اقتصاد

أزمة سوريا تهدد العلاقات التجارية بين تركيا وروسيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات مع المسؤولين الاتراك، محاولًا تضييق فجوة خلاف بين روسيا وتركيا حول الملف السوري تتسع يومًا بعد يوم، وتهدد التبادل التجاري بين البلدين.

يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم أول جولة خارجية له منذ شهرين، بزيارة إلى تركيا، في محاولة لحماية العلاقات التجارية التي تهددها التوترات الراهنة، لا سيما الخلاف حول معالجة الملف السوري.

وتأتي الزيارة التي كانت مقررة في تشرين الاول/اكتوبر وتأجلت بسبب أزمة صحية مرّ بها بوتين. لتكون الرحلة الاولى للرئيس الروسي منذ توجهه الى طاجيكستان في الخامس من تشرين الاول/اكتوبر.

والمحادثات بين بوتين والزعماء الاتراك ستشمل سلسلة من المسائل الدولية والاقليمية الملحة، من ضمنها المصالحة في الشرق الاوسط والوضع في قطاع غزة والازمة في سوريا، اضافة الى التعاون داخل المنظمات الدولية.

الأسد موضع خلاف

التوتر بين روسيا وتركيا تصاعد بعدما اعترضت القوات الجوية التركية في 11 تشرين الاول/اكتوبر طائرة مدنية سورية متجهة من موسكو إلى دمشق اشتبهت انقرة في أنها تقل شحنة عسكرية لوزارة الدفاع السورية. وأكدت روسيا أن الطائرة تقل تجهيزات رادار لا تحظرها الاتفاقات الدولية.

ويختلف الرئيسان الروسي والتركي حول الأزمة السورية، فأنقرة أعلنت دعمها للمعارضة السورية المسلحة في حين تتمسك موسكو بدعم نظام الرئيس بشار الأسد وتحول دون تبني أي قرار في مجلس الأمن الدولي يدين هذا النظام.
وأبدت روسيا رفضها لقيام حلف شمال الأطلسي بنشر صواريخ "باتريوت" قرب الحدود مع سوريا تلبية لطلب أنقرة، معتبرة أن هذا الأمر يفاقم خطر اندلاع نزاع واسع يكون الناتو طرفاً فيه.

وتحاول تركيا وروسيا منع تحول العلاقة بينهما إلى رهينة للحرب المستعرة منذ أكثر من عشرين شهراً في سوريا والتي يخشى الكثيرون من ان تنتشر إلى الدول المجاورة، بما يزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط كلها.

ومع ذلك، أظهرت العلاقات الاقتصادية مرونة، إذ يقول ليليت غيفورغيان، المحلل في شركة "غلوبال انسايت" في لندن إن "تركيا وروسيا تعلمتا فصل المنافسة الجيوسياسية عن التعاون التجاري، بما في ذلك العلاقات في مجال الطاقة. هناك القليل الذي يمكن لبوتين القيام به ليؤثر في خيارات تركيا، باستثناء ربط العلاقات التجارية بالسياسة الخارجية. لكن هذا من المستبعد جداً أن يحدث".

يشار أيضاً إلى أن الروبل هو الأفضل أداءً بين العملات في الأسواق العشرين الناشئة التي تتبعها موقع "بلومبيرغ" الاقتصادي خلال الشهر الماضي، مرتفعاً بنسبة 1.7 في المئة مقابل الدولار مقارنة مع تقدم الليرة التركية بنسبة 0.6 في المئة.

الفيتو الروسي

روسيا واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن في الأمم المتحدة، التي صوتت بالفيتو ثلاث مرات لحماية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي وضعها على خلاف مع تركيا التي دعمت الثوار الذين يقاتلون لإسقاط الأسد منذ آذار/مارس العام الماضي.

وتصاعدت التوترات بين انقرة وموسكو- الحليفين السابقين- منذ إطلاق القذائف من سوريا التي سقطت في بلدة على الحدود التركية في اكتوبر/تشرين الاول ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. وفي يونيو/حزيران، أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة تركية مقاتلة في شرق البحر المتوسط. ورداً على ذلك، نشرت تركيا قوات إضافية وأسلحة على الحدود مع سوريا.

لا مساومة

"لن يكون هناك أي مساومة على سوريا في الوقت الراهن"، قال فيودور لوكيانوف، المحلل في مجلس السياسة الخارجية والدفاع في موسكو، مشيراً إلى أن "تركيا مهمة جداً بالنسبة إلى روسيا، فقد أصبحت لاعباً مستقلاً يمشي وفقاً لأفكاره الخاصة حول ما ينبغي القيام به في المنطقة".

حكومة إردوغان متعاطفة مع المعارضة السورية، الأمر الذي بدا واضحاً في دعوة الاسد للتنحي، والسماح لقيادة الجيش السوري الحرّ بالتمركز في مخيم اللاجئين. كما دعت أنقرة حلف شمال الأطلسي لنشر صواريخ "باتريوت" في تركيا للمرة الأولى منذ عشر سنوات تقريباً.

تقول تركيا إن هذه الخطوة هي مجرد إجراء دفاعي على خلفية الاشتباكات بين الثوار والقوات الحكومية بالقرب من الحدود التركية. وترفض روسيا هذه الخطوة لأنها تعتبر أنها قد تثير التوترات الإقليمية.

وفي أكتوبر، اتهمت روسيا السلطات التركية باساءة معاملة المواطنين الروس الذين كانوا على متن الطائرة السورية القادمة من موسكو إلى دمشق، والتي أجبرت على الهبوط في تركيا لتفتيشها.

سابع شريك تجاري

تركيا هي سابع أكبر شريك تجاري لروسيا، وتسبق معظم أعضاء مجموعة "البريكس" لأكبر الأسواق النامية في العالم، كما أنها الوجهة الأولى للسياح الروس وثاني أكبر أسواق التصدير بعد المانيا، بالنسبة لشركة غازبروم المملوكة للدولة.

وقال المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف إن التعاون التجاري والاقتصادي مع تركيا "له أبعاد مختلفة تماماً" وبعيدة عن الخلافات حول أزمة سوريا. ومع ذلك، تشعر روسيا بالقلق من "الدعم التركي غير المشروط لجانب واحد من الصراع، والذي يصل إلى حدود التدخل في الشؤون الداخلية السورية ومحاولة لفرض حل من الخارج".

نمت التجارة بين روسيا وتركيا إلى 25.6 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بزيادة قدرها أكثر من 14 في المئة عن العام السابق، وفقاً لدائرة الجمارك الاتحادية في موسكو.

ويشار إلى أن تركيا قد تسعى لاستخدام مشتريات النفط من روسيا لتعويض الانخفاض في شحنات النفط من إيران نتيجة للعقوبات الدولية المفروضة ضد الجمهورية الاسلامية، وذلك وفقاً لوزير الطاقة تانر يلديز في تصريح لصحيفة "حريت".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عنوان
مواطن سوري -

يعني طالما أن البعض مازال يتعاطى مع الازمة السورية والدور الروسي بهذه الطريقة فهو دليل على صوابية موقف الشعب السوري بالصمت ورفضه تصديق شعارات المعارضة المنافقة الجوفاء بالحرية والديمقراطية التي هي شعار امريكي بحت وماسوني بالتحديد.....نعم الشعب السوري كفر بالنظام الذي يريد دمر البلد واوصلها إلى هذه الاوضاع وبين معارضة سورية مدعومة قطريا وتركيا لا تفقه بالسياسة بشي وتبنت المشروع الاخواني العثماني الامريكي بالمنطقة...وهناك البعض الذي يقول: بوتين في انقرة لانقاذ مايمكن انقاذه.؟؟؟؟؟؟؟ ويعني بربكم اليس عنوان مضحك؟؟ روسيا عندما تقوم باي صفقة دولية لن تقوم بها مع ادوات المشروع الامريكي ..ههه يعني مع تركيا؟؟؟ تركيا التي لم تجرأ حتى على التدخل عسكريا في سوريا لن تستطيع ان ترفع صوتها امام موسكو.......سوريا الان هي ساحة صراع بين روسيا وامريكا.....وبوتين في انقرة هو من أجل محاولة لسحب تركيا من هذا المحور وخاصة بما يتعلق بالدرع الصاروخي ...وفي حال التعنت التركي فسوف تقوم بروسيا بالرد........الرجاء احترام عقول الناس .....وبالنسبة للجهاديين المنافقين في سوريا...ماهو موقفهم من الانبطاح التركي أمام الامريكي ؟؟؟ الامريكي الذي دمر الصومال وافغانستان واليمن والسودان والعراق فلسطين..........الان اكتشفت ان الجهاديين الذين كانوا في العراق لم يكونوا يجاهدون ضد سيدهم الامريكي او لتحرير العراق منه بل هم ارادوا الانتقام من الشعب العراقي لاسباب طائفية بحتة اي انه كان مسموح تفجير السيارات المفخخة في الشعب العراقي ولكن لا يجرا احد على الاقتراب من القواعد الامريكية مثلها مثل الققواعد في السعودية وقطر .. ولكن المقاومة العربية القومية العلمانية هي فقط من كانت تقاوم الامريكي .....ثبت بالدليل ان هذه الحركة الجهادية هي الوجه العربي الاسلامي للمشروع الصهيوني في المنطقة......وهم لن يكونوا اقل دموية وفظاعة وتخريبا من الانظمة الديكتاتورية في سوريا او العراق او ليبيا ..ولكن سوف يكون لها غطاء امريكي تماما مثل بعض دول الخليج.....وفب النهاية المشروع واضح تماما هو قيام دولة سنية متطرفة في سوريا مدعومة تركيا وخليجيا لمحاربة العراق وايران الشيعة.....فقط لا اكثر ولا اقل وكل من ينافق ويتكلم عن كرامة الشعب السوري ...فهم كمن يتاجر بكرامة الشعب الفلسطيني والصومالي العراقي ......ومعاملة السوريين في لبنان

محادثات مهمة
sami -

سيتم فيها وضع خيارات لتركيا, عدا عن الطاقة فالسوق الصيني هو الخيار الروسي القوي

محادثات مهمة
sami -

سيتم فيها وضع خيارات لتركيا, عدا عن الطاقة فالسوق الصيني هو الخيار الروسي القوي