التجارة التركية... أرقام مرتفعة علناً ومتدهورة سراً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نظراً إلى أهمية الصادرات الصناعية بالنسبة إلى الاقتصاد التركي والمخاوف على المدى الطويل من الخلل في الميزان التجاري للبلاد والعجز الجاري، يمكن اعتبار أرقام التجارة التركية التي صدرت هذا الأسبوع لشهر نوفمبر/تشرين الثاني بمثابة نجاح وهمي.
إعداد لميس فرحات: الأرقام التي حققتها التجارة التركية بزيادة 24.8 في المائة في الصادرات و5.5 في المائة بتضييق الفجوة التجارية يمكن أن تكون أكثر من جيدة لأي اقتصاد أوروبي. أما بالنسبة إلى تركيا، فالشيطان يكمن في التفاصيل، مع عدد من العوامل الموسمية وغير الموسمية التي تجعل ارتفاع الصادرات (من 11.8 مليار دولار إلى 13.83 مليار دولار) وسقوط في العجز التجاري (من 7.75 مليارات دولار إلى 7.16 مليارات دولار) تبدو أفضل من المعتاد.
لكن أنان ديمير، كبير الاقتصاديين في مصرف "فايننس بنك" التركي، يعتبر أن القفزة في الصادرات التي بلغت 24.8 تعود إلى عدد أيام العمل في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، وليس إلى زيادة الطلب على السلع التركية.
نوفمبر 2012 كان شهر عمل كامل هذا العام، بعدما نقص أسبوعاً في العام 2011 بسبب العطل الدينية، الأمر الذي يفسر هذا الارتفاع، بينما سجلت أرقام الصادرات المعدلة موسمياً تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة.
عامل "العطلة الدينية" هو السبب الحقيقي في تفسير ارتفاع الصادرات التركية إلى أسواق الاتحاد الأوروبي الأساسية بنسبة 17.8 في المائة أي 5.8 مليارات دولار. ويشير ديمير إلى أن أرقام الصادرات التركية لا تزال تميل إلى الارتفاع، بدفع من الصادرات العالية من الذهب، ونتيجة لاستمرار واردات تركيا من النفط والغاز من إيران. ومن دون التجارة في المعادن الثمينة - التي يسببها استخدام إيران لايرادات النفط والغاز المحصلة في تركيا لشراء الذهب وتصديره إلى البلاد من جديد - لكان العجز التجاري التركي على حاله.
وعلى الرغم من أن الخبراء ينظرون إلى نسبة الـ 5.5 في المائة من تقليص العجز على أنها "إنجاز لا بأس به"، غير أنه لا يمكن اعتبارها عزاء حقيقيًا، لأنها أقل بكثير من نسبة 20 و 30 في المئة التي حققتها البلاد في الأشهر السابقة.
"هذه هي نهاية عملية إعادة التوازن للاقتصاد، ويمكن أن نتوقع عجزاً تجارياً على نطاق أوسع في المستقبل"، كما يقول ديمير، معتبراً أن زيادة الواردات بنسبة 0.7 في المائة في نوفمبر/ تشرين الثاني يمكن أن تكون مشجعة. بالنظر إلى أن الطاقة لا تزال واحدة من أكبر الواردات التركية، والمساهم الوحيد في العجز التجاري للبلاد، إلا أن مكتب الإحصاءات التركي رفض نشر أرقام واردات النفط الخام لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
خضعت واردات تركيا من النفط الخام لتدقيق مكثف على مدى العام الماضي، وذلك بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إيران، رداً على البرنامج النووي للبلاد.
وعلى الرغم من الاحتجاجات المتكررة من قبل المسؤولين الأتراك، الذين اعتبروا أن تركيا تحترم فقط العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة، أعلنت مصفاة "توبراش" في آذار/مارس أن ذلك من شأنه أن يقلل وارداتها من إيران بنسبة 20 في المائة، فحصلت في وقت لاحق على فترة سماح لمدة 180 يوماً لمواصلة الواردات.
تم تجديد فترة السماح هذه في 8 ديسمبر/كانون الأول بعد انخفاض واردات توبراش من إيران بنسبة 32 في المائة خلال 7 أشهر من نيسان/ابريل إلى حتى أكتوبر/تشرين الأول، وبعدما أعلن مصطفى كوج، رئيس مجلس إدارة شركة كوج القابضة في مقابلة مع التلفزيون التركي، أن توبراش ستقلل وارداتها من ايران بنسبة 20 في المائة إضافية.
من الصعب التنبؤ بما سيحدث، لا سيما في الوقت الذي ستبحث فيه الولايات المتحدة عن مزيد من التخفيضات عندما تنتهي فترة السماح الحالية في حزيران/يونيو من العام المقبل. لكن ما يمكن أن يغير هذا التوقع هو أن تثمر الجولة الجديدة من المحادثات النووية مع ايران، المقررة أن تعقد مبدئياً في اسطنبول في وقت مبكر من السنة الجديدة.
التعليقات
اتساع نطاق الجرائم
syrian -سرقة الثروات السورية ملف جديد يضاف إلى الملفات التي تتحمل تركيا مسؤوليتها ويجب أن تحاسب عليها أمام المجتمع الدولي... موارد وسلع ومحاصيل وخطوط إنتاج وتجهيزات تكنولوجية بمليارات الليرات سرقت من المنشآت العامة والخاصة في مناطق حلب وإدلب والحسكة لتباع بملايين الليرات في تركيا ولتجار وشخصيات مقربة ومحمية من قبل حكومة أردوغان، التي تدعي كذباً حرصها على الشعب السوري فتسرق لقمة عيشه ورغيف خبزه... قبل عدة أشهر طالبت وسائل الإعلام السورية المجتمع الأهلي بمؤسساته وشخصياته بالتحرك قضائياً في بعض دول العالم ضد عدد من مسؤولي الدول المتورطة في التحريض وتمويل وتسليح المجموعات المسلحة في سورية، واليوم تصبح هذه الخطوة أكثر ضرورة وأهمية مع انكشاف دور عدد من الدول في تمويل وتسليح ودعم الإرهاب في سورية وإطلاع الرأي العام العالمي على ممارسات هذه الدول، فضلاً عن اتساع نطاق الجرائم التي تستهدف السوريين لتشمل إلى جانب قتل السوريين وتخريب وتدمير ممتلكاتهم سرقة وتهريب ثرواتهم الاقتصادية تماماً كما يحدث اليوم على الحدود السورية التركية، حيث تم تفكيك عدد كبير من المعامل وخطوط الإنتاج وتجهيزات المنشآت الخدمية وتفريغ بعض الصوامع والمطاحن لتباع لتجار أتراك مرتزقة أردوغان بأسعار زهيدة وبخسة، الأمر الذي يجعل من ملاحقة أردوغان وحكومته دولياً عبر قضاء بعض الدول المعروفة باستقلالية القضاء فيها ولدى المنظمات الإقليمية والدولية.. وعلى التوازي مع تحرك المجتمع الأهلي والخارجية السورية على الساحة الدولية لمحاسبة مافيا أردوغان على أعمالها الإجرامية وسرقاتها لخيرات الشعب السوري، يطالب الكثيرون الحكومة بإصدار تشريع يتم بموجبه مصادرة وتأميم جميع الممتلكات التركية في سورية رداً على عمليات السرقة التي تقوم بها حكومة أردوغان ضد ثروات الشعب السوري ولقمة عيشه.. ومع أن سورية حريصة كل الحرص على علاقة جيدة مع الشعب التركي ومثل هذا الإجراء قد يعتبره البعض خطوة سلبية على تطور هذه العلاقة، فإن هذه الخطوة سيكون لها جانبا ايجابيا هاما يتمثل في تعريف الشعب التركي بحقيقة ما ترتكبه حكومته وتأثير ذلك على مستقبل العلاقات بين البلدين.
الفينيق الذي ينبعث .....
أبو أديب -مصائب قوم عند قوم فوائد لكن لمكل مجتهد نصيب تركيا استغلت كل الامكانات المتاحة الظاهر منها و الخفي لتحصد ثمار اجتهادها
الفينيق الذي ينبعث .....
أبو أديب -مصائب قوم عند قوم فوائد لكن لمكل مجتهد نصيب تركيا استغلت كل الامكانات المتاحة الظاهر منها و الخفي لتحصد ثمار اجتهادها