اقتصاد

تحسين تمثيل الدول الناشئة في صندوق النقد يتطلب المزيد من الصبر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طوكيو: يتعين على الصين والهند او البرازيل ان تتحلى بالصبر قبل تحسين تمثيلها في صندوق النقد الدولي لان الاصلاح الذي يعزز مكانة الدول الناشئة داخل المؤسسة لم يطبق بعد كما كان متوقعا في قمة الصندوق في طوكيو لان الولايات المتحدة تجمده. ففي العام 2010، اتفقت دول مجموعة العشرين على اجراء تعديل طفيف داخل مجلس ادارة الصندوق الذي يهيمن عليه الاوروبيون في الوقت الراهن وذلك عبر منح القوى الناشئة المزيد من حقوق التصويت. وهذا الاصلاح الذي سيجعل من الصين خصوصا ثالث اكبر قوة في الصندوق، كان يفترض ان يدخل حيز التطبيق اثناء انعقاد الجمعية السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي تختتم الاحد في العاصمة اليابانية. لكن لن يحصل اي شيء.


فقد اضطرت المديرة العامة لصندوق النقد كريستين لاغارد للاعتراف بذلك الجمعة قائلة "نرى نقطة الوصول. انها قريبة واحض مجددا الدول الاعضاء على عبورها". الا ان المديرة العامة حرصت على تجنب الاشارة الى دولة محددة وخصوصا ابرز المساهمين في راسمال الصندوق، اي الولايات المتحدة التي تجمد مع ذلك كل العملية الاصلاحية بعدما شجعت عليها. والنص الاصلاحي الذي يتطلب موافقة الدول 113 التي تمثل 85 بالمئة من حقوق التصويت داخل الصندوق، لا يمكن ان يدخل حيز التطبيق بكل بساطة من دون دعم الولايات المتحدة التي تتمتع لوحدها بنسبة 16,7 بالمئة من الاصوات، ومن دون مصادقة الكونغرس الاميركي.


والرهان حاسم في هذا الاطار لان هذا الاصلاح يواكب زيادة الموارد الدائمة (الحصص) للصندوق ثلاثة اضعاف لتصل الى 767 مليار دولار. ودعا وزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر الموجود في طوكيو السبت صندوق النقد الدولي الى "منح المزيد من الاصوات" للدول الناشئة، من دون ان يعطي مع ذلك اي اشارة الى نوايا بلاده في الشان وهي الغارقة في الوقت الراهن في اوج حملة الانتخابات الرئاسية.


واعربت مجموعة العشرين التي تضم الدول الناشئة الرئيسية، عن اسفها حيال هذا التجميد الذي يضع "سمعة" صندوق النقد الدولي على المحك ويؤثر "على مصداقية" قراراته.وهذا التجمع غير الرسمي يطالب من جهة اخرى بان يكون لافريقيا مقعد ثالث من اصل 24 داخل مجلس ادارة الصندوق. وابدى وزير المالية البرازيلي غيدو مانتيغا اكثرانتقادا. وقال ان "مقاومة الاصلاح يعرقل الجهود الرامية الى جعل صندوق النقد الدولي منظمة متعددة الاطراف وتمثيلية بالفعل"، مضيفا ان "هذا الفشل" يوجه "اشارة سلبية" لبقية العالم. وهذا القلق لا يخص مع ذلك الدول الناشئة دون غيرها.


فقد اعرب وزير المالية الياباني كوريكي جوجيما هو الاخر عن اسفه لهذا التاخير، معتبرا ان من "الضروري" ان تكون حقوق التصويت داخل صندوق النقد الدولي "تعكس اكثر" اهمية كل دولة في الاقتصاد العالمي. وقد تسمح اقامة جبهة جديدة للدول الناشئة بدفع قضيتهم. ومنذ اشهر عدة، بدات الدول ال188 الاعضاء في الصندوق هذه التجاذبات الصعبة حول طريقة احتساب الحصص التي ستمنح للدول الاعضاء وتحدد خصوصا حقوق التصويت العائدة لها. ويتوقع صدور حصيلة اولى في كانون الاول/ديسمبر.واختصرت اليزابيث ستيوارت من منظمة اوكسفام غير الحكومية الوضع بالقول ان "ادارة صندوق النقد الدولي تجاوزها الزمن بالكامل". واضافت "ان "الدول الناشئة ودول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) بدات تقول: +لماذا يتعين علينا ان ندعم ونمول ونعمل مع صندوق النقد الدولي حيث لا كلمة لنا+".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف