بنوك خليجية وعربية تتدفق على مصر رغم الظروف الصعبة

القاهرة: تدفقت بنوك عربية وخليجية على مصر رغم الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد هذه الأيام والتي زادت حدتها عقب اعلان الرئيس محمد مرسي عن اعلان دستوري جديد، حيث أعلنت عدة بنوك إماراتية وقطرية ومغربية عن رغبتها في التواجد داخل السوق المصرية عبر الاستحواذ على مصارف قائمة.

وفي أول تحرك من نوعه من قبل البنوك المغربية تجاه السوق المصرية حصل بنك التجاري المغربي "وفا بنك" على موافقة البنك المركزي المصري بإجراء فحص ناف للجهالة للوحدة المصرفية لبنك "بي ان بي باريبا" في مصر تمهيدا لتقديم عرض مالي للاستحواذ عليها. ويعد وفا بنك أكبر مجموعة بنكية ومالية في منطقة المغرب العربي والثالثة على المستوى الإفريقي من حيث الحجم.

وقال الهادي شايب عينو عضو مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية ومدير عام اتحاد البنوك المغربية في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول للأنباء ان وفا بنك عرض شراء الوحدة المصرفية لبنك بى ان بى باريبا الفرنسى في مصر للاستفادة من امكانيات الوحدة في مجالى تمويل التجارة الخارجية والتجزئة المصرفية، مشيرا الى أن البنك الفرنسي له خبرة طويلة في هذين المجالين.

وأضاف عينو "البنك المغربى راغب في لعب دور أكبر في تمويل التجارة الخارجية بين مصر والاتحاد الأوروبي وبين مصر ومنطقة المغرب العربى مستفيدا من اتفاق الشراكة المصرية الاوروبية، وكذا من الشراكات التى ابرمتها بعض دول شمال افريقيا مع أوروبا ".

تأسس وفا بنك بعد اندماج أكبر بنكين مغربيين هما" التجاري المغربي" و"الوفاء "سنة 2003.واستحوذ وفا في العام 2005 على 53.54% من رأسمال بنك الجنوب التونسي بالتحالف مع بنكو سانتدر الإسباني، وللبنك 522 فرع وأكثر من مليون عميل، وللبنك تواجد في تونس والسنغال وأوروبا ومالي والكاميرون والكونغو والجابون.

وجاءت البنوك الاماراتية في مقدمة البنوك الخليجية المهتمة بالسوق المصرية حيث أنضم بنك الإمارات دبي الوطني، أكبر بنوك دبي، الى البنوك الخليجية المتنافسة على شراء الوحدة المصرفية المملوك لبنك بى ان بى باريبا الفرنسى في مصر، وقالت مصادر مصرفية مصرية أن بنك المشرق الإماراتي قد ينضم الى سباق المنافسة على صفقة بنك بي إن بي باريبا الفرنسي في مصر.

وقالت المصادر، التى طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن بنك المشرق أبلغ بعض الجهات المسئولة في مصر اهتمامه بشراء أنشطة التجزئة المصرفية لبنك بي إن بي باريبا الفرنسي في مصر، خاصة مع اهتمامه بالتوسع في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة.

ورغم إن مصرف قطر الإسلامي يواجه صعوبات عدة في دخول مصر في ظل محدودية الفرص الاستثمارية المتاحة أمامه في القطاع المصرفي المصري، حيث يشترط شراء احد البنوك الاسلامية، الا ان مصدرا مصرفيا بارزا شدد على ان المصرف القطري لديه فرص للاستحواذ على بنوك تقليدية وتحويلها في وقت لاحق لبنوك اسلامية وضرب مثالا ببنكى المصرف المتحد والمصري الخليجى حيث يمتلكان رخصا اسلامية.

وقال مصدر مسؤول بالبنك المركزي المصري، طلب عدم ذكر اسمه، إن بنك الإمارات دبي الوطني الإماراتي حصل على موافقة البنك المركزي المصري بإجراء فحص ناف للجهالة لبنك بى ان بى باريبا - مصر تمهيدا لتقديم عرض مالى للاستحواذ عليه

وكانت 3 بنوك عربية أخرى هى وفا المغربي وعودة اللبناني والأهلي المتحد البحريني قد بدأت بالفعل اجراءات الفحص الفنى النافي للجهالة لبنك بى ان بى باريبا - مصر المعروض للبيع.

وقال ريك بودنر الرئيس التنفيذي لبنك الإمارات دبي الوطني الأسبوع الماضي إن البنك يسعى لشراء أصول بنك بي.ان.بي باريبا في مصر، وأضاف إن السوق المصرية مغرية للبنك وأن مصر ليست أكثر دول المنطقة ثراء على مستوى الأفراد ولكن لديها امكانات.

وفي حال فوز بنك الإمارات دبي الوطني بصفقة "بي ان بي باريبا" مصر فانه سينضم الى 5 بنوك إماراتية متواجدة في السوق المصرية هى أبوظبي الوطني والاتحاد الوطني والمشرق وأبوظبي الإسلامي الذى يستحوذ على البنك الوطنى للتنمية.

وبنك الامارات دبي الوطني ثالث اكبر بنك في منطقة الخليج من حيث الأصول وتبلغ حصته 18 % من السوق الاماراتية وتمتلك مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية 56 % من اسهم البنك وتراجعت أرباحه بشكل حاد في الفترة الاخيرة لتعرضه لكيانات مرتبطة بحكومة دبي من اشهرها مجموعة دبي العالمية.

وعلى مستوى بنك المشرق الاماراتى قالت مصادر مصرفية إن البنك قد ينضم الى سباق المنافسة على صفقة بنك بي إن بي باريبا الفرنسي في مصر، وأضافت المصادر إن البنك ابلغ بعض الجهات المسئولة في مصر اهتمامه بشراء أنشطة التجزئة المصرفية للبنك المطروح للبيع، خاصة مع اهتمامه بالتوسع في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة.

وكان بنك المشرق قد نافس في سنوات سابقة على صفقات بنوك مصرية كبرى تم طرحها للبيع في منها بنوك القاهرة والاسكندرية والدلتا الدولى، الا ان العروض المتدنية التى قدمها ازاحت به من سباق المنافسة.

وعلى الرغم من هذه التأكيدات الا أن عبد العزيز الغرير الرئيس التنفيذي لبنك المشرق قال نهاية الاسبوع الماضي" نحن دائما راغبين ومهتمين بمصر لكن لا يوجد شيء ظاهر الآن".

ويعد بنك المشرق ثاني أكبر بنك في دبي من حيث القيمة السوقية، ويتطلع البنك الذى يمتلك فروعا في مصر والبحرين والكويت وقطر ولندن ونيويورك وهونج كونج للتوسع في أسواق المنطقة التي تشهد نموا سريعا لتلبية طلب المستثمرين للتنوع.

وبالنسبة لمصرف قطر الاسلامي قال مصدر مصرفي مصري بارز إن المصرف يواجه صعوبات عدة في دخول السوق المصرية في ظل محدودية الفرص الاستثمارية المتاحة أمامه في القطاع المصرفي، حيث يشترط المصرف شراء أحد البنوك الاسلامية العاملة في السوق المصرية او شراء بنك تقليدي قابل للتحول الى بنك اسلامي.

ونفي المصدر وجود عرض من مصرف قطر الإسلامي للاستحواذ على احد البنوك الاسلامية القائمة قائلا "لم يعرض المصرف القطري بعد شراء أى بنك مصري".

وكان البعض قد ردد داخل السوق المصرية ان مصرف قطر الاسلامى عرض بالفعل شراء المصرف المتحد المملوك للبنك المركزى المصري أو بنك البركة - مصر المملوك لمجموعة البركة المصرفية، الا ان مصادر محايدة نفت ذلك بل واكدت ان المصرف لم ينافس على البنوك المعروضة للبيع بالفعل داخل مصر وهى بي ان بي باريبا والأهلي سوسيتيه جنرال وبيريوس مصر المملوك لبنك بيريوس اليوناني.

وقال محمد عشماوي رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لبنك المصرف المتحد ان مصرف قطر الاسلامى لم يعرض بعد شراء المصرف المتحد المملوك بالكامل للبنك المركزي المصري.

ونفي عشماوي كذلك ان يكون بنك ايش التركى قد تقدم بعرض لشراء المصرف المتحد أو حصل على موافقة البنك المركزي المصري للقيام بإجراء فحص نافي للجهالة للمصرف البالغ رأسماله المدفوع مليار جنيه. كما نفي عشماوي بشكل قاطع طرح الحكومة المصرية المصرف المتحد للبيع في الوقت الحالى قائلا" القرار لم يصدر بعد، وقد لا يصدر في المستقبل القريب ".

وفي الوقت الذى ألمحت فيه مصادر قريبة من مصرف قطر الإسلامي استهدافها لشراء الوحدة المصرفية المملوكة لمجموعة البركة المصرفية والتى تحمل اسم بنك البركة مصر قال اشرف الغمراوى نائب رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لبنك البركة - مصر إن البنك ليس مطروحا للبيع على الاطلاق.

واضاف ان ما تردد في هذا الشأن مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة. وأكد الغمراوى عدم طرح بنك البركة - مصر للبيع لمصرف قطر الإسلامي، قائلا أن مجموعة البركة المالكة لبنك البركة مصر تستطيع الاستحواذ على البنوك القطرية مجتمعة على حد قوله.

وقال الغمراوى إن مجموعة البركة لديها خطة طموحة لدعم تواجدها في مصر عبر زيادة رأسمال البنك المملوك لها في مصر الى مليار جنيه ونشر مزيد من الفروع والخدمات المصرفية والتمويل الموجه للشركات خاصة الصغيرة والمتوسطة منها.

وكان متحدث باسم مصرف قطر الاسلامي قد قال في وقت سابق من الاسبوع الماضى إن المصرف يتطلع لشراء بنك في مصر وتحويله الى بنك اسلامي وانه سيتقدم بطلب للحصول على رخصة للعمل في تركيا.

وقال المصدر أن البنك يدرس الان ثلاثة بنوك مصرية كأهداف محتملة لعملية استحواذ وذلك بهدف الاستفادة من سوق العمليات المصرفية الاسلامية ذات الامكانيات الكبيرة في مصر.

ويقول محللون ان البنك الذى يمكن ان يكون هدفا محتملا لمصرف قطر الإسلامي هو البنك المصري الخليجى الذى لديه فرصا قوية للتوسع في السوق المحلى، لكن كبار مستثمري البنك يؤكدون تمسكهم بحصصهم فيه وعدم طرحه للبيع في المستقبل القريب. وكان مصرف قطر الاسلامى قال في وقت سابق من الشهر الجاري أنه يتطلع للعمل في مصر وتركيا ودول الخليج.

وتستحوذ البنوك العربية والأجنبية العاملة بالسوق المصرية على نحو 30 % من الحصة السوقية داخل القطاع المصرفي، وشهدت الفترة الأخيرة توقعات قوية بزيادة هذه النسبة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع توجه المؤسسات العربية نحو المنطقة لاستثمار فوائضها المالية بمصر.

كما تأتى هذه التوقعات عقب عرض بنك قطر الوطنى شراء حصة مجموعة سوسيتيه جنرال الفرنسية البالغة نحو 77% في رأسمال البنك الأهلي سوسيتيه جنرال وموافقة البنك المركزى المصري على بدء إجراء عمليات الفحص الفنى النافي للجهالة.

وقال أشرف العربي وزير التخطيط والتعاون الدولي المصري الاسبوع الماضي إن الحكومة تستهدف جذب استثمارات أجنبية بقيمة 6 مليارات دولار خلال العام المالي الحالي 2012-2013 مقابل ملياري دولار في العام الماضي وزيادتها إلى ما بين 8 و10 مليارات في العام 2013-2014.