شبح الاثنين الأسود يطل من جديد بعد الفشل في استرداد الثقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم مرور ربع قرن على حدوث أسوأ تحطم لسوق الأسهم ليوم واحد في التاريخ، إلا أن تدابير منع تكرار ذلك السيناريو قد أخفقت في منع المستثمرين من فقدان الثقة في السوق.
نيويورك: جاء انخفاض الـ 23 % بمؤشر داو جونز الصناعي المتوسط يوم التاسع عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1987، وسط إشارات دالة على تباطؤ الاقتصاد، وتهديدات برفع الضرائب، ومخاوف بين الأفراد بأن التداول قد زُوِّر لصالح المطلعين.
وقد سحب مستثمرو يوم الجمعة، 440 مليون دولار من صناديق الأسهم المتبادلة الأميركية منذ العام 2008 لتشهد عمليات التداول أقل مستوى لها منذ أربعة أعوام على الأقل، وتنخفض بعد أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم وواقعة تحطم سوق الأسهم في أيار/ مايو عام 2010، طبقاً لبيانات جمعتها وكالة بلومبيرغ ومعهد شركة الاستثمار.
وبينما زادت قيمة شركتي بروكتر أند غامبل وماكدونالدز بنسبة تزيد عن 800 % منذ العام 1987، فإن سبل الحماية التي انتهجت بعد واقعة تحطم الأسهم لم تتمكن من منع التجارة الحاسوبية غير المسخرة من محو قيمة تقدر بحوالي 900 مليار دولار في أقل من 20 دقيقة يوم الـ 6 من أيار/ مايو عام 2010، بحسب بيانات بلومبيرغ.
ومضت الوكالة تنقل عن شخص يدعى إي إي غيدالد، 69 عاماً، سبق له الإشراف على نشاطات حوالي 60 من تجار الأسهم قبل 25 عاماً ويدير الآن شركة استثمارية، قوله " تقع حوادث تحطم سوق الأسهم حين يقتنع المستثمرون بأنهم فقدوا السيطرة. وقد حاول الكل عام 1987 أن يخرج في نفس الوقت، لكن باب الخروج لم يكن كبيراً بما فيه الكفاية. وأنت لديك الآن حالة حرفية من الذعر تنطلق مسرعة نحو العام 2012. والأحجام التي نتعامل معها عملاقة، لكن حجم باب الخروج لم يتغير".
وأفادت في هذا الصدد وكالة "بلومبيرغ" بأن متوسط الحجم اليومي للأسهم الأميركية كان 6 مليارات سهم في الربع الثالث، وهو أقل مستوى منذ عام 2008 على الأقل، وحوالي نصف متوسط الـ 10.9 مليار سهم في أول ثلاثة أشهر من العام 2009.
وقد انخفض العدد الإجمالي خلال 12 من آخر 13 ربع سنوي، بالتزامن مع بدء سحب المستثمرين للأموال من صناديق الأسهم المتبادلة الأميركية لخامس عام قياسي، وفقاً لبيانات جرى تجميعها من جانب وكالة بلومبيرغ ومعهد شركة الاستثمار في واشنطن.
وقد ساهمت ذكريات العام 2008 في تراجع الأسهم، حين انخفض مؤشر داو بنسبة 34 %، خلال أسوأ موجة انكماش اقتصادي طوال سبعة عقود.
وأضاف تيموثي غيرسكي، 57 عاماً، وهو رئيس قسم الاستثمار لدى مجموعة سولاريس التي تدير حوالي 2 مليار دولار في بيدفورد هيلز بنيويورك "حين تتفجر الأوضاع اليوم، فإن هذا يبعث الذعر بشكل كبير في نفوس الناس، وما تعلمته هو أنه لا يوجد ثمة شيء مثل وجبة الغذاء المجانية".
وفي ذلك اليوم الذي أطلق عليه الاثنين الأسود، انخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 2.4 %، وبحلول منتصف النهار، انخفضت الأسهم في لندن بنسبة 10 %، وفي نيويورك، لم تفتح 11 من مكونات مؤشر داو البالغ عددها 30 في أول ساعة تداول. ومضى مؤشر داو ليفقد 508 نقطة وتراجع إس آند بي 500 إلى 224 نقطة بعد أن كان 282.
وقال دافيد رودر، رئيس لجنة الصرف والأوراق المالية عام 1987 والأستاذ حالياً في كلية الحقوق التابعة لجامعة نورث ويسترن في شيكاغو، إن بدء البيع تسبب تقريباً في قلب الأسواق الأميركية يوم الـ 20 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر ودفع المنظمين كي يطبقوا في الأخير توقفات منسقة عبر الأسهم وأسواق العقود الآجلة لمنع تكرار الواقعة.
وأعقبت بلومبيرغ بلفتها إلى أن بورصة نيويورك قامت كذلك بفرض متطلبات رأس مال أكثر صرامة للمختصين بعد واقعة تحطم سوق الأسهم عام 1987 وحظرت استخدام نظام يسلم طلبات التداول مباشرةً للمختصين للحد من التشويش من موازنة المؤشر في الأسواق المتقلبة.
هذا وتعتبر بورصة نيويورك، التي كانت تدار في الغالب من جانب ولصالح العنصر البشري في العام 1987، عبارة عن سوق صرف آلي مع من يطلق عليهم صناع سوق يقومون بالإشراف على التداول في أسهمهم المحددة.
وعاود غيدالد ليقول إنه يتعين على المنظمين أن يطلبوا من السماسرة أن يتمكنوا من التعامل مع عدد معين من التداولات، ربما أكبر من الحجم الطبيعي عشر مرات، للحد من التشويشات التي قد تزيد حالة الذعر سوءً.
وقال كين ليبلر رئيس البورصة الأميركية عام 1987 ومستشار حالياً " مازلنا نتحدث بعد مرور 25 عاماً عن تأثير التكنولوجيا على الأسواق ونوعية الحلول التي يمكن تطويرها لمحاولة تليين الحركات".