قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مدريد: تشهد اوروبا الاربعاء حركة تعبئة ضد التقشف مع اضراب عام في اسبانيا والبرتغال، البلدين الاكثر ضعفا في المنطقة حيث يتعاظم الرد الشعبي ضد البطالة وتردي الاوضاع الاجتماعية. كذلك سيتوقف العمل في بعض قطاعات ايطاليا واليونان وتنظم تظاهرات في بلدان اوروبية عدة بما فيها فرنسا والمانيا. وقال ارمينيوس كرلوس الامين العام لسي.جي.تي.بي اكبر نقابة برتغالية ان "هذا الاضراب الايبيري الاول" (اسبانيا والبرتغال، تشكلان شبه جزيرة ايبيريا) هو "دليل قوي على الاستياء الشعبي وتحذير للسلطات الاوروبية". وتباطأ النشاط في اسبانيا، رابع اقتصاد في منطقة اليورو، التي تعاني من بطالة تطال ربع يدها العاملة، في ثاني اضراب عام منذ تولي حكومة ماريانو راخوي الحكم قبل سنة تقريبا. وتدفق المضربون على شوارع مدريد وكبرى المدن الاسبانية منذ الليل رافعين اعلاما حمراء لنقابتي يو.خي.تي وكوميسيونيس اوبريراس، وتمركزوا امام بوابات المصانع والمتاجر واسواق الجملة ومحطات القطار. وفي شوارع مدريد رفع المتظاهرون لافتات كبيرة كتبوا عليها شعار اليوم الاحتجاجي "يحرموننا من مستقبلنا، هناك مسؤولون عن ذلك، هناك حلول". وكتب على لافتة رفعت في مدخل مصنع فولسفاغن في بنبلونة بشمال اسبانيا "اضراب عام، يتركوننا بلا مستقبل". وقالت واحدة من المشاركين في الاضراب عن العمل وتدعى روثيو بلانكو (48 سنة) قرب محطة قطارات اتوتشا بمدريد "اننا مضربون احتجاجا على اصلاح العمل وخصم ميزانية كل القطاعات، التربية والقضاء، وارتفاع الضرائب لاننا بذلك نفقد كل ما كسبناه بعد الكثير من الكد والجهد". وتوالت التظاهرات منذ اخر اضراب في 29 اذار/مارس ضد سياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة التي قررت توفير 150 مليار يورو بحلول 2014 والتي تطال بشدة الفئات الاكثر تواضعا. غير ان انعكاس حركة الاحتجاج يظل محدودا نظرا لتوفير الحد الادنى من الخدمات العامة المعتادة في اسبانيا في مثل هذه الحالات. وفي محطات الحافلات والمترو تعود سكان مدريد على الانتظار اكثر من العادة. وقالت الرسامة سوليداد خيمينيث (30 سنة) مشككة "ان الاضراب ليس افضل طريقة للاحتجاج" مؤكدة "هناك اناس لا يتحملون خسارة راتب يوم عمل" واضافت "ساحاول المشاركة في التظاهرة عصرا". ويتوقع ان تزداد التعبئة مع العصر مع تظاهرتين في مدريد دعت الى احداهما النقابات والثانية حركة الغاضبين التي تعبر عن نفاذ الصبر من تزايد الفقر وطرد اصحاب المنازل الذين يرزحون تحت الديون بينما تلتهم المصارف مليارات اليوروهات من المساعدات التي تمنح لها. كذلك تقلص النشاط في البرتغال وتوقفت القطارات والمترو ولم تقلع العديد من الطائرات في اضراب دعت اليه نقابة سي.جي.تي.بي احتجاجا على اجراءات التقشف التي اتخذتها حكومة وسط اليمين. ودعت عدة لافتات علقت بين اعمدة الاضاءة في لشبونة الى المشاركة في الاحتجاج. وكتب عليها "فلترحل الترويكا" داعية الى طرد دائني البرتغال الذين يقيمون حاليا اجراءات التقشف التي تنفذها الحكومة مقابل مساعدة دولية بنحو 78 مليار يورو، منحت للبلاد في ايار/مايو 2011. وقال الامين العام لنقابة كوميسيونيس اوبريراس انياسيو فرنانديث توكشو في مدريد ان "هذا اليوم سيكون مرحلة في التاريخ النقابي الاوروبي" داعيا الى اضراب ضد "حكومة البطالة والبؤس". وفي حين يتوقع ان يظل النمو في منطقة اليورو راكدا ولا يتجاوز 0,1% خلال 2013، حسب المفوضية الاوروبية، حذر صندوق النقد الدولي رجال السياسة من ان التقشف قد يصبح "سياسيا واجتماعيا غير محتمل". وحذر رئيس الكونفدرالية الالمانية للنقابات مايكل سومر من سياسات التقشف في بلدان جنوب اوروبا. وقال "في اليونان واسبانيا والبرتغال تنتهج سياسة تشقف على حساب الناس (...) انهم يدمرون هذه البلدان بالاستقطاعات (...) لذلك هناك هذه المقاومة وهذه الثورة".