انتعاش الاستثمارات في قطاع غاز حجر الأردواز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من برن: غاز حجر الأردواز هو غاز طبيعي ينشأ من أحجار الإردواز. وتوجد طبقات غاز حجر الأردواز في دول عدة، كما أستراليا والولايات المتحدة الأميركية وبريتيش كولومبيا والصين وبولندا وهولندا.
ومن اللافت أن الاقبال، الذي لا سابقة له في تاريخ الطاقة، على قطاع غاز حجر الأردواز، لناحية استخراجه من باطن الأرض بغية بيعه بأسعار تنافسية، لا يشارك فيه المستثمرون الدوليون فحسب، انما شركات نفطية مشهورة، تنوي بسط هيمنتها أكثر فأكثر على الأسواق العالمية. ونجد، بين هذه الشركات "توتال" الفرنسية و"شتات أويل" النرويجية و"سينوبك" الصينية.
من جانبهم، يؤمن الخبراء السويسريون بأن مناورات شركات تجهيز الطاقة حول العالم لا تلتفت،حصراً الى تعزيز مواقعها في الأسواق العالمية فحسب، إنما تسعى، في الوقت عينه، الى تعزيز قيمة أسهمها في البورصات العالمية. وكلما انتعشت أعمال ومشاريع واستثمارات هذه الشركات زاد تدفق رؤوس أموال المستثمرين الى خزائنها، على شكل عمليات شراء أسهم، تابعة لهذه الشركات، ببلايين الدولارات الأميركية.
في الوقت الحاضر، يزيد المستثمرون الدوليون عمليات التبضع الخاصة بشراء أسهم شركات "توتال" و"شتات أويل" و"سيونبك" نظراً إلى قيام الأخيرة بمشاريع ضخمة لاستخراج غاز حجر الأردواز في الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول العربية-الأفريقية، كما الجزائر.
ما يجعل هذا النوع من الغازات بين موارد الطاقة الواعدة وغير الكلاسيكية لهذا القرن. وتتجه شركات عدة، نفطية وطاقوية، إلى توطيد موقعها داخل قطاعات "حساسة" لاستخراج طاقة، من بواطن الأرض، غير معيارية، إنما ستكون لها تطبيقات عملية واسعة النطاق مستقبلاً.
في سياق متصل، تشير الخبيرة "ايستير كولير" لصحيفة "ايلاف" الى أن الاستثمارات في قطاعات طاقوية، غير عادية بعد، كما غاز حجر الأردواز وغيره، استراتيجية ترسمها الشركات النفطية، في المقام الأول، للسيطرة على أسعار النفط والغاز، حول العالم. ويكفي النظر إلى هذه الاستثمارات كي نستنتج أنها ضخمة جداً، ولا ترى أي أزمة مالية في وجهها.
على سبيل المثال، تشير هذه الخبيرة الى أن استثمارات "توتال" لاستخراج غاز حجر الأردواز، في أميركا وأفريقيا الشمالية (ومن ضمنها الجزائر) وصلت الى 3.5 بليون دولار أميركي تقريباً.
أما شركة "شتات أويل" النرويجية فهي تتحرك اليوم حول العالم سوية مع حليفتها "بريغهام اكسبلوريشن"، للاستثمار في موارد طبيعية للطاقة، غير المألوفة. ووصلت هذه الاستثمارات، إلى الآن، الى حوالى 5 بليون دولار أميركي. على صعيد شركة "سينوبيك" فإنها تخطط لاستثمار ما لا يقل عن 3 بليون دولار أميركي في القارتين الأميركية (شمالاً) والأفريقية.
علاوة على ذلك، تنوه الخبيرة كولير بأن عملية استخراج غاز حجر الأردواز، برغم انتعاش الاستثمارات المربحة داخله، تصطدم ببعض العوائق الانتاجية، التي من المتوقع أن تتوصل التكنولوجيا، في المستقبل القريب، الى "حلحلتها" بطريقة من الطرق الذكية.
من جهة، ثمة مخاوف حول احتمال تلويث البيئة لدى استخراج هذا النوع من الغازات من بين الصخور الموجودة في الطبقات الأرضية. ومن جهة ثانية، قد تؤدي تقنية الاستخراج الهيدروليكية لهذا الغاز، المعروفة باسم "فراكينغ" (Fracking)، إلى توليد الزلازل. يكفي النظر الى مقاطعة "أوهايو" الأميركية، التي تحتضن أنشطة دولية عدة لاستخراج غاز حجر الأردواز، للاستنتاج أن أنشطة الزلازل هناك ارتفعت، بصورة غير طبيعية، في الشهور الأخيرة.