اقتصاد

جدل حول صفقة نفط تدرس تركيا إبرامها مع كردستان العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يسعى دبلوماسيون أميركيون إلى منع حدوث تحول ضخم في سياسة تركيا تجاه العراق، في تغيير يخشى مسؤولون أميركيون من أن يتسبب في تقسيم أسس تلك الدولة الهشة.

القاهرة: في الوقت الذي يتنازع فيه المسؤولون في بغداد وإقليم كردستان في الشمال على الأرض وحقوق النفط، بدأت تركيا تنحاز على نحو متزايد لمصلحة الأكراد، لا سيما وأن القادة الأكراد والأتراك يعيشون علاقات ناشئة جيدة منذ ما يقرب من خمسة أعوام.

لكن تركيا تجري مفاوضات الآن بخصوص صفقة كبرى، ستقوم بموجبها شركة تركية جديدة، مدعومة من جانب الحكومة، باقتراح التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الكردية في العراق وتطوير خطوط لنقل تلك الموارد إلى أسواق دولية.

وقد أكد تلك المفاوضات أربعة مسؤولون أتراك كبار رفضوا أن يكشفوا عن هوياتهم لصحيفة واشنطن بوست الأميركية التي استمدت منهم المعلومات نظراً إلى الحساسيات السياسية.

وقال مسؤول أميركي بارز يشارك في صنع القرار في منطقة الشرق الأوسط بعد رفضه الكشف عن هويته هو الآخر لأنه غير مخوّل له التحدث لوسائل الإعلام: "لم تكن تركيا بحاجة إلى أن تسأل عن موقفنا من ذلك، لأننا كنا نخبرهم في كل مرة".

وأوضح المسؤول أن أية اتفاقات ثنائية في مجال الطاقة مع منطقة كردستان سوف تهدد وحدة العراق، وسوف تدفع رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الاقتراب من إيران.

وقالت واشنطن بوست إن اتفاق الطاقة مع تركيا لن يعمل إلا على وقف اعتماد كردستان الاقتصادي على بغداد، الذي تمثل ربما العلاقة الأساسية التي مازالت تربط الطرفين. وقال بهذا الخصوص رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني: "نجري مناقشات جادة مع الحكومة التركية. ونحن نأمل من جانبنا أن يشاركوا في المنطقة".

هذا ولم تتخذ الحكومة التركية قرارها النهائي بعد، حيث يقوم حالياً وزير الطاقة، تانير يلديز، بإجراء مراجعة شاملة للاتفاق، ويتوقع أن يرفع توصية رسمية في ما يتعلق بهذا الموضوع لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بحلول نهاية العام الجاري.

ورأت الصحيفة أن تلك الخطوات من جانب تركيا جاءت في توقيت يشهد حالة من التقلبات والتغيرات في المنطقة. فعلى طول حدودها الجنوبية، استحوذت الأقلية الكردية السورية على جزء كبير من الأراضي وسط الحرب الأهلية المشتعلة في البلاد.

وقد أثار عدم الاستقرار هذا قلق المسؤولين الأتراك، الذين استخدموا تأثيرهم ونفوذهم على القيادة الكردية العراقية للمساعدة على التأكد من قيامهم بجهود حميدة في سوريا. فيما كشف رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان عن حقيقة نواياه، حيث اتهم المالكي بأنه يقود العراق صوب حرب أهلية.

مع هذا، فإن احتضان تركيا للأكراد العراقيين لا يمثل مجرد مهمة عداوة شخصية، بل إنه يشكل تحولاً استراتيجياً متعمداً سبق له أن وضع الحكمة التقليدية التي حكمت من قبل السياسة التركية تجاه العراق.

ومضت الصحيفة الأميركية تنقل في هذا الصدد عن سيرهات ايركيمن، المستشار السياسي لشؤون الشرق الأوسط لدى معهد ORSAM البحثي التابع لوزارة الخارجية التركية، قوله: "خلص تحليل وزارة الخارجية إلى أن العلاقات مع بغداد مهمة، لكن العلاقات مع الأكراد إستراتيجية". وأكد في هذا السياق العديد من المسؤولين المنوطين بتنفيذ تلك السياسة أن تلك الفكرة تغلف حالياً سياسة تركيا تجاه العراق.

وقد اعترض مسؤولون في إدارة أوباما من أمثال وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على مثل هذه الخطوات، وفقاً لما ذكره مسؤولون أتراك مشاركون في صفقة النفط الأخيرة، حيث حذر المسؤولون الأميركيون من أن خطوط النفط الثنائية ستفتح الباب أمام الأكراد للتحايل على السلطة التي تحظى بها بغداد بخصوص صادرات النفط، وهو ما سيقرب الأكراد بالتالي كثيراً من الحصول على الاستقلال الذي يصبون إليه.

هذا وقد رفض مسؤولو البيت الأبيض ووزارة الخارجية أن يؤكدوا تلك المعلومات أو أن يعلقوا على الجهود التي يبذلونها من أجل إثناء تركيا عن الاستثمار في إقليم كردستان. فيما أكد المسؤولون الأتراك كذلك أنه لا توجد مصلحة لديهم في استقلال الإقليم. وسبق لإدارة الرئيس أوباما أن شددت من قبل على أن نفوذ تركيا الدبلوماسي وقدراتها الاستثمارية الكبرى تجعل منها قوة موازنة مهمة في العراق ضد إيران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاكراد اول الخاسرين
عراقي يكره البعثية -

الاتفاق الكردي التركي والتقارب بينهما مرحلي وقتي ..الاكراد يرون ان الاتراك صديق مشترك مع الامريكان وعليه يمكن اقامة علاقة صداقة معهم..والاتراك يرون في الاكراد نمر يمكن تدجينه ضد الحكومة العراقية مستقبلا فعضوا على جراحاتهم العميقة التي سببها حزب العمال الكردستاني من اجل هذا الغرض لكن فات الاثنان انهما في حال اعلان استقلال كردستان العراق سيتغير الوضع حيث ان الدولة الفتية ستكون ذات سلطة وعلم وحكومة وستعترف بها جميع دول العالم منذ اول يوم مما يشكل تهديدا للوحدة التركية التي لن تقف مكتوفة الايدي وستقوم الحرب الباردة بينهما او بداية عداء عميق يتجاوز العداء التركي الارمني الذي انتهى الى مجرزة تاريخية انسانية كما هو معروف

الاكراد اول الخاسرين
عراقي يكره البعثية -

الاتفاق الكردي التركي والتقارب بينهما مرحلي وقتي ..الاكراد يرون ان الاتراك صديق مشترك مع الامريكان وعليه يمكن اقامة علاقة صداقة معهم..والاتراك يرون في الاكراد نمر يمكن تدجينه ضد الحكومة العراقية مستقبلا فعضوا على جراحاتهم العميقة التي سببها حزب العمال الكردستاني من اجل هذا الغرض لكن فات الاثنان انهما في حال اعلان استقلال كردستان العراق سيتغير الوضع حيث ان الدولة الفتية ستكون ذات سلطة وعلم وحكومة وستعترف بها جميع دول العالم منذ اول يوم مما يشكل تهديدا للوحدة التركية التي لن تقف مكتوفة الايدي وستقوم الحرب الباردة بينهما او بداية عداء عميق يتجاوز العداء التركي الارمني الذي انتهى الى مجرزة تاريخية انسانية كما هو معروف

كاكه حمه
Ali -

من الجيد ان نرى الاكراد يبنون علاقات مع تركيا يحددها الاتراك...هو الانفصال لابد منه و ساحاول ان لا اشمت بكم...مع صفقه للاسلحه بحوالي 21 مليار دولار مع اسرائيل...سوف تجلبون الاصدقاء و الاصدقاء فقط...عتبي على الحكومه العراقيه

كاكه حمه
Ali -

من الجيد ان نرى الاكراد يبنون علاقات مع تركيا يحددها الاتراك...هو الانفصال لابد منه و ساحاول ان لا اشمت بكم...مع صفقه للاسلحه بحوالي 21 مليار دولار مع اسرائيل...سوف تجلبون الاصدقاء و الاصدقاء فقط...عتبي على الحكومه العراقيه

مع الاسف
عراق قوي -

العراق كعكة ثمينه والكل تتعارك على اقتطاع جزء منها بعد سقوط بغداد وموت صدام اصبح العراق دولة هشه مثل ما ذكر صاحب المقال وكثرة سكاكينه والكل تنهب الايرانيين ينهبون الأركان ينهبون الاكراد ينهبون الاتراك ينهبون المالكي وعصابته ينهبون بس ابن البلد العراقي فقير معدم لا يجد لقمة العيش حسبي الله ونعم الوكيل

مع الاسف
عراق قوي -

العراق كعكة ثمينه والكل تتعارك على اقتطاع جزء منها بعد سقوط بغداد وموت صدام اصبح العراق دولة هشه مثل ما ذكر صاحب المقال وكثرة سكاكينه والكل تنهب الايرانيين ينهبون الأركان ينهبون الاكراد ينهبون الاتراك ينهبون المالكي وعصابته ينهبون بس ابن البلد العراقي فقير معدم لا يجد لقمة العيش حسبي الله ونعم الوكيل

الى الامام بدون التفاف
رياض العبيدي -

يجب على الاكراد ان يتسلحوا تسليحا جيدا ويبنوا اقتصادهم ولا ينتظروا إذنا من احد فهم ظلموا على مر التأريخ ومناطقهم كانت دائماً مناطق حرب وإبادة وثرواتهم كانت تستغل لقتالهم وجبالهم ملاذ امن للاحرار والفارين العراقيين من ظلم واستبداد الانظمة الفاسدة المجرمة،لو سيطر المالكي على شمالنا الحبيب فسوف يجعل من العراق كلها مناطق محرمة لغير الإيرانيين والسلام على بلد كان اسمه العراق..

الى الامام بدون التفاف
رياض العبيدي -

يجب على الاكراد ان يتسلحوا تسليحا جيدا ويبنوا اقتصادهم ولا ينتظروا إذنا من احد فهم ظلموا على مر التأريخ ومناطقهم كانت دائماً مناطق حرب وإبادة وثرواتهم كانت تستغل لقتالهم وجبالهم ملاذ امن للاحرار والفارين العراقيين من ظلم واستبداد الانظمة الفاسدة المجرمة،لو سيطر المالكي على شمالنا الحبيب فسوف يجعل من العراق كلها مناطق محرمة لغير الإيرانيين والسلام على بلد كان اسمه العراق..

عددة علامات استفهام .؟؟؟؟
Nafie Akrawi -

Nafie Akrawi - من الصعب التكهن ..بجدوى او خطورة هذه الخطوة .....لكن ...استطيع الأستنتاج ..ان جلوس (( الحكومة المركزيه ))باحضـان ايران ....وتنفيذ مخططاتهـا ومشاريعها ..فى العراق وخارج العراق ...((قد )) يجعل القياده الكرديه بالتفتيش على منفذ جديد ..فى حالة تأزمة الأمـور نحو الأسوء مع ((بغداد ايران ))..او يكون عامل ضـغط عليها ....اليوم ...تبقى ((المصـالح )) فوق المبادى ..لكلا الطرفين الكردى والتركى ....كما ان الأكراد بحاجه لقوة ((الأتراك )) ...لمواجة التمدد الأيرانى ...تركيـا ايضـا بحاجه الى (( الطاقه )) الرخيصه وبشروط ميسرة ....وللاكراد قد يكون لهم ...طموح اكبر ..بانهم يصبحون اقرب ..الى شـواطىء المتوسـط ..لتجارتهم فى التصدير والأستيراد ....ولكن ...اولا واخيرا ...((اليوم ) ) اقليم كوردستان جزء من العراق .....ولعبة المصـالح قد ((تتغير )) بأى لحظه .....وتمزق كل الأوراق والتعهدات بوجه ((الطرف الضعيف )) ...الخطوة تحتاج لأكثر من دراسة ..وأكثر من ((عاقل )) للتمعن بهـا وليس بقرار من مجازف أو رشـوة لطرف أخـر لضمان وجوده .... .........لأن اي صـراع ايرانى تركى ...سـيكون الشعب ((الكردى )) بالذات وقود المعركه ......واصحاب ((الكراسى )) لديهم الخزين من المال ....والأستعداد فى تقديم التنازلات اذا خسروا المعركه ..