الكروات يترقبون نتيجة استفتاء انضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يترقب المواطنون الكروات الآن النتيجة التي سيسفر عنها الاستفتاء الذي ستجريه بلادهم يوم الأحد المقبل للبت في مسألة انضمامهم إلى الاتحاد الأوروبي من عدمه، ذلك لأن تطلعاتهم العملية ومشاريعهم الخاصة الصغيرة قد تتعرض للخطر في حالة حدوث ذلك.
القاهرة:حول الأضرار المتوقع أن تطالهم جراء إتمام خطوة كهذه، نقلت اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية عن مواطن كرواتي يدعى زوران سلوغا، يمتلك مزرعة دواجن صغيرة على الحدود مع سلوفينيا، ويخشى أن تتأثر نشاطاته التجارية وأن تتعقد أعماله البسيطة حال انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، قوله :" انظروا ما حدث لليونان. فقد تحصّلوا على مليارات من الاتحاد الأوروبي، لكنها لم تؤت بثمارها".
ثم نوهت الصحيفة بأن كثيرًا من الأمور قد تغيرت منذ أن تقدمت كرواتيا في البداية بطلب للانضمام للاتحاد الأوروبي قبل ما يربو على 10 أعوام. فهذا الكيان الذي كان ينظر إليه من قبل على أنه نادٍ للأثرياء، وكانت تشعر كرواتيا بشغف للالتحاق به، لم يعد يبدو ذلك المسار الواضح الذي يمكن أن تسلكه البلاد نحو الرخاء.
ثم لفتت الصحيفة إلى أزمة الديون الطاحنة التي تغمر القارة الأوروبية حالياً، والتي دفعت ببعض من أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى الاقتراب من حافة الإفلاس، وشكلت تهديداً على كيانه. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الكروات مازالوا يميلون على الأرجح إلى تأييد خطوة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال سردجان دوميشيتش، مدير شركة ايبسوس بالس التي أجرت العديد من الاستطلاعات بخصوص الموضوع ذاته خلال السنوات الأخيرة، إن التأييد بدأ يتضاءل خلال الأسابيع القليلة الماضية وقد يضيق، وفقاً لأحدث استطلاع رأي لم يتم نشره حتى الآن.
وأضاف سردجان أن بعض الكروات بدأوا يمزحون كذلك بقولهم إن الانضمام الآن للاتحاد الأوروبي كالوصول إلى حفلة في الثانية صباحاً، في وقت يشعر فيه نصف المحتفلين بأنهم سكارى ونصفهم الآخر عاد للمنزل. ولم يتحدث كذلك رئيس الوزراء المنتخب حديثاً، زوران ميلانوفيتش، عن احتمالية الانضمام للاتحاد بقدر كبير من الحماسة.
وقال ميلانوفيتش، الديمقراطي الاجتماعي، إن الايجابيات تفوق السلبيات. وأكد فوائد الوصول بشكل كامل لسوق تتكون قوامها من 500 مليون مستهلك وكسب ما يقرب من 2 مليار دولار سنوياً في صورة مساعدات تنموية خلال العامين المقبلين، رغم أن المساعدات المستقبلية أقل يقيناً. لكنه قال أيضاً إن الأحداث التي وقعت على مدار السنوات الماضية أثبتت أن العضوية لا تضمن النجاح وأن الكروات بحاجة لأن يكونوا مستعدين للعمل بجدية في بيئة تنافسية للغاية.
أما المنتقدون فذهبوا لما هو أبعد من ذلك، حيث أوضحوا أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن ألمانيا وفرنسا هما صاحبتا القرارات الحاسمة وأن دولة في حجم كرواتيا ( يبلغ عدد سكانها 4.5 ملايين نسمة فقط ) لن يكون لها أي رأي في ما تشهده القارة من مستجدات. كما عبروا عن قلقهم من الانضمام للاتحاد في ذلك الوقت الذي تُبذَل فيه جهود ضخمة لمساعدة اليونان وغيرها من البلدان المثقلة بالديون. ويخشون أن تجد كرواتيا، التي يوجد لها ساحل طويل على البحر الادرياتيكي، نفسها في مواجهة أمام تدفق كبير للمهاجرين، مثلما سبق وأن حدث مع اسبانيا وايطاليا واليونان.
وتابعت الصحيفة بنقلها عن مارجان بوسنجاك، الأمين العام لمجلس كرواتيا، تلك الجمعية التي تعترض على خطوة الانضمام للاتحاد الأوروبي، قوله :" سنكون 12 عضواً من بين أكثر من 740 في البرلمان الأوروبي؛ و7 أصوات من بين أكثر من 350 صوتاً في مجلس الوزراء. وسنكون خطأً إحصائياً. فمن سيعطي بالاً لما يفكر به الكروات ؟"
وقال خبراء إن عملية الانضمام للاتحاد الأوروبي تعد بمثابة العامل الحضاري لدولة ظلت تناضل من أجل التوصل لتفاهم بشأن إرث الفظائع التي ارتكبت في الحروب التي وقعت خلال عقد تسعينات القرن الماضي. وكان الاتحاد الأوروبي قد رفض بدء مفاوضات العضوية إلا بعد أن ساعدت السلطات الكرواتية في إلقاء القبض على الجنرال السابق، أنتي غوتوفينا، الذين أدين لاحقاً بارتكاب جرائم حرب من قبل محكمة أممية.
وعاود بوسنجاك، الذي قضى معظم حياته العملية في استراليا كمسؤول حكومي قبل أن يعود لكرواتيا، ليقول إن استقلال البلاد قصير الأجل عن يوغوسلافيا سوف يهدر. وختم حديثه مع الصحيفة بالقول :" صناعتنا واقتصادنا ليسا تنافسيين. فهذا سباق بين الألمان والإيطاليين الذين سيحظون بنفوذ سياسي واقتصادي كبير داخل كرواتيا".