكل بديلاً يسمح للسلطة الفلسطينية بالاستغناء عن الدعم الاميركي وعن مستحقاتها لدى اسرائيل. واضاف ان "الدول العربية، وخصوصًا الغنية منها، تعرف ان السلطة الفلسطينية بحاجة الى دعم متواصل".
وتابع "نحن اذ نشكر السعودية على تدخلها العاجل والمتواصل لدعم السلطة لكننا بحاجة ليس الى تعهدات فقط، بل لضمانات بدعم عربي متواصل يمكننا من الاستغناء على داعمين دوليين اخرين وهذه الضمانة غير موجودة".
من جهته، توقع المحاضر الاقتصادي في جامعة بيرزيت نصر عبد الكريم تقديراته الا يحدث "اضطراب جوهري في العجلة الاقتصادية الفلسطينية عقب التوجه الى الامم المتحدة". وقال لفرانس برس "قد يحدث تباطؤ وصعوبات انية، لكن لا اعتقد انه سيكون هناك اضطراب جوهري".
واضاف ان الولايات المتحدة واصدقاء اسرائيل مثل كندا واليابان واستراليا "سيلجاؤون الى خطوات احتواء بعد افشال التوجه الفلسطيني لمجلس الامن". وكانت السلطة الفلسطينية تعرضت لأزمة اقتصادية في العام 2000 اثر الانتفاصة الثانية وكذلك في 2006 اثر فوز حماس في الانتخابات التشريعية.
الا ان عبد الكريم يقول إن الوضع والظروف مختلفة اليوم "خاصة في ظل الربيع العربي الذي اجتاح المنطقة العربية". وقال "حتى اوروبا والدولة الاخرى مثل الولايات المتحدة الاميركية غير معنية بالتصعيد حتى حافة الانهيار، خاصة وان الظروف العربية تختلف اليوم".
وتفيد تقديرات عبد الكريم ان الدول العربية ستكون بعد الربيع العربي "اكثر حماسة لتقديم اي مساعدات للسلطة الفلسطينية". من جهته، قال وزير الاقتصاد الفلسطيني "يفترض الا يسمح المجتمع الدولي والعربي بانفراد اميركا واسرائيل بمعاقبة الفلسطينيين".