اقتصاد

مخاطر تهدد مستقبل قطاع السياحة النيلية في مصر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الأقصر (مصر): يواجه قطاع السياحة النيلية في مصر عددًا من المشكلات، التي باتت تهدد مستقبله، كواحد من أبرز أنماط السياحة المصرية، وهو ما أثار مخاوف خبراء السياحة في البلاد، الذين عبّروا عن سخطهم لما وصفوه بـ "التهاون الحكومي في معالجة مشكلات هذا القطاع".

وحسب ثروت عجمي، رئيس غرفة شركات السياحة في الأقصر، تنحصر مشاكل قطاع السياحة النيلية في الاحتجاجات الفئوية وظاهرة الجزر الرملية المنتشرة بين الأقصر وأسوان وسط النيل.

وأشار عجمي إلى أن عددًا من شركات السياحة الأجنبية قامت برفع مدينتي الاقصر وأسوان من برامجها السياحية داخل البلاد بسبب الشكاوى التي تلقتها تلك الشركات من آلاف السيّاح العالقين لليوم الثالث على متن بواخرهم السياحية في إسنا في جنوب البلاد. وحذر من مخاطر استمرار إغلاق هويس إسنا على سمعة مصر السياحية، كما حذر من مخاطر الاحتجاجات العمالية، وظاهرة إغلاق الطرق السياحية على مستقبل قطاع السياحة المصري.

وطالب رئيس غرفة شركات السياحة في الأقصر بتحرك حكومي عاجل للتصدي لتلك الظواهر، التي تسببت في مزيد من التراجع السياحي، وتنذر بمزيد من الخسائر الفادحة للاقتصاد المصري. وكان قطاع السياحة النيلية في مصر قد تعرّض لضربة قاسية حين أغلق مئات العمال المؤقتين العاملين في هويس إسنا القديم على نهر النيل الهويس- لليوم الثالث على التوالي- الميناء أمام حركة البواخر السياحية في رحلاتها بين الأقصر وأسوان احتجاجًا على عدم تثبيتهم، ما أدى إلى أن تظل 84 باخرة عالقة في شمال الهويس وجنوبه، وعلى متنها آلاف السيّاح. ويقول الخبير السياحي المصري محمد عثمان إن هذا الأمر أضر كثيرًا بسمعة مصر في أسواق العالم السياحية.

ودعت غرفة شركات السياحة في الأقصر ونقابة المرشدين السياحيين في المحافظة إلى تحرك عاجل لإنقاذ سمعة مصر السياحية في الخارج والعمل على عودة التدفقات السياحية على مصر إلى طبيعتها، والتصدي للاحتجاجات الفئوية التي تتسبب في مزيد من التراجع السياحي في البلاد، كما طالبت بضرورة فرض سيادة القانون وهيبة الدولة، لأن السياحة هي العمود الفقري لمصر والأقصر، خاصة وأنها تدرّ على البلاد 12 مليار دولار سنويًا، بمعنى أن الخسائر تبلغ مليار دولار شهريًا.

وقال أيمن أبوزيد أمين عام جمعية المرشدين السياحيين في الأقصر إن السياحة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن والاستقرار، وإن عملية التراخي الأمني تنعكس بصورة مباشرة ومؤثرة على قطاع السياحة في مصر، ما يؤثر بدوره على معدل الدخل القومي العام، وكشف عن أن وكالات السفر والسياحة في العالم تراقب الآن وباهتمام ما يحدث في مصر، وتضع رؤية مستقبلية لما سيكون علية الموسم المقبل، من خلال التواجد الأمني في المدن السياحية، ومدى سلامة وتأمين الطرق البرية والمناطق السياحية.

وشدد على "ضرورة أن تضع الحكومة الحالية في أولوياتها توفير الأمن بصورة جيدة، خاصة في المدن السياحية، مثل الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ، وتأمين الطرق البرية بينها، علاوة على ذلك لا بد أن تقوم كل محافظة بتنظيم ندوات للعاملين والمسؤولين عن قطاع السياحة في كل محافظة، لمناقشة المعوقات التي توثر على السياحة في المدينة، والخروج بتوصيات لكيفية حلها، ما سيكون له بالغ الأثر في التنمية، والتي يجب أن تكون هدفنا جميعًا في المرحلة المقبلة".

وتعد ظاهرة الجزر النيلية المنتشرة وسط النيل، حسب قول الخبير السياحي المصري مدحت الرزيقي، خطرًا آخر يهدد قطاع السياحة النيلية في مصر، وهي الظاهرة التي تسببت في تسرّب المياه إلى إحدى البواخر السياحية يوم الأحد، حيث نجا 53 مصريًا كانوا على متنها من موت محقق.

وطالب الرزيقى بالإسراع في توفير الاعتمادات اللازمة لتطهير المجرى الملاحي بين الأقصر وأسوان، وتحديد مسار للبواخر السياحية في النيل وتزويده بالعلامات الإرشادية لتفادي حوادث الشحوط المستمر للبواخر، والإسراع في توفير الاعتمادات اللازمة للقضاء على ظاهرة الجزر النيلية المنتشرة على طول نهر النيل، والإسراع في إنشاء مرسى الأقصر الجديد، لمواجهة ظاهرة وقوف البواخر والفنادق السياحية العائمة في طوابير في عرض النيل، حيث يصطف ما يزيد على 200 باخرة متلاصقة في طوابير، تصل إلى 10 بواخر، في عرض النيل في مرسى وزارة السياحة في الأقصر، الأمر الذي يهدد بوقوع كارثة محققة في حال اندلاع أي حريق.

وكانت حركة السياحة النيلية بدأت في تجاوز أزمتها نسبيًا، خلال إجازة عيد الميلاد ورأس السنة، وعادت حركة البواخر السياحية والفنادق العائمة إلى العمل مجددًا بين الأقصر وأسوان.

وجاءت حركة الانتعاشة الموسمية أو النسبية في قطاع السياحة النيلية بفضل موسم الأعياد ورأس السنة، إلى جانب بدء انتعاش السياحة الداخلية على متن البواخر والفنادق العائمة وسط النيل وبين المناطق الأثرية في الأقصر وأسوان، ليعيدوا الحيوية إلى قطاع السياحة النيلية في البلاد، ويخرج ولو نسبيًا من حالة الركود التي كان يعانيها منذ شهور.

يأتي إقبال المصريين على رحلات البواخر والفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان أخيرًا في الوقت الذي تكتسب فيه الرحلات النيلية شعبية متزايدة لدى السائحين الأجانب. وحسب دراسة أجرتها رابطة وكالات السفريات والحجز السياحي الألمانية، فإن أعداد الراغبين في القيام برحلات نيلية في مصر من السياح الألمان والأوروبيين ارتفع بنسبة 300 بالمئة. ويواجه كل من يرغب في إجراء حجز للقيام برحلة نيلية صعوبة في الاختيار: هل يقوم برحلة من الرحلات البسيطة أم من الرحلات التي تتسم بالرفاهية والترف؟، هل يقوم بالرحلة على متن باخرة سياحية ذات خدمات فندقية من فئة الخمس نجوم أم على ظهر مركب خشبية عتيقة؟.

وتعد الباخرة السودان من أقدم البواخر السياحية فوق نهر النيل، وهي الأكثر طلبًا للقيام برحلات على متنها من قبل هواة الروايات البوليسية، حيث كانت هذه السفينة الخشبية ذات عجلات الدفع الدوارة، التي يزيد عمرها على مئة عام، موقع تصوير الفيلم البوليسي الشهير "الموت على ضفاف النيل" للكاتبة المعروفة أغاثا كريستي، الذي قام ببطولته بيتر أوستينوف وميا فارو وجين بيركين وبيتي ديفيز وديفيد نيفن وأنجيلا لانسبيري.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف