اقتصاد

ميركل في أثينا الثلاثاء سعياً لتهدئة التوترات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركلفيما ووجهت بصيحات إستهجان أثناء التظاهرات وخلال مباراة المانيا واليونان في بطولة اليورو 2012، وتم تصويرها كهيتلر في الصحافة اليونانية الصفراء، ستحاول المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء في اثينا تهدئة التوتر المتفاقم بين البلدين بسبب ازمة الديون.أثينا: أعلن المتحدث بإسم الحكومة الألمانية ستيفن شيبرت الإثنين ان ميركل التي تزور اليونان للمرة الاولى منذ بدء الازمة، تريد "التعبير عن دعمها للحكومة اليونانية للاصلاحات الطموحة" التي وضعتها او ستضعها حيز التطبيق، معربا عن "احترامه للتضحيات القاسية" التي يشعر بها اليونانيون. وفي الجانب اليوناني، اعتبر المتحدث باسم الحكومة ان زيارة ميركل هي "رسالة ثقة" في قدرة اليونان على النهوض والبقاء في منطقة اليورو. وفي حين ضمت تظاهرة اولى ضد التقشف قرابة ثلاثة الاف شخص في وسط اثينا مساء الاثنين، فان السؤال هو هل تكفي كلمات التهدئة هذه لالتئام جروح اليونانيين الذين يواجهون منذ ثلاثة اعوام اجراءات تقشف صارمة ووصاية دولية اكثر تشددا ويعتبرون المستشارة الالمانية المسؤولة الاولى عنها؟ فمداخيل اليونانيين تتضاءل بسبب الاقتطاعات التي طبقت على الرواتب وبرامج التقاعد وزيادة الضرائب، كما انهم يتهمون بالكذب والكسل والسرقة في الصحف الشعبية الالمانية فيما لا يلمسون اي نتيجة لهذه السياسة سوى تفاقم الانكماش المستمر منذ خمس سنوات. وفي المانيا، تعمل الصحف على التحريض على اليونان، وعلى راسها صحيفة "بيلد" الاوسع انتشارا في البلاد التي اطلقت قبل عامين حملة فعلية حول "الافلاس اليوناني" طالبت فيها بخروج اثينا من منطقة اليورو واتهمتها باستنفاد موارد المانيا. ولم تتردد الصحيفة في استخدام عناوين عريضة مشحونة على غرار "زمر ومافيا وفساد، هكذا يعمل النظام اليوناني" في 27 نيسان/ابريل 2010. ووضعت عناوين اخرى استفزازية على غرار "بيعوا الجزر.. والاكروبوليس معها"، او "اذا كنا مضطرين لاعطاء اليونانيين مليارات اضافية فعليهم منحنا شيئا في المقابل". وفي اليونان وخلال التظاهرات المعارضة لسياسات التقشف التي تسير من امام البنك المركزي غالبا ما يتم تغيير اسم المصرف الى "بنك ميركل". كما احرق العلم الالماني في عدد من المسيرات. ونشات في اليونان التي قاومت النازيين بشراسة وعانى سكانها من الحرمان، مطالبات قديمة بتسديد قرض نازي بسندات. فحتى الالماني هورست رايشنباخ رئيس فريق العمل الاوروبي الموكل لعب دور "الشرطي الطيب" الاوروبي في اثينا الى جانب "الشرطي الشرير" او ترويكا المانحين دفع ثمن المشاعر المناهضة للالمان مع تعرض سيارته ومنزله لاعمال تخريب تبنتها مجموعة يونانية في بوتسدام في ايار/مايو. وفي الصيف الفائت مال الالمان الى تجاهل اليونان بحسب منظمي الجولات السياحية بعد اشهر من التوتر وبالرغم من جهود المفوضية الاوروبية التي مولت رحلات لصحافيين يونانيين الى بلاد كانت وصحافيين المانيين الى بلاد افلاطون. وامام التهديد الحقيقي بخروج اليونان من منطقة اليورو، ما قد يؤثر الى حد كبير على المصدرين الالمان، بدأت النبرة تتغير منذ ان تولى الحكم سامراس الذي ينتمي الى التيار المحافظ على غرار المستشارة الالمانية. وفي المانيا خففت بيلد من تشددها ففردت بمناسبة زيارة سامراس الى برلين صفحاتها لتقارير حول الصعوبات التي يواجهها اليونانيون وسط التقشف فيما كثفت ميركل التصريحات التي تنم عن التعاطف. وقالت "قلبي ينزف" في معرض حديثها عن التضحيات التي الزم الشعب اليوناني ببذلها. ويذكر المسؤولون الالمان الذين يدركون حجم التوتر، بان القرارات التي تستهدف اليونان لا تعود اليهم وحدهم بل انها نتيجة عمل جماعي. والاحد ذكر وزير المالية الالماني ولفغانغ شوبله بان زيارة ميركل لا تهدف الى الحديث "عما ينبغي ان تقرره ترويكا" المانحين اي المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي. كما تكثف الازمة عددا من الروابط: فسوق العمل الالمانية تجذب الشباب اليونانيين من حملة الشهادات الراغبين في مغادرة بلاد يعاني فيها اكثر من 50% ممن هم دون 25 عاما من البطالة. وارتفع عدد المهاجرين الى المانيا من اليونان عام 2011 بنسبة 90% مقارنة بالعام 2010. لكن العلاقات الالمانية اليونانية تبقى هشة فيما تصر الترويكا ولا سيما صندوق النقد الدولي على مواصلة فرض اجراءات التقشف القاسية بسبب القلق من قدرة البلاد على تسديد ديونها في المهل المحددة. اما اليونان حيث يحرز حزب "الفجر الذهبي" للنازيين الجدد ارقاما جيدة جدا في الاستطلاعات، فتطلب منحها مهلة اربع سنوات عوضا عن اثنتين للتسديد. وفي اثينا حيث كثفت الشرطة انتشارها، يتوقع حصول تظاهرات ضد التقشف في اثناء وجود ميركل بدعوة من النقابات واليسار المتطرف. ونشر حوالى 6500 شرطي في اجراءات مشابهة لما حصل عام 1999 في اثناء زيارة الرئيس الاميركي آنذاك بيل كلينتون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف