الأسواق المالية تتدهور على الرغم من وعود "مجموعة العشرين"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واجه وزراء مالية وحكام البنوك المركزية في أبرز الدول الغنية والناشئة في مجموعة العشرين المجتمعين منذ الخميس في واشنطن، والملتزمين بـ"تقديم رد قوي ومنسق" على الأزمة، صعوبة في إقناع الأسواق المالية الأوروبية التي تدهورت الجمعة أمام الآفاق الغامضة للاقتصاد العالمي.
واشنطن: واجه التعهد الذي قطعته دول مجموعة العشرين "بتقديم رد قوي" على ازمة الديون، صعوبة في اقناع الاسواق المالية الاوروبية التي تدهورت مرة اخرى الجمعة امام الافاق الغامضة للاقتصاد العالمي.
وتعهد وزراء مالية وحكام البنوك المركزية في ابرز الدول الغنية والناشئة في مجموعة العشرين المجتمعين منذ الخميس في واشنطن، بـ"تقديم رد دولي قوي ومنسق" على الازمة.
ووعد كبار مسؤولي المالية في العالم بالعمل بما يؤدي الى "امتلاك المصارف رأسمالاً مناسبًا" بعد تدهور القيم المصرفية الاوروبية في الايام الاخيرة بسبب المخاوف المرتبطة بازمة الديون في منطقة اليورو. وتعهدت المصارف المركزية التي تكثف من تدخلها لتفادي تراجع التسليف، بمواصلة "دعم النهوض".
ووعدت مجموعة العشرين في اطار قمة كان (جنوب شرق فرنسا) في الثالث والرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، بوضع "خطة عمل جماعية طموحة". لكن المستثمرين الذين كانوا يتوقعون اجراءات ملموسة وفورية، بقوا مع ذلك متشائمين.
وعلق المحللون في شركة "اوريل بي جي سي" بالقول "لا شيء جديدا اذا. فالقرارات الحقيقية ارجئت الى قمة رؤساء الدول والحكومات التي ستعقد في كان". ووافق مانوج لادوا المحلل لدى "اي تي اكس كابيتال" على ذلك واضاف ان "وزراء المالية في مجموعة العشرين فوتوا فرصة ذهبية لطمأنة الاسواق". وبالفعل، فان التراجع كان يمكن ان يكون لفترة قصيرة في الاسواق.
وبعدما فتحت الاسواق المالية الاوروبية جلسة التداول على ارتفاع، وترددت للحظة في التوجه الذي ستتخذه، عادت فغرقت ظهرًا خاسرة بذلك ما بين 2 الى 3% حوالى الساعة 12:20 ت غ. وكانت الاسواق الاسيوية باستثاء طوكيو المقفلة يوم الجمعة، انهت جلسة التداول على خسائر على غرار وول ستريت الخميس.
الا ان القيم المصرفية التي تعرضت للكثير من الصعوبات خلال الاسبوع، توصلت مع ذلك الى الحد من الخسائر. وقام وزير المالية الفرنسي فرانسوا باروان بجولة على المصارف الكبرى والصناديق المالية الاميركية في نيويورك التي ازدادت تحفظا لجهة اقراض المصارف في منطقة اليورو، لطمأنتها حيال ملاءة هذه الاخيرة.
وبحسب دراسة لمؤسسة فيتش، فان الصناديق النقدية الاميركية قلصت منذ ايار/مايو بنسبة 34% قروضها للمصارف الفرنسية. واعرب رئيس مجلس ادارة مدير عام ايرباص توماس اندرز عن "قلقه لجهة ان يصبح الحصول الى التسليف مجددا امرا نادرا" لزبائنه، ولا سيما "التمويلات الطويلة الامد الصادرة بالدولار من قبل بعض المصارف الاوروبية".
وابدت الشركة الاوروبية لتصنيع الطائرات استعدادها لمساعدة زبائنها كما فعلت في 2008-2009 اذا ما تعرضوا لصعوبات في تمويل مشترياتهم من الطائرات.
وعلى الرغم من الارادة التي اعلنتها مجموعة العشرين، يبقى الوضع "مثيرا جدا جدا للقلق"، كما حذر جان بيار جويه رئيس هيئة الاسواق المالية التي تسهر على ضبط البورصة الفرنسية. وقال "يتعين ان نتخذ اجراءات عاجلة على المستوى الدولي"، معربًا عن الامل في ان "الاوروبيين والاميركيين وصندوق النقد الدولي سيصلون على الاقل الى الخروج بتشخيص مشترك".
لكن الهيئة المصرفية الاوروبية التي اشرفت على اختبارات المقاومة لتسعين مصرفا في الاتحاد الاوروبي، اعلنت انها لا ترى من الضرورة "في هذه المرحلة" تعديل الجدول الزمني لإعادة رسملة المصارف. وذلك على الرغم من الدعوات الى تسريع العملية، وخصوصًا من صندوق النقد الدولي.
كما ان فرضية تخلف اليونان عن السداد والتي ستؤدي الى خسارة المصارف الاوروبية مبالغ كبيرة، لا تزال قائمة. وبحسب الصحافة اليونانية، لم يستبعد وزير المالية اليوناني ايفانغيلوس فينيزيلوس الخميس امام النواب ان تلغى نسبة 50% من قيمة الديون اليونانية، وهي فرضية نفاها الجمعة بشدة.
في هذه الاثناء، خفضت وكالة التصنيف الائتماني موديز درجتين نسبة ملاءة البنوك اليونانية الرئيسية التي قد تواجه ازدياد قيمة التسليفات غير المسددة في اطار الانكماش والبطالة. وشهدت العاصمة اليوناية الجمعة يوما جديدا من الاضرابات في قطاع النقل للاحتجاج على اجراءات تقشف جديدة.
والى المخاوف من تداعيات احتمال افلاس اليونان، اضيفت المخاوف من انتقال عدوى ازمة الديون الى الاقتصاد الفعلي. واعادت منظمة التجارة العالمية الجمعة النظر في توقعاتها لنمو التجارة للعام 2011 فرات انها على انخفاض، منتظرة ايضا تحسنا في المبادلات العالمية بواقع 5.8% مقابل 6.5% كانت متوقعة حتى الان.
وفي فرنسا توالت المؤشرات السلبية للنمو ما يدعو الى الخشية من تباطؤ كبير في الاقتصاد مع نشر مؤشرين يدلان على تدهور كبير في معنويات الاسر والصناعيين. وهو نبأ سيء ايضًا بالنسبة الى سلوفينيا، حيث لم تتشكل حكومة منذ الثلاثاء: فقد خفضت موديز علامة هذه الدولة في منطقة اليورو درجة واحدة، متحدثة عن "الخطر المتنامي" الذي سيبرز لدعم نظامها المصرفي.
وطالبت وكالة التصنيف بمعالجة اكثر قسوة ايضا على مادير بخفضها علامة الديون درجتين. وانتقدت موديز "حوكمة سيئة" بعد الكشف عن ديون غير معلنة بقيمة 1.6 مليار يورو والتي قد تعقد الاهداف المالية في البرتغال. واليورو الذي سجل الخميس ادنى سعر صرف له منذ كانون الثاني/يناير الماضي، بلغ 1.3459 دولار.