اقتصاد

تباعد مواقف السودان وجنوب السودان بشأن النفط

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الخرطوم: يبدو أن السودان وجنوب السودان بصدد "قطع شعرة معاوية" الرابطة بينهما فى مجال النفط، بعد أن تباعدت المواقف واصطدمت جهود التسوية بتمسك كل طرف بموقفه.

وبعد قرار ايقاف ضخ النفط الخام، تقول حكومة جنوب السودان إنها تمتلك خيارات بديلة لتجاوز الاعتماد على البنى التحتية النفطية المتوفرة فى دولة السودان، بينما تقول الأخيرة إن تلويحات جوبا لا تخرج عن كونها نوعا من الضغط السياسى.

وفى مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) اليوم (السبت) قال برنابا بنجامين وزير الاعلام بجنوب السودان والناطق الرسمى باسم الحكومة " ان جنوب السودان بدأ خطوات عملية من أجل بناء خط انابيب عبر شرق افريقيا لتصدير انتاجه من النفط".

وأضاف "لقد بدأنا خطوات عملية من اجل البناء السريع لخط انابيب عبر شرق افريقيا وتحديدا دولتى كينيا واوغندا، ونتوقع اكتمال بناء خط الانابيب خلال عشرة أشهر ، كما سنبدأ فورا فى بناء مصفاة لتكرير النفط بجنوب السودان".

وتابع "كان لابد من البحث عن بدائل بعد ان وصلنا لطريق مسدود مع دولة السودان التى تغالى فى رسوم العبور"، مضيفا "بناء خط الانابيب عبر شرق افريقيا، وتحديدا عبر كينيا او اوغندا أسهل فنيا ولا يكلفنا كثيرا، وقد جرت دراسات من قبل شركات متخصصة فى هذا المجال".

وكشف بنجامين عن ان الشركات الدولية العاملة فى جنوب السودان والمشاركة فى انتاج النفط هى ذاتها التى ستقوم بعمليات بناء خط الانابيب ومصفاة التكرير، وقال "ليست لدينا اى مشكلات مع مجموعة الشركات التى تعمل الآن بجنوب السودان".

ولكن الحكومة السودانية رأت فى اعلان دولة الجنوب بناء خط انابيب جديد مجرد نوع من الضغط السياسى لاجبار الخرطوم على تقديم تنازلات تتصل بالصراع النفطى بين البلدين.

وقال اسحق بشير جماع وزير الدولة بوزارة النفط السودانية فى تصريح خاص ل(شينخوا) "يبدو ان هذا الاعلان مجرد مناورات سياسية ونوع من الضغط السياسى من قبل حكومة جنوب السودان".

وأضاف "عمليا لا يمكن لحكومة جنوب السودان بناء خط انابيب فى غضون عشرة اشهر، اذا ما شرع الجنوب فعليا فى بناء هذا الخط عبر شرق افريقيا فان ذلك سيستغرق ما بين عامين الى ثلاثة".

وتابع قائلا "هناك شواهد فنية لابد من أخذها فى الاعتبار اولها طول المسافة التى سيقطعها خط الانابيب، وثانيا وعورة المنطقة والإنفلات الأمني الذى تشهده شرق افريقيا، وثالثا طبيعة المنطقة التى تشتهر بكثرة المرتفعات".

وشدد على ان جنوب السودان لا يمتلك خيارا افضل من استمرار تصدير نفطه عبر الاراضى السودانية، وقال "خط الانابيب الجديد لن يكون أكثر أمنا من انابيب الشمال".

واضاف "من مصلحة الطرفين الجلوس الى طاولة الحوار بهدوء والابتعاد عن القرارات التصعيدية التى تحول دون التوصل الى اتفاق سياسى حول هذا الملف".

وبينما تحمل حكومة الجنوب الخرطوم مسئولية تعثر المفاوضات الجارية بين الجانبين من اجل التوصل الى اتفاق حول تقاسم ايرادات النفط ، تصر الحكومة السودانية على ان سياسة التصعيد من قبل حكومة الجنوب هى التى تعوق جهود التسوية السياسية.

وقال برنابا بنجامين وزير الاعلام بجنوب السودان "هناك دوافع سياسية تقف وراء تعنت حكومة السودان، هم يريدون الضغط علينا لعلمهم ان الجنوب دولة ناشئة وتحتاج لاموال النفط لتأسيس نفسها".

وأضاف "ليس صحيحا ان الجنوب لا يريد حلا لهذا الاشكال، ليس من مصلحتنا الدخول فى نزاع مع السودان، ولا نرغب مطلقا فى تدمير الاقتصاد السودانى ، ولم نغلق حتى الآن باب الحوار مع السودان ونأمل ان نتوصل الى حلول".

ولكن اسحق بشير جماع وزير الدولة بوزارة النفط السودانية يرى ان حكومة الجنوب تفعل عكس ما تقول، وقال " لقد مالت جوبا الى التصعيد السياسى ، واذا كانت حريصة على التفاوض لما اعلنت ايقاف ضخ النفط ووفدى التفاوض أديس ابابا".

ومضى قائلا "المفاوضات على وشك الانهيار بسبب قرار جنوب السودان الاخير بايقاف ضخ النفط الخام، فى كل مرة يتبع جنوب السودان سياسة التصعيد السياسى وهو ما يفشل جهود الوساطة الافريقية".

وكانت حكومة جنوب السودان قد قررت أمس (الجمعة) ايقاف ضخ النفط الخام لاجل غير مسمى بسبب خلافات مع دولة السودان حول تصدير نفط الجنوب عبر الموانئ السودانية.

وتخوض دولتا السودان وجنوب السودان مفاوضات فى اديس ابابا بوساطة من الاتحاد الافريقى للتوصل لاتفاق بشأن الخلاف حول تصدير نفط الجنوب عبر موانئ لاتتوفر الا فى دولة السودان.

وتقول حكومة جنوب السودان ان الخرطوم دأبت على شحن كميات من نفط الجنوب وبيعها لصالحها بينما تقول الخرطوم انها تأخذ عينا رسوما على تصدير نفط الجنوب.

وتؤكد الخرطوم ان متأخراتها على دولة الجنوب 6 مليارات دولار بجانب مليار دولار قيمة متأخرات عبور النفط.

وأدى انفصال جنوب السودان فى التاسع من يوليو الماضى إلى فقدان السودان لثلثى موارده النفطية، ولم يتفق السودان وجنوب السودان حتى الآن بشأن تقاسم موارد النفط.

وينتج جنوب السودان نحو 350 ألف برميل يوميا من النفط، لكن تصدير انتاجه من النفط يحتاج إلى خط الأنابيب فى شمال السودان وإلى ميناء بورسودان على البحر الأحمر بشرق السودان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف