اقتصاد

تكثيف اللقاءات التونسية الأميركية للنهوض بالإقتصاد التونسي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تونس: تكثفت في الفترة الأخيرة اللقاءات الإقتصادية التونسية والأميركية التي يهدف من ورائها الأميركيون إلى مساعدة تونس على النهوض بإقتصادها من جديد حتى تتمكن من الإيفاء بآلتزاماتها أمام الشعب التونسي الذي ينتظر تطورا في جميع المجالات.

وقد اعتبر غوردن غراي سفير الولايات المتحدة الأميركية بتونس أن: "تتميز بوجود يد عاملة مؤهلة وبمناخ يشجع على الاستثمار، وأنّ بلاده عاقدة العزم على مساندة تونس خلال المرحلة الإنتقالية ومساعدتها في المجال الاقتصادي حتى يعود اقتصادها إلى سالف حيويته ونشاطه".

وأضاف غوردن غراي أنّ وفدا من رجال الأعمال الأميركيين سيزورون تونس خلال شهر مارس القادم لبحث مجالات الإستثمار في تونس و العمل على بعث مشاريع استثمارية.

وحتى يظهر الأميركان اهتمامهم بتونس و سعيهم لمساعدتها فقد نظمت الحكومة الأميركية في منتصف شهر نوفمبر القادم لقاء حول الاستثمار والتجارة والسياحة في تونس، بمشاركة فيها عدد كبير من المستثمرين و الهدف منه توجيه الاستثمارات نحو قطاعات السياحة وتكنولوجيات الاتصال وعقود الاستغلال.كما نظمت غرفة التجارة الأميركية في منتصف شهر ديسمبر الماضي ندوة في واشنطن للمساهمة في دفع قطاع السياحة في تونس.

ولتسهيل النفاذ إلى السوق الأميركية فقد انتظم خلال الأسبوع الجاري لقاء الأعمال التونسي الأميركي بمقر وكالة النهوض بالصادرات وبمشاركة عدد من المستثمرين التونسيين والأميركيين الذين أكدوا على أن حجم التبادل التجاري بين البلدي يبقى ضعيفا و بالتالي يجب البحث عن سبل النهوض بها من خلال فتح أسواق جديدة للمنتجات التونسية في مجال المبادلات التجارية التونسية الأميركية في ظل أزمة المديونية التي تعيشها عدد من الدول الأوروبية.

الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات عبد اللطيف حمام أوضح لـ"إيلاف" أنّ اليوم تبدو لنا الفرصة مواتية حتى نكتسح أسواقا جديدة لتصدير منتوجاتنا مثلما هو الشأن بالنسبة للسوق الأميركية التي كانت عصيّة علينا سابقا حيث يتطلب ذلك استثمارات كبيرة لنتمكن من ترويج منتجنا ولكن يبدو اليوم الوضع و قد تغير بعد الثورة التونسية التي بلغت كل الدول ومنها أمريكا و بالتالي فإن اسم تونس وصورتها في العالم تعتبر الآن الرأس المالي الحقيقي لكل منتج و مصدّر تونسي عليه استغلالها أحسن استغلال.

المنصف بوفايد وهو مصدّر تونسي له خبرة في الأسواق الأميركية التي يصدّر لها منتوجات الصناعات التقليدية يرى أنّ السلع التونسية في السوق الأميركية تشهد رواجا كبيرا في مجال الصناعات التقليدية وتعتبر السوق التصديرية واعدة بما أننا نصدر سنويا نحو 20 ألف قطعة من الصناعات التقليدية و أضاف بوفايد أن السوق الأميركية قادرة على استيعاب السلع التونسية وما على المستثمرين التونسيين إلا العمل من أجل تلبية حاجة السوق الأميركية خاصة بعد التسهيلات التي منحت للمستثمرين جمركيا.

وقال عبداللطيف حمام إنّ من أولويات مركز النهوض بالصادرات مساعدة المؤسسات التونسية على خوض غمار التصدير إلى السوق الأميركية التي تبدو واعدة حيث يقبل الأميركيون بكثرة على السلع التونسية وخاصة الصناعات التقليدية و المواد الغذائية البيولوجية التي تلقى هي الأخرى انتشارا واسعا في صفوف الأميركيين.

من جهته بيّن الممثل التجاري بسفارة الولايات المتحدة الأميركية بتونس بيل جاكسون ما تتطلبه السوق الأميركية من احتياجات و نوعية منتجات وأوضح الإعفاءات الجمركية التي تتمتع به المنتجات المحلية و التي يتم تصدريها نحو السوق الأميركية ويتضمن المنتوج نحو 3400 منتوج من 129 دولة في العالم من بينها تونس وهذا النظام التفاضلي يتواصل حتى جويلية 2013.

وأوضح جاكسون أنّ الولايات المتحدة الأميركية ورّدت خلال 2010 زيت الزيتون و المصوغ و منتوجات الصناعات الميكانيكية بما قيمته 377 مليون دينار منها 79 مليون دينار زيت زيتون و 36.5 مليون دينار من المصوغ و 11.9 مليون دينار من المنتجات الميكانيكية وتتواجد في تونس 79 مؤسسة أميركية.

وفي سياق متصل بالإستثمار الأميركي في تونس نظم فرع الغرفة التجارية التونسية الأميركية للتجارة بصفاقس و بالتعاون مع مركز الباعثين الشبان يوم عمل حول الإجراءات القانونية لدخول السوق الأميركية و فرص تصدير المنتوجات التونسية حضره عدد كبير من المستثمرين من الجانبين.

كما أنّ المجموعة الأميركية " ميكروسوفت " و شركائها دعمت عشرة مشاريع تونسية ناشئة و مجددة في إطار الدورة الرابعة لبرنامج دعم المشاريع الناشئة و المجددة في جهات تونس و صفاقس و سوسة و سيدي بوزيد وقفصة.

الخبير الإقتصادي و المالي عبد الرحمن اللاحقة وفي حديث لـ"إيلاف" أكّد على أنّ الإقتصاد التونسي يرنو إلى العودة من جديد ليتجاوز الصعوبات التي عرقلت تقدمه بسبب الإحتجاجات والإعتصامات و قطع الطرق و غلق المؤسسات التي رافقت ثورة 14 جانفي ، وتجاوز هذه العراقيل لا يمكن أن يتم إلا في ظلّ الإستقرار.

وأضاف اللاحقة أنّ تونس المرتبطة أساسا بالسوق الأوروبية المشتركة التي تشكو عدد من بلدانها من أزمة المديونية عليها أن تبحث عن أسواق جديدة لتصدير المنتوجات ومنها السوق الأميركية ولكن لا بد من القدرة التنافسية التي تتمثل أساسا في ثلاثية السعر و الجودة و الوقت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف