اقتصاد

مملكة بوتان تريد أن تكون أول بلد يعتمد الزراعة العضوية مئة في المئة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نيودلهي: تعتزم مملكة بوتان الصغيرة في الهملايا المعروفة بقياسها التنمية بناء على "اجمالي السعادة القومية" أن تكون البلد الأول في العالم الذي يعتمد زراعة "عضوية" مئة في المئة.

واعتمدت بوتان، التي تقع بين البلدين الآسيويين العملاقين الصين والهند، وتغلب عليها البوذية وبقيت لفترة طويلة منعزلة عن العالم الخارجي، مقاربة فريدة من نوعها لقياس التنمية الاقتصادية ترتكز إلى حماية البيئة والرفاه.

وقد لفت نموذج التنمية، الذي تعتمده والذي يقوم على قياس السعادة بدلاً من اجمالي الناتج المحلي، انتباه الأمم المتحدة، وحصل على دعم قادة أوروبيين كثيرين، خصوصا في فرنسا وبريطانيا.

منعت بوتان التلفزيون حتى العام 1999 بهدف حماية الثقافة التقليدية من التأثيرات الخارجية. وفرضت السلطات أخيرًا يوما للمشاة كل خميس بهدف منع حركة السير في المدن.

ينعكس إصرار بوتان على اتباع نهج مختلف، في خطوة جديدة تهدف إلى إلغاء المنتجات الكيميائية الزراعية تدريجيًا بعد عشر سنوات على الأكثر كي تكون الأغذية الأساسية، أي البطاطا والقمح والفواكه، عضوية مئة في المئة.

وقال وزير الزراعة بيما غيامتشو في مقابلة هاتفية مع وكالة فرانس برس إن "بوتان قررت الالتزام بنظام اقتصادي أخضر نظرًا إلى الضغط الهائل الذي نمارسه على كوكبنا". وتضم بوتان 700 ألف نسمة، يعتمد ثلثاها على الزراعة في القرى الموزعة بين هضاب الجنوب الخصبة والجبال النائية والوديان في شمال البلاد.

وأضاف الوزير "إذا اعتمدنا الزراعة بشكل مكثف، علينا أن نستعمل مواد كيميائية كثيرة، ما يتعارض مع معتقداتنا البوذية التي تتطلب منا العيش بوئام مع الطبيعة". وبما أن بوتان تضم الكثير من الغابات، فإن نسبة الأراضي المزروعة فيها لا تتخطى 3 في المئة.

وباتت غالبية المزارعين تستخدم أوراقا متعفنة أو مزيجا من المواد العضوية عوضًا من السماد الطبيعي. وأوضح الوزير أن "المزارعين الذين يعيشون في أماكن يمكن الوصول إليها بالسيارة هم الوحيدون الذين يستطيعون استعمال منتجات كيميائية"، مشيرا إلى أن هذه المنتجات تستعمل "بمستويات منخفضة" إذا أخذنا المعايير الدولية بالاعتبار.

وفي الوديان، تستعمل المواد الكيميائية للقضاء على نوع من الأعشاب يصعب اقتلاعه يدويا، ويلجأ بعض المزارعين ايضا إلى مبيدات الفطريات لحماية محاصيل القمح.

ويعتبر منافس بوتان الوحيد في مجال الزراعية الحيوية مئة في المئة جزيرة نيوي الصغيرة جنوبي المحيط الهادئ، التي تضم 1300 نسمة، وتسعى إلى تحقيق هذا الهدف بين العامين 2015 و2020.

وتقول ناديا سكيالابا المتخصصة في الزراعة العضوية إن سوق الأغذية العضوية وأسعارها الأكثر ارتفاعا من سواها تستقطب البلدان الصغيرة. وتضيف أن هذه السوق قد تكون متاحة أمام "بلدان صغيرة جدًا لا تشكل منافسة من الناحية الكمية، بل من الناحية النوعية".

وقدرت قيمة سوق الأغذية العضوية في العالم بـ44.5 مليارات يورو سنة 2010. وتزود بوتان اليابان بأنواع نادرة من الفطر وفنادق فخمة في تايلاند بالخضر والهند بالتفاح والولايات المتحدة بالأرز الأحمر.

وتسعى البلاد من خلال تفادي الأسمدة والمنتجات الكيميائية إلى تخفيض نفقاتها الخاصة بالواردات التي تشكل مصدر قلق بالنسبة إليها.

ويقول بيتر ميلشت من منظمة "سويل أسوسييشن" البريطانية إن سياسة الزراعة العضوية مئة في المئة ستروج بوتان على أنها بلد يضم أغذية ذات نوعية عضوية عالية، ما سيزيد على الأمد الطويل من حظوظها في السوق، ويسمح لها بفرض أسعار مرتفعة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف