قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قمرت: شهد معرض بيع المقتنيات الشخصية للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وعائلته، الذي بدا الاحد ويستمر شهرا كاملا اقبالا لافتا في يومه الاول من سواء من الفضوليين او من الراغبين في شراء هذه المقتنيات الفاخرة. ويقام المعرض في مدينة قمرت الساحلية (شمال العاصمة) في قاعة "كليوبترا" التابعة لفندق كان ملكا لبلحسن الطرابلسي شقيق ليلى الطرابلسي زوجة بن علي. ولجأ بن علي مع زوجته واثنين من ابنائهما الى السعودية منذ الاطاحة بنظامه في 14 كانون الثاني/يناير 2011 فيما هرب صهره بلحسن الطرابلسي الى كندا. وقال مهدي (25 عاما) الذي يزور المعرض مع عمه المولع بالسيارات "جاء بنا الفضول، لرؤية بعض مما نهبه كبار اللصوص في تونس" مضيفا "اشعر بألم وانا ارى ما كانوا يتمتعون به من ثراء فاحش في حين كان الشعب يعيش في بؤس شديد". والاربعاء الماضي اعلنت وزارة المالية انها ستطرح للبيع في المعرض 300 قطعة مجوهرات، وحقائب يد، وملابس وأحذية، وساعات يد، واغطية ومنسوجات، واطقم (طعام) بلورية وخزفية، ولوحات فنية وتحف، وتجهيزات كهرومنزلية، وسجاد، واثاث، ودراجات رياضية ومائية اضافة الى 39 سيارة فارهة من نوع رولز رويس، ومرسيدس مايباخ، وبي ام دبليو وبورش ولمبورغيني وكاديلاك وجاغوار. وقرر المنظمون عرض المجوهرات "على دفعات" والسيارات "على دفعتين". واعرب زائر قال انه يعمل لحساب امير سعودي، عن استعداده لشراء "كل السيارات" المعروضة للبيع ومنها سيارة لبن علي من نوع "مايباخ 62" هدية من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وقال الزائر "تقدمنا منذ شباط/فبراير 2012 بثلاثة طلبات لشراء كل السيارات، ولم نتلق اجابة، واضطررنا الى انتظار هذا المعرض ونحن جاهزون" للشراء. واعلنت وزارة المالية الاربعاء استعدادها لبيع المعروضات لزوار من اي دولة باستثناء اسرائيل التي لا تقيم معها تونس علاقات دبولماسية. ومن بين التحف التي اثارت الاهتمام في المعرض تماثيل لنمور وفيلة مصنوعة من الذهب الخالص وأخرى لخيول من الكريستال وشجرة زيتون من الفضة ارتفاعها حوالي المتر. ووقف الزوار يتأملون طواقم احذية وملابس الرئيس المخلوع وبعضهم يردد انه "لم يكن يتخيل ولو في المنام ان ياتي يوم وتعرض فيه ادباش (أغراض) بن علي للبيع بعد ان حكم تونس 23 عاما بقبضة من حديد". وعرضت احذية وحقائب يد ليلى الطرابلسي للبيع باسعار تراوحت بين 300 و1500 يورو، علما ان متوسط الدخل الشهري في تونس يبلغ 160 يورو. كما تم عرض قلادة مرصعة ب1000 الماسة اكد خبراء مجوهرات انها فريدة من نوعها في العالم وصممت خصيصا لليلى بن علي. وقالت سيدة تونسية يعمل زوجها طبيا في فرنسا "زوجي اراد شراء هذه القلادة الرائعة لكني شعرت بالاشمئزاز منها لانها تروي تاريخا مؤلما". وقررت وزارة المالية اعتماد المزاد العلني لبيع المعروضات التي يفوق ثمنها 10 آلاف دينار (5 آلاف يورو). وفي 2011 صدر مرسوم يقضي بمصادرة املاك 114 شخصا من بينهم بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي واقاربهما، على ان يتم بيعها في وقت لاحق وتوجيه العائدات المالية الى خزينة الدولة. وقال سليم بسباس وزير المالية بالنيابة في مؤتمر صحفي الاربعاء الفائت "تم في قصر سيدي الظريف وحده جرد 42 الفا" من اغراض عائلة بن علي التي كانت تقيم في هذا القصر الواقع بضاحية سيدي بوسعيد السياحية (شمال العاصمة). وقدر الوزير "القيمة الدنيا" لهذه المعروضات بحوالى 10 ملايين يورو. وسيستمر المعرض شهرا "قابلا للتمديد شهرا اضافيا" بحسب سليم بسباس. ويتعين على زوار المعرض حجز تذكرة دخول، عبر موقع الكتروني رسمي اطلقته وزارة المالية الاربعاء الفائت. ويبلغ سعر تذكرة الدخول 30 دينارا (15 يورو) وهي صالحة لزيارة واحدة في التاريخ الذي يختاره الزائر. وكان من المقرر تنظيم المعرض في "قصر المعارض" بمدينة الكرم (شمال تونس العاصمة) لكن تم نقله الى قاعة اصغر بمدينة قمرت "لاسباب امنية"، بحسب وزير المالية بالنيابة. وتم تأمين الفضاء الداخلي والخارجي للمعرض والمسالك المؤدية اليه ونشر زوارق حربية في سواحل قمرت، ونقل الاشياء الثمينة كالمجوهرات داخل سيارات مصفحة وفق المصدر نفسه. وابرمت الحكومة عقدا مع شركة تأمين تونسية لتأمين المنقولات المعروضة من كل المخاطر مثل السرقة أو الكسر. واواخر ايلول/سبتمبر الماضي قدرت الحكومة التونسية قيمة ما صادرته الدولة في تونس من ممتلكات عقارية وشركات وأموال تابعة لبن علي وعائلته بحوالى 13 مليار دولار أميركي. ونقلت وكالة الانباء التونسية يومها عن سليم بن حميدان وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية قوله "رغم الصعوبات والتعقيدات القانونية والعقارية، فإن التقديرات الاولية لهذه الممتلكات والمنقولات (المصادرة) تقارب 13 مليار دولار"، مشيرا الى ان السلطات "ما زالت تكتشف العديد من الاملاك والشركات التابعة لبن علي وأصهاره والمقربين منه". وتحولت عائلة الطرابلسي التي كونت ثروات طائلة في عهد بن علي الى رمز للفساد في تونس.