اقتصاد

وضع تايوان الاقتصادي حاسم في الانتخابات أكثر من علاقاتها مع الصين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تايبيه: يعود إلى الرئيس التايواني ما يينغ-جيو الفضل في العمل على إدخال تحسين كبير في العلاقات مع الصين، لكن التباطؤ الاقتصادي وتنامي انعدام المساواة قد يدفعان بالناخبين الى عدم التجديد له السبت.

ويخوض الرئيس ما (61 سنة) الحائز دكتوراه في القانون، الحملة الانتخابية مع تساي اينغ-وين (55 سنة) التي وعدت خلال حملتها بتوزيع افضل لمردودات النمو، وقد تصبح اول رئيسة في الجزيرة اذا انتخبت.

واكد جورج تساي الخبير في السياسة في الجامعة الثقافية الصينية في تايبيه ان "الاقتصاد يظل المسالة الأهم بالنسبة إلى غالبية الناس، وخصوصا ذوي الدخل المتواضع"، مضيفا ان "هؤلاء لا يهمهم كثيرًا تحسن العلاقات مع الصين أو المسائل الدبلوماسية". وطالما تحددت سياسة الاحزاب السياسية قياسًا على موقفها من الصين، ويدعو حزب ما "الكومينتانغ" الى التقارب مع الصين، بينما يدافع الحزب الديموقراطي التقدمي عن خط مستقل.

وقد انفصلت تايوان عن الصين مع نهاية الحرب الأهلية الصينية سنة 1949، ومن حينها فهي مستقلة بالأمر الواقع، لكن بكين تعتبر الجزيرة متمردة، ولا تستبعد استعمال القوة لإعادتها إلى السيادة الصينية.

واعتبر جوزف تشينغ المحلل المتخصص في الصين في جامعة سيتي في هونغ كونغ أن "العلاقات مع الصين تظل موضوعًا ذا أهمية بالنسبة إلى تايوان، لكن اهميتها في تراجع تدريجي"، مؤكدًا "ربما ذلك لأن الناس يدركون ان عملية الاندماج الاقتصادية ستتواصل، وانهم لا يريدون اغراق السفينة".

وتدل قلة اهمام الناخبين بالصين على ان الرئيس ما الذي يترشح لولاية ثانية واخيرة من اربع سنوات، سيواجه صعوبات في الاستفادة من تحسن العلاقات مع بكين. وقد وقعت تايبيه مع بكين في عهد ما، في منتصف 2010، اتفاقا تجاريًا تاريخيًا. وتوقعت آخر استطلاعات بداية كانون الثاني/يناير فوز الرئيس المنتهية ولايته، لكن بفارق ضئيل جدًا.

وأوضح جوزف تشينغ ان "الفارق ضئيل جدًا، ولا يمكن أن ينبئ بنتيجة، رغم انه يبدو ان ما يتمتع بتقدم نظرًا إلى أن الاقتصاد في حالة لا بأس بها". وبعدما حقق الاقتصاد قفزة بنحو 11% خلال 2010 بفضل التجارة مع الصين الشريك الأول، لم يسجل سوى 3.4% في الربع الثالث من سنة 2011 في تباطؤ ناجم من ركود الاقتصاد العالمي، الذي تعاني فيه الجزيرة من تبعية التصدير بشكل كبير. لكن معسكر الرئيس ما يرى انه يبدو ان التايوانيين يتناسون انجازات جزيرتهم الجيدة التي تحققت في ظروف صعبة.

واعلن كين بو-تسونغ المساعد المقرب من الرئيس في نهاية كانون الاول/ديسمبر للصحافة ان "كل الاحصائيات تشير الى ان اقتصاد تايوان ماض في الاتجاه الصحيح، لكن مع الاسف الناس ووسائل الاعلام يتجاهلون ذلك".

ويأخذ الكثير من الناخبين على حكومة ما يينغ-جيو انها تركت الهوة تتنامى بين الأكثر ثراء والأكثر فقرًا، في حين طالما كانت تايوان، البلد الرأسمالي حيث النمو قوي جدًا، تحتل موقعًا استثنائيًا في آسيا بفضل توزيع الثروات بشكل أكثر عدلاً بين غيرها من دول المنطقة.

وتعود هذه الميزة الى نظام تربوي، يشمل كل افراد الشعب منذ وقت طويل واصلاح زراعي اتاح خلال الخمسينيات للفلاحين ملك الاراضي التي يفلحونها. لكن الهوة تعمقت منذ التقارب مع الصين التي خلقت فرصًا استفرد بها خصوصًا من يملك رأس المال.

كذلك قد يخسر ما يينغ-جيو أصواتًا بسبب ترشيح جيمس سونغ المستقل، الذي حل بعيدًا جدًا وراء المرشحين الأولين في الاستطلاعات، لكنه قد يأخذ منه بعض الأصوات. وسيلقى اقتراع السبت اهتمامًا من بكين، التي تأمل فوز ما بلا شك.

واعتبر ليو بي-رونغ استاذ العلوم السياسية في جامعة سوتشو في تايبيه ان الصين تستعد لتغيير القادة (الرئيس ورئيس الوزراء سيتغيرون خلال الاشهر المقبلة) وتفضل ان تعلم اين وصلت علاقاتها مع اقرب جيرانها. وقال "اكيد ان الصين لا تريد ان تتحول قضية تايوان الى عنصر شك في حين ستخوض هي اصلا مرحلة انتقالية بالنسبة إلى السلطة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف