اقتصاد

تونس: خطوات وإجراءات لإنعاش السياحة من جديد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تونس: خلال توقيعه بمدريد وبحضور وزراء سياحة عرب وأفارقة على الإتفاقية الخاصة بالندوة الدولية للسياحة المتوسطية والتي ستنضم بجزيرة الأحلام جربة يومي 16 و 17 أبريل القادم والتي من المنتظر أن يحضرها أكثر من 300 خبير سياحي من بلدان ضفتي المتوسط أوضح الياس بسباس وزير السياحة التونسي أنّ تونس التي ترغب في الإستفادة من التجربة الهامة للمكانة التي بلغتها السياحة في اسبانيا بدورها تضع تجربتها في خدمة الدول العربية والإفريقية في هذا المجال.

وأشار وزير السياحة التونسي أن كل الظروف مواتية لتحقيق الإنتعاشة الحقيقية للسياحة التونسية في لقائه مع ممثلي وكالات السفر الإسبانية و أضاف بأنّ وزارة السياحة التونسية مستعدة لتذليل كل الصعوبات التي قد تعترض هذه الوكالات والمساهمة في عمليات الترويج من خلال توقيع العقود.

من ناحيته أكد ممثل المنظمة العالمية للسياحة طالب الرفاعي على ضرورة استغلال ما خلفته الثورة التونسية في نفوس مختلف الشعوب في بلدان العالم والظروف كلها متوفرة لتحقيق السياحة التونسية الإنتعاشة المرجوة وفي وقت سريع، و أشار إلى أنّ المنظمة العالمية للسياحة ستعمل على دعم انتعاشة السياحة التونسية وعلى التعريف بتونس الجديدة بعد الثورة التونسية التي ستذهب بتونس إلى الأفضل.

من جهة ثانية وبعد التقارب التونسي التركي و بعد أن سجل توافد عدد السياح الأتراك تراجعا كبيرا خلال 2010 بنسبة 41% مقارنة بما كان عليه الحال في 2010 تم أخيرا توقيع اتفاقية التعاون الثنائي بين البلدين و قد عبرت تركيا عن استعدادها للمشاركة في الندوة الدولية حول السياحة المتوسطية بجربة في أبريل القادم.

وزير الإقتصاد التركي أكد على وجود صعوبات تواجه المؤسسات التركية في تونس خلال 2011 كما أنّ 18 ألف تركي زاروا تونس سنة 2010 بينما بلغ عدد السياح التونسيين الذين زاروا تركيا نحو 40 ألف سائح.

محمد العادل رئيس الجمعية التركية العربية أشار إلى أنّ الجمعية العربية ستنظم أول ملتقى تونسي تركي للسياحة في تونس يحضره أكثر من 50 مسؤول وكالة سفر تركية بهدف بحث سبل التعاون والعمل على استقطاب السياح الأتراك إلى تونس إلى جانب تهيئة الظروف المناسبة أمام المستثمرين الأتراك في قطاع السياحة لإقامة مشاريع سياحية تكون قادرة على انعاش السياحة التونسية وبالتالي توفير الوظائف للعاطلين عن العمل.

وزير السياحة الإيطالية غيليو تارتسي أكد من ناحيته مساندة الحكومة الإيطالية في التشجيع على اعادة الدفع نحو الوجهة السياحية التونسية بعد أن سجل عدد السياح الإيطاليين إلى تونس تراجعا كبيرا بلغ حدّ 65% خلال العام الماضي ويصل العدد إلى 120 ألف سائح فقط مقابل 350 ألف سائح إيطالي إلى تونس في 2010.

القطاع السياحي التونسي وعلى المستوى المغاربي كغيره من الجهات الأخرى شهد تراجعا واضحا، فالسياح الليبيون تراجعوا بشكل طفيف حيث تجاوز عددهم المليون سائح بقليل، كما أن عدد السياح الجزائريين تقلص ليبلغ 625 ألف سائح مقابل 910 ألف سائح خلال 2010 وتفيد مؤشرات وزارة السياحة التونسية أنّ السياح الليبيين و الجزائريين سيعودون إلى تونس كوجهة سياحية ذات أولوية متى استقرت الأوضاع الإجتماعية وعاد الأمن وعادت الحياة إلى طبيعتها في تونس و ليبيا.

وزارة السياحة أعدت مشروعا للترويج للسياحة التونسية حيث قال الحبيب عمار مدير عام الديوان الوطني للسياحة التونسية إنه برغم التراجع الواضح في عدد السياح و بالتالي نسبة المداخيل المتأتية من قطاع السياحة خلال 2011 فإن النشاط السياحي التونسي متين وهو ما يسمح بإنتعاشة السياحة خلال 2012 ولكن ذلك يتطلب حملات دعائية و إشهارية لآستعادة ثقة وكالات الأسفار و بالتالي السياح الأجانب من جميع البلدان مع ضرورة البحث عن أسواق جديدة للدعاية فيها للسياحة التونسية الغنية.

وكان وزير السياحة الياس الفخفاخ أكد على أنّ سنة 2012 ستكون الإنطلاقة الحقيقية للقطاع السياحي الذي سجل تراجعا في عدد السياح بنسبة 35% خلال سنة 2011 وطالب الجميع بضرورة " الإنخراط في المدّ الإصلاحي قصد تمكين القطاع السياحي من الإندراج في مسار نمو مستديم".

الخبير الإقتصادي د. منجي المقدم وفي حديث لـ"إيلاف" أكد على أنّ القطاع السياحي التونسي تأثر كثيرا بما لحقه بعد الثورة التونسية من تراجع كبير في عدد السياح و العائدات حيث كان يغطي 50% من العملة الصعبة التونسية والآن ما يزال يعاني من الصعوبات لأنه ليس من السهل أن يسترجع عافيته بسهولة وما حصل سيكون له تداعيات كبرى.

المقدّم أشار إلى المحاولات والدعاية التي تقوم بها وزارة السياحة لتستجع الأسواق التقليدية للسياحة التونسية وهي السوق الألمانية والفرنسية والإيطالية وكذلك الليبية و الجزائرية ويبقى السياح من هذه الأسواق في حاجة إلى عودة الثقة في الوضع الإجتماعي والأمني في تونس حتى يعودوا من جديد للسياحة في تونس تماما بالنسبة لوكالات الأسفار ولن يكون ذلك ممكنا إلا من خلال عاملين أساسيين ويتمثل الأول في عودة الأمن و الإستقرار في تونس بعيدا عن الإحتجاجات و الإعتصامات و قطع الطرق و غيرها إلى جانب مجهود إضافي من وزارة السياحة التونسية ينصبّ على تنظيم ملتقيات وندوات ودعوة وكالة الأسفار من الخارج والداخل لحضورها والمشاركة فيها وبالتالي المساهمة في إعادة الإنتعاش للسوق السياحية التونسية إلى جانب المشاركة في المعارض في البلدان الأوروبية وغيرها للدعوة السياح لعودتهم إلى تونس قبلة هامة للسياحة في العالم . كما أنّ محاولات الأسواق التركية و الفرنسية والإيطالية واليابانية إلى جانب المنظمة العالمية للسياحة سيكون لها الوقع الإيجابي من خلال بناء الثقة وعودة سياح هذه البلدان لجعل تونس مقصدا لسياحتم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف