اقتصاد

مؤسسات وول ستريت تتنافس لإدارة ثروات وادي السيلكون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: كما هو معروف عنها دوماً من ولع وميل إلى الاستثمار في الأماكن التي تتوافر فيها الأموال، ها هي مؤسسات وول ستريت من أمثال "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" بدأت تنجذب في الوقت الحالي إلى وادي السيلكون، حيث أسفرت طفرة الإنترنت الأخيرة عن ظهور مزيد من المليونيرات وكذلك المليارديرات أكثر من أي وقت مضى منذ ظهور الفقاعة التكنولوجية قبل ما يربو على 10 أعوام.

ودللت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية على ذلك، في تقرير مطول لها ضمن هذا السياق، برسائل البريد الإلكتروني التي تلقاها سام أوديو، بعد بيعه موقع Divvyshot ديفي شوت لمشاركة الصور إلى فايسبوك في نيسان/ أبريل الماضي مقابل ملايين الدولارات، من جانب مؤسسات وول ستريت السابق ذكرها، إلى جانب شركات أخرى، تخبره فيها بتطلعها إلى تولي الجانب الإداري للملايين التي تحصل عليها.

وقد أغرته مؤسسة غولدمان، على سبيل المثال، بأن تأخذه في جولة حصرية إلى مصنع تيسلا المتخصص في صناعة السيارات الرياضية الكهربائية ومنحه تذاكر لمشاهدة الجزء الأخيرة من سلسلة أفلام هاري بوتر. وتابعت الصحيفة بقولها إنه ورغم ذكاء ومعرفة المديرين التنفيذيين بقطاع التكنولوجيا، إلا أن كثيرين منهم حديثو التخرج، وهو ما يجعلهم جاهلين نسبياً حين يتعلق الأمر بالتخطيط لممتلكاتهم.

وقال في هذا السياق جاي باكستراند، نائب الرئيس في المصرف الخاص التابع لمؤسسة جي بي مورغان تشيس :" الرهان على تطوير خدمة لمنصة فايسبوك يختلف تماماً عن إدارة مشروع ما على المدى الطويل". ثم مضت الصحيفة تشير إلى السعادة الغامرة التي تجدها مؤسسات وول ستريت عند تقديمها يد العون في مقابل الحصول على أجر. وأوضحت أن البنوك تتحصل على 1 % تقريباً نظير قيامها بالإشراف على محفظة أحد المستثمرين الأثرياء. ورغم أن تلك النسبة قد لا تبدو كبيرة، إلا أنها تسفر عن مبالغ مالية كبيرة حين يكون التعامل بمليارات الدولارات.

إلى هنا، أعقبت الصحيفة بلفتها إلى لهث الشركات المالية وراء الثروات التي يتم تكوينها. وقالت إن فايسبوك يُحَضِّر الآن لعملية اكتتاب من المرجح أن تقدر قيمتها بحوالي 100 مليار دولار.

ويمتلك المدراء والموظفون في "زينغا" أكثر من ثلث شركة ألعاب الكمبيوتر عبر الإنترنت، التي طرحت للاكتتاب في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بقيمة قدرها 7 مليارات دولار. بالإضافة لشركات أخرى منها غروبون بقيمة 12.2 مليار دولار وينكدين بقيمة 6.8 مليار دولار وباندورا بقيمة 1.9 مليار دولار.

ثم مضت الصحيفة تتحدث عن الجهود التي تبذلها البنوك والمؤسسات من أجل الظفر بالتعاون مع عملاء محتملين. ونقلت النيويورك تايمز هنا عن ديريك فاولر، خبير الثروات لدى مورغان ستانلي، قوله :" سوف يستولي ثمة شخص على تلك الثروة. ونحن نريد أن نتأكد من أننا موجودون". ثم عاودت الصحيفة تشير إلى أن البنوك تزيد بشكل كبير من نشاطاتها بكارولينا الشمالية، حتى مع اقتصادها على الصعيد العالمي.

وتابعت الصحيفة الأميركية حديثها في هذا السياق بالقول إن جي بي مورغان افتتحت مكتباً تقدر مساحته بـ 10 آلاف قدم مربع في بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، التي تعتبر محوراً لنشاط رأس المال الاستثماري. كما تخطط مؤسسة غولدمان، التي ألغت حوالي 1000 وظيفة حول العالم، لزيادة عدد موظفيها في سان فرانسيسكو بنسبة 30 % على مدار العام المقبل. فيما أزادت مجموعة يو بي إس بأكثر من الضعف أعداد موظفيها المسؤولين عن إدارة الثروات في المنطقة منذ عام 2008.

جوزيف كامارادا، الذي انتقل من فيلادلفيا إلى سان فرانسيسكو لكي يقود مجموعة إدارة الثروات لدى غولدمان، أوضح "العملية تنافسية للغاية. وأعتقد أن لكل شركة هنا طاقم من الطراز الأول". وتذكر موجة الانقضاض الحالية من جانب مؤسسات وول ستريت على وادي السيلكون بما سبق وأن حدث أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي، بما في ذلك محاولات جذب العملاء من الأسماء اللامعة مثل ياهو وإي باي.

لكن بعد استكشاف عملاء من الشركات الناشئة التي تخبطت حين انفجرت الفقاعة التكنولوجية عام 2000، بدأت تتراجع بعض البنوك. لكن الوضع مختلف هذه المرة، حيث بدا من الواضح أن البنوك أكثر رغبة وميلاً للاستفادة من الطفرة الحالية.

وأضافت الصحيفة أنه ونظراً لنمو الشركات الناشئة الآن بصورة أسرع مما كان في السابق نتيجة التطورات الحاصلة في تكنولوجيا الحوسبة، كان من الضروري تكوين علاقات مبكراً. هذا وتقبل غوغل وفايسبوك وشركات أخرى على شراء الشركات الناشئة لحفز النمو وتحويل المؤسسين إلى مليونيرات بين عشية وضحاها.

وقال جيوف لويس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لتطبيق توب غيست الخاص بالهواتف المحمولة الذي اشترته شركة إزريز للبرمجيات في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إنه فوجئ باستمرار ودوام اهتمام البنوك. حيث تلقى اتصالات من غولدمان ويو بي إس وميريل في غضون ساعات بعد الإعلان عن إتمام الصفقة.

ورغم حالة التباطؤ التي شابت الخطوات التي كانت تقوم بها مؤسسات وول ستريت فيما يتعلق بأحدث الاختراعات التكنولوجية، إلا أنها بدأت تعدل من إستراتيجتها خلال الآونة الأخيرة. وفي الختام، نقلت الصحيفة عن غريغ فوغان، العضو المنتدب لدى مكتب مورغان ستانلي في مدينة مينلو بارك الواقعة بولاية كاليفورنيا، قوله :" إنها فرصة عمل كبرى. فهناك الكثير من الثروات التي يتم تكوينها هنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف