البرد والجفاف قد يزيد من محن الحكومة المغربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الرباط: رغم استمرار موجة البرد والجفاف، إلا أن الفلاحين المغاربة ما زالوا يأملون في تحقيق محصول جيد إذا تساقطت الأمطار، في الأيام المقبلة.
وأدى المغاربة، للمرة الأولى منذ سنة 2007، صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء البلاد، الجمعة الماضي، طلبا لسقوط الإمطار، وتشير تقديرات وزارة الفلاحة إلى أن نحو 1.4 مليون مغربي يزرعون 5.3 مليون هكتارا من الأراضي.
ويعول المغرب على هذا القطاع بشكل كبير، الذي في حالة ما إذا تأثر بالجفاف، فإنه سيزيد من محن حكومة عبد الإله بنكيران، التي تنتظرها تحديات اقتصادية كبيرة.
وقال أديب عبد السلام، محلل اقتصادي، إن "المغرب زال مرتبطا بالظواهر الطبيعية، خاصة الفلاحة"، موضحا أن "نسبة مساهمة هذا القطاع في الناتج الداخلي الإجمالي قليلة، إذ أنها لا تصل إلى 20 في المائة".
وأضاف أديب عبد السلام، في تصريح لـ "إيلاف"، "عندما يكون الجفاف فإن كل شيء يتوقف، خاصة في العالم القروي الذي توجد فيه 70 في المائة من اليد العاملة، التي تحصل على أجور متدنية".
وتأتي هذه الوضعية، حسب المحلل الاقتصادي، في وقت "تعيش أوروبا أزمة خانقة، وهو ما قد يؤثر على الطلب، بالنسبة للمنتوج الفلاحي، الذي يتوقع أن يتقلص، علما أن جزء مهم منه يصدر نحو الخارج".
واعتبر أديب عبد السلام أن "حكومة بنكيران في ورطة، إذ تنتظرها عدد من التحديات، خاصة أن الاقتصاد المغربي مزدوج"، مؤكدا أن "قطاعه العصري يبلغ 10 في المائة ويتمركز في المدن، في حين أن البقية تتكون من اقتصاد عتيق ويتمركز في البادية"، وأضاف "هذه الوضعية المزدوجة هي التي تجعل الاقتصاد المغربي مرتبط بالفلاحة".
وترجع موجة البرد في المملكة، حسب مديرية الأرصاد الجوية، إلى استمرار خضوع المغرب لوجود مرتفع الضغط الجوي الآسوري جوار المحيط الأطلسي، الذي يحول دون تسرب الكتل الهوائية الرطبة نحو المملكة، ويدفع بها نحو وسط أوروبا.
وقال يوسف بنبراهيم، أستاذ شعبة الجغرافية (تخصص علم المناخ)، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إن "الأمر عادي ولا يتعلق بتغيرات مناخية"، وزاد موضحا "مناخ المغرب انتقالي، إذ أنه في النطاق المعتدل في الشمال والمداري الجاف في الجنوب".
وأكد يوسف بنبراهيم، في تصريح لـ "إيلاف"، أن الضغط الجوي الآسوري قوي جدا، وهو ما يحول دون وصول الاضطرابات التي تحمل معها الأمطار. وهذا الأمر عاشه المغرب مرارا وتكرارا"، موضحا أن "هذه مسائل عادية. فتاريخ المغرب حافل بفترات الجفاف، إذ أن مناخه متوسطي، وهذا النوع من المناخ صعب جدا".
وبخصوص استمرار موجة البرد، قال أستاذ شعبة الجغرافية (تخصص علم المناخ) "أشعة الشمس هي التي تسخن سطح الأرض، وعندما يكون الجو صحوا، فإن الحرارة التي اكتسبتها الأرض ترجع للغلاف الجوي، عند الغروب، بينما إذا كان الجو غائم فإن تلك الحرارة تعود إلى الغلاف الجوي، وبالتالي ترجع الحرارة إلى سطح الأرض، وبالتالي لا تنخفض درجاتها حتى في الليل. وهذا يسمى بالاحتباس الحراري الطبيعي".
وكانت انطلاقة الموسم الزراعي الحالي، حسب تقارير لوزارة الفلاحة، تميزت بتوزيع جيد للتساقطات المطرية مقارنة مع الموسم السابق، مما شجع الزراعات المبكرة، التي تعد أساسية بالنسبة إلى مستوى مردودية زراعات الحبوب.
وأطلق المغرب، أخيرا، المخطط الأخضر، الذي يتوقع استثمار نحو 1.4 مليار دولار سنوياً لإنشاء 1500 مشروع زراعي، وتحسين محاصيل الريف المغربي من زيت الزيتون، والخضار، والفواكه، والحبوب، والإفادة من اتفاقات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي لرفع حجم الصادرات الغذائية، وتسجيل نحو 100 مليار درهم فائضا سنويا.