اقتصاد

رواج مستودعات النفط العائمة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتدال سلامه من برلين: اختلفت الطرق والوسائل من أجل تخزين ما يمكن تخزينه من النفط عند شرائه بسعر رخيص نتيجة خفضه في الأسواق العالمية لأسباب مختلفة، وينتظر أن يرتفع الثمن كي يتم بيعه بأسعار مرتفعة وتحقيق أرباح خيالية، لكن أن تلجأ بعض الشركات العالمية إلى بناء سفن عملاقة من أجل تخزين هذا الذهب الأسود في عرض البحر فأمر كان ضربًا من الخيال في السابق، وأصبح اليوم حقيقة.

هذا ما يؤكده احد المسؤولين في شركة التأمينات الدولية اليانس، ويقول ان هناك شركات تأمين تخاطر وتبرم صفقات تأمين مع الشركات المالكة لهذه المستودعات العائمة في ناقلات ضخمة مقابل مبالغ مرتفعة جدًا، لأن هذه الشركات تضمن في النهاية تغطيتها بتحقيقها أرباحًا كبيرة جدًا.

الملفت ما تحدث عنه تقرير نشرته صحيفة هندلزبلات الالمانية قبل اشهر عدة، اذ اشار الى وجود شركات تمتلك مستودعات عائمة غير مرتبطة بدول تعمل في الخفاء لمصلحة شركات عالمية كبيرة مثل موبيل وشل وبي بي، فهي تشتري لحسابها كميات ضخمة من النفط عند تراجع سعره وتخزنه في المستودعات بناقلات عملاقة تربض في اعالي البحار، وعند ارتفاع الاسعار توعز اليها الشركات التي تتعامل معها بأن تبيعه.

الا ان هذه الناقلات تواجه مخاطر كبيرة، منها تعرضها لهجوم من قبل القراصنة، عندها ينكشف امرها من قبل شركات تدخل في منافسة شديدة معها، لذا فإن امكانية بقائها متسترة يعود الى مدى قدرتها الى ذلك.

لكن هل توجد ضمانات لهذه الشركات المالكة للمستودعات العائمة ان تبيع دائمًا هذا النفط المخزن بأسعار عالية، رغم المخاطر وتحقق ارباحًا؟
يقول ماركوس مولر الخبير الاقتصادي في فرانكفورت في سؤال وجهته "ايلاف" ان الكثير من الخبراء لا يعتقدون بأن اسعار النفط سوف ترتفع على الاقل حتى نهاية هذا العام، وهذا له تأثير سلبي على الشركات المالكة لمخزون النفط العائم في البحار والمحيطات، لانها لن تحقق ربحية كبيرة.

عدا عن ذلك يفضل المستوردون الآن شراء هذا المادة الخام من منابعها مباشرة، خاصة بعد تحرير دول نفطية مثل ليبيا. وهذا جعل فكرة تخزين النفط في ناقلات عملاقة، وإخفاءها في اعالي البحار عملاً غير جذاب، فبيع النفط من المنبع للشركات يكون اسرع واكثر ربحية من النفط المخزن من الاحواض العائمة، كما وان التسليم يتطلب وقتاً اطول، واجراءات لا تخلو من التعقيد، فصفقات بيعه تتم بعيدا عن الانظار.

واستنادا الى معلومات اولوية، يعتقد الخبير الاقتصادي الالماني ان قيمة ما يخزن حاليًا في الاحواض العائمة تقارب من المئتي مليار دولار.
والامر لا يقتصر على شراء شركات مالكة لناقلات النفط من منابعه عند انخفاض سعره، فهناك شركات تجني ايضًا ارباحا كبيرة عبر شرائها نفطًا من النوع الرخيص، اي الذي يحتوي على رصاص او غيره من تجار مكسيكيين وبيعه بأسعار عالية بعد معالجته في مصاف اوروبية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف