اقتصاد

"الهاوية المالية" في الولايات المتحدة تعمّق الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تعمقت الخلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بسبب فشلهما حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بخصوص الميزانية لتجنب الهاوية المالية.

واشنطن: رد رئيس مجلس النواب الاميركي جون باينر الاحد على الاتهامات التي وجهها الى معسكره الرئيس باراك اوباما بتحميله الجمهوريين مسؤولية أزمة "الهاوية المالية"، مؤكدًا ان الاميركيين انتخبوا الرئيس "ليقود لا ليتهم".

وقال باينر في بيان إن "الاميركيين انتخبوا الرئيس اوباما ليقود لا ليتهم"، مؤكدًا أن "الجمهوريين بذلوا كل جهد ممكن للتوصل الى اتفاق +متوازن+ بشأن العجز كان الرئيس وعد الشعب الاميركي به، في حين بقي الرئيس مصرًّا على حزمة تميل بشكل كبير لصالح زيادة في الضرائب الامر الذي من شأنه القضاء على وظائف".

واضاف "لقد كنا عقلانيين ومسؤولين. الرئيس هو من لم يتمكن ابدًا من أن يقول +نعم+".

ويأتي هذا الرد ليؤكد تصاعد وتيرة التوتر بين المعسكرين قبل اقل من 36 ساعة من وقوع البلاد في "الهاوية المالية" التي تتمثل باجراءات تقشفية صارمة تتضمن زيادة في الضرائب وخفضاً في النفقات.

وكان اوباما حمل في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" سجلت السبت وبثت الاحد الجمهوريين مسؤولية ازمة "الهاوية المالية"، مؤكدًا أن رفض خصومه زيادة الضرائب على الاكثر ثراء هو السبب في مراوحة الازمة مكانها.

وقال اوباما إن الجمهوريين غير قادرين على استيعاب فكرة أن "الضرائب على الاميركيين الاكثر ثراء يجب أن تزاد قليلا"، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه مسؤولو الكونغرس مفاوضاتهم الشاقة للتوصل قبل منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء (الثلاثاء 05,00 تغ) الى اتفاق يجنب البلاد كارثة مالية يخشى ان تغرق اول اقتصاد في العالم في الركود مجدداً.

واقر زعيما الجمهوريين والديموقراطيين في مجلس الشيوخ المكلفان التوصل الى تفاهم بحلول الاثنين لتفادي تدابير تقشفية في الولايات المتحدة، الاحد بالمأزق الذي وصلت اليه المفاوضات لتجنب "الهاوية المالية".

وقال زعيم الاكثرية الديموقراطية هاري ريد من منصة مجلس الشيوخ في الكونغرس "إننا نفاوض منذ حوالي 36 ساعة (...) صباح اليوم، حاولنا الرد على اقتراح" الميزانية الذي تقدم به الجمهوريون.

واكد ريد "أننا لم ننجح في القيام بذلك. لقد التقيت مرارًا مع الرئيس (باراك اوباما) وفي الوقت الحالي لسنا قادرين على تقديم اقتراح مقابل".

وخلص ريد الى القول "اعتقد أن الزعيم الجمهوري (السناتور ميتش ماك كونيل) اظهر حسن نية بالكامل. المسألة فقط أننا نبدي آراء متباعدة ازاء بعض المسائل الهامة".

وقبل ذلك، ابدى ماك كونيل من على المنصة عينها اسفه "لغياب الحس بضغط الوقت" قبل اقل من 36 ساعة على استحقاق "الهاوية المالية" الذي يلحظ دخول البلاد تلقائيًا في مرحلة تقشفية تشمل زيادة في الضرائب العامة واقتطاعات كبيرة في ميزانية الدولة الفدرالية، وهو ما يهدد باعادة الولايات المتحدة اكبر اقتصاد عالمي الى الانكماش.

واضاف "نعلم جميعنا بأن الوقت سينفد. ثمة الكثير من الامور الموضوعة على المحك لدرجة لا تسمح بتسييس القضايا. يجب حماية الاميركيين والشركات من هذه الزيادة الضريبية التي تهددهم".

واشار ماك كونيل الى أنه "بهدف دفع الامور قدمًا، دعوت نائب الرئيس (جو بايدن) لمعرفة ما اذا كان بامكانه المساعدة في اعادة اطلاق المفاوضات".

وختم الزعيم الجمهوري بالقول إن بايدن الذي كان عضوًا في مجلس الشيوخ على مدى 36 عاماً "وانا شخصيًا عملنا سويًا لايجاد حلول في السابق، واعتقد أن ما زال بامكاننا التوصل الى ذلك".

"الهاوية المالية".. إجراءات تقشفية الزامية للولايات المتحدة
"الهاوية المالية" التي ستقع فيها الولايات المتحدة ليل الاثنين الثلاثاء ما لم يتم التوصل الى اتفاق في اللحظة الاخيرة، هي مزيج من الاجراءات الآلية لزيادة الضرائب وخفض النفقات، والتي يخشى ان تعيد اول اقتصاد في العالم الى الانكماش.

هذه الاجراءات التي تثير قلق الاسواق، وأجبرت اعضاء الكونغرس على الاجتماع يوم رأس السنة للمرة الاولى منذ اكثر من اربعين عاما، نجمت من اتفاق أبرمه المشرّعون في 2011.

بموجب هذا الاتفاق، حدد الديموقراطيون والجمهوريون مهلة تنتهي في نهاية 2012 للتفاهم على خطة لخفض العجز، وإلا ستفرض اجراءات قاسية على البلاد تسمح باقتطاع اكثر من 600 مليار دولار في النفقات الفدرالية. وتتزامن هذه الاجراءات مع انتهاء مدة الهبات الضريبية الموروثة من عهد جورج بوش، اي زيادة في الضرائب تبلغ الفي دولار سنويًا لكل منزل في المعدل.

ويرى الاقتصاديون المستقلون في مكتب الميزانية في الكونغرس ان هذا العلاج القاسي سيؤدي الى تراجع اجمالي الناتج الداخلي 0,5 بالمئة في 2013 مع ارتفاع البطالة (9,1 بالمئة مقابل 7,7 بالمئة).

ستظهر آثار هذه "الهاوية المالية" تدريجيًا، ويرى البعض انه لا يمكن التراجع عنها، وان كانت نسبة 2 بالمئة في اقتطاعات المساعدات المالية ستنعكس على الأجور اعتبارًا من كانون الثاني/يناير. كما يمكن ان يطبق بسرعة الغاء المساعدات الممنوحة لحوالى مليوني عاطل عن العمل.

في المقابل، وعلى الصعيد النفسي، يمكن ان تكون للشكوك في مرحلة ما بعد "الهاوية المالية" آثار كبيرة، بينما تلوح في الافق معركة سقف الدين في الكونغرس، مثل تلك التي جرت صيف 2011، وكلفت الولايات المتحدة تصنيف دينها السيادي الممتاز في وكالة ستاندارند اند بورز.

وخوفًا من زيادة الضرائب على رأس المال او خسارة في الدخل، قد سعى المستثمرون الى بيع اسهمهم بكميات كبيرة، ما يمكن ان يزعزع استقرار بورصة نيويورك. وتحسبًا لاقتطاعات عامة، يمكن للشركات المتعاقدة مع الحكومة، وخصوصًا في قطاع صناعة الدفاع، إبطاء استثماراتها والتوظيف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف