دول اليورو تجتمع لاطلاق صندوق انقاذ فيما تواجه اليونان واسبانيا مشاكل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لوكسمبورغ:تطلق دول منطقة اليورو صندوق انقاذ بقيمة 500 مليار يورو الاثنين في خطوة ايجابية يقوم بها وزراء مالية تلك الدول في مسعى لتسوية صفقة انقاذ ديون اليونان فيما تدور تساؤلات حول ما اذا كانت اسبانيا ستطلب خطة انقاذ.
وياتي اجتماع وزراء مالية الدول ال17 قبل عشرة ايام من لقاء زعماء تلك الدول في بروكسل وسط هدوء في الاسواق يمنحهم فسحة من الهدوء بعد اشهر من الاضطرابات والقلق بشان مستقبل اسبانيا. وسيشهد الاجتماع الاطلاق الرسمي للصندوق وسيعقد خلاله اول اجتماع لمجلس "الية الاستقرار الاوروبي" في خطوة رئيسية تعزز دفاعات دول اليورو في مواجهة ازمة الديون التي دفعت تلك الدول الى مرحلة الركود.
الا ان المشهد الاقتصادي ليس مشجعا حيث اظهرت البيانات ان اوروبا عادت الى مرحلة التباطؤ ما يهدد بالانحدار نحو الركود. وقال مسؤولون في الاتحاد الاوروبي الجمعة انهم لا يتوقعون حصول اليونان على الضوء الاخضر سواء في لوكسمبرغ او في قمة بروكسل التي ستعقد في 18-19 تشرين الاول/اكتوبر، لاستئناف حصولها على حصص من صفقة الانقاذ وذلك بعد خلافاتها مع الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي والمدينين في صندوق النقد الدولي (الترويكا).
وتجري الترويكا مناقشات مع اليونان حول فرض مزيد من اجراءات التقشف. الا ان اثينا تصر على انها فعلت كل ما بوسعها وتحتاج الان الى مزيد من الوقت لتحقيق الاهداف المرجوة. وصرح رئيس الوزراء اليوناني انتونيس ساماراس الجمعة ان بلاده لن تتخذ المزيد من الاجراءات المؤلمة، مضيفا انه اذا لم تحصل اليونان على الدفعة الثانية من صفقة الانقاذ وقيمتها 31,5 مليار يورو (40.6 مليار دولار) قريبا، فان خزينة الدولة ستصبح فارغة في تشرين الثاني/نوفمبر.
ومن المقرر ان تزور المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اليونان الثلاثاء، وقد تسهم هذه الزيارة في تخفيف حدة التوترات بين اثينا والترويكا، ولكن قمة تشرين الاول/اكتوبر تاتي "في وقت مبكر جدا" لحل المشاكل، بحسب ما قال مسؤول بارز في الاتحاد الاوروبي الجمعة. واصبح الوضع اكثر تعقيدا بعد ان شككت الدول المتشددة في الاتحاد الاوروبي وهي المانيا وهولندا وفنلندا في الالتزامات التي قطعت في قمة الاتحاد الاوروبي في حزيران/يونيو الماضي، وابرزها الموافقة على قيام صندوق الانقاذ مباشرة باعادة رسملة البنوك فور تعيين مشرف مصرفي ربما في نهاية العام.
وقالت تلك الدول ان الصندوق لن يستخدم للمساعدة في انقاذ البنوك قبل ان يصبح الصندوق فاعلا، وهو الموقف الذي قال مسؤول اخر في الاتحاد الاوروبي انه اثار استياء كل من اسبانيا وايرلندا التي حصلت على صفقة انقاذ. وقبل اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو والاتحاد الاوروبي في بروكسل الاثنين والثلاثاء، سلطت الاضواء على اسبانيا وسرت توقعات حول ما اذا كانت ستطلب صفقة انقاذ وبالتالي البدء في تفعيل البنك المركزي الاوروبي لصندوق "الية الاستقرار الاوروبي".
وقال البنك المركزي الاوروبي انه سيتدخل ويشتري السندات الحكومية لخفض كلفة الاقتراض ولكن اذا طلبت الدولة العضو اولا مساعدة صندوق الانقاذ، وهي المساعدة المرتبطة بالعديد من الشروط التي تطالب تلك الدولة باصلاحات. وصرح وزير الاقتصاد الاسباني لويز دي غيندوس الخميس ان مدريد "لم تكن تحتاج الى صفقة انقاذ مطلقا" مؤكدا على ان سياسات الحكومة التقشفية الصارمة بدأت تضع البلاد على المسار الصحيح.
واشارت جميع التصريحات الرسمية الجمعة الى ان وزراء المالية لم يتوقعوا اية تطورات وشيكة بشان اسبانيا بعد ان اظهرت اخر صفقة تقشفية فرضتها مدريد ان البلاد "تسير في الاتجاه الصحيح". وفي الوقت ذاته فان تراجع الضغوط على الاسواق المالية مؤخرا، لاسباب من بينها موقف البنك المركزي الاوروبي يعني ان "ظروف السوق بعيدة تماما عن اي ضرورة لبرنامج تعديل كامل للاقتصاد الكلي".