اقتصاد

ميزان أسواق بيروت المختلّ يضبطه لبنانيون مغتربون وسوريون ميسورون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أخلّ غياب الخليجيين الكبير هذا العام عن لبنان في ميزان البلد السياحي خلال موسم الأعياد، ويحاول لبنانيّو الخارج وبعض السوريين الميسورين إنعاش حركة السوق وسط تناقص أعداد الأردنيين الذين منعتهم الأزمة السورية من القدوم برًا كما اعتاد معظمهم.

بيروت: تركت الأزمة في سوريا أثرها السلبي على أسواق لبنان، التي افتقدت في عطلة نهاية السنة سيّاحها الخليجيين، وتراجعت فيها حركة استهلاك المواد غير الأساسية على مدى السنة أكثر من النصف، بحسب ما يقول خبراء.

تقول صوفي سلامة، صاحبة محل تجاري لبيع الاكسسوارات في وسط بيروت، لفرانس برس "العرب يقاطعوننا. إنهم يسجلون موقفًا ضد موقف الحكومة اللبنانية من الأزمة السورية".

وتلتزم الحكومة اللبنانية، المؤلفة من غالبية مؤيدة للنظام السوري، سياسة "النأي بالنفس" تجاه الأزمة السورية بسبب عمق الانقسامات بين اللبنانيين، الذين يتوزّعون بين مؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد ومناهض له، وخوفًا من تداعيات للنزاع في البلد الصغير ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة.

تخفيضات.. ورسائل الكترونية إلى الخليجيين
تقول صوفي "نمرّ في ظروف عصيبة، ما اضطرني إلى خفض مصاريفي بشكل كبير، حتى أتمكن من تحقيق بعض الدخل في نهاية السنة". وتضيف إنها اعتمدت كذلك "استراتيجية تقوم على تقديم تنزيلات في غير موعدها، وعلى توجيه رسائل الكترونية إلى زبائني في دول الخليج الممنوعين من السفر إلى لبنان لشرح العروض".

وفرضت دول الخليج اعتبارًا من الصيف الماضي حظرًا على سفر مواطنيها إلى لبنان، بعد أحداث أمنية متنقلة في المناطق اللبنانية على خلفية الأزمة السورية، وحصول عمليات خطف، طال بعضها مواطنين خليجيين.

تقول مديرة الاستراتيجيات في شركة "فيرست بروتوكول" لتنظيم المؤتمرات والمعارض فيوليت بلعة إن "قرار القطيعة الخليجي أثّر كثيرًا في الحركة السياحية والاقتصادية. هذا القرار ظاهره أمني، والتذرع بالخوف من زعزعة الاستقرار وعمليات الخطف، لكن خلفيته سياسية، وهي الموقف اللبناني الرافض لإدانة النظام السوري".

توضح الخبيرة في شؤون الاقتصاد أن السعوديين والكويتيين هم أكبر نسبة من السيّاح إلى لبنان بين العرب، وهم أكثر من ينفقون في المجال السياحي في لبنان. غيابهم أخلّ بالميزان السياحي".

معظم الأردنيين خارج المشهد السياحي
يضاف إلى هؤلاء أيضًا الأردنيون، الذين لا يشملهم قرار الحظر، لكنهم اعتادوا زيارة لبنان عن طريق البرّ عبر سوريا، وقد امتنعوا بمعظمهم عن الزيارة هذه السنة، بسبب الأحداث الدامية الجارية على الأراضي السورية. وتقول بلعة "خسرنا هذه السنة حوالى 22 ألف أردني يدخلون لبنان عبر الحدود مع سوريا".

تشكل عائدات السياحة في لبنان أكثر من 22 في المئة من إجمالي الناتج القومي، وقد تراجعت هذه السنة، بحسب تقديرات خبراء، إلى حوالى عشرة في المئة. رغم ذلك، تبدو أسواق بيروت في اليومين الأخيرين من السنة تعجّ بالزبائن، إلى جانب زحمة سير خانقة في العاصمة، وعلى الطرق المؤدية إليها.

تقول صوفي سلامة "اللبنانيون لديهم دائمًا خطة بديلة... إنهم يعشقون الإنفاق حتى في الأيام الصعبة"، مضيفة أن عددًا كبيرًا من السوريين الميسورين جاؤوا إلى لبنان، كما يسهم المغتربون اللبنانيون في تحريك الأسواق.

ولجأ إلى لبنان منذ بدء النزاع في سوريا قبل 21 شهرًا عشرات آلاف السوريين. وإذا كان بعضهم يعيش في ظروف مزرية في مناطق بعيدة عن العاصمة لدى أقارب أو في مدارس أو مراكز إيواء مستحدثة، فإن غيرهم ممن ينتمون إلى طبقة ميسورة إستأجروا شققًا أو نزلوا في فنادق.

المتنزهون أكثر من الزبائن
ويقول بالغ، الذي يعمل في محل ألبسة في أسواق وسط بيروت الفاخرة، إن كثيرين ممن تعجّ بهم الأسواق "هم من المتنزهين وليسوا زبائن"، مضيفًا أن الحركة تراجعت كثيرًا منذ مقتل مسؤول أمني كبير قبل حوالى شهرين في عملية تفجير كبيرة وجّهت المعارضة اللبنانية أصابع الاتهام فيها إلى دمشق.

تؤكد جوانا، التي تعمل في محل للألبسة الداخلية، إن الزبائن اللبنانيين "يشترون الأساسيات، ويفاوضون على الأسعار بإلحاح"، مضيفة "نحن نعتمد خصوصًا على السيّاح، لكن لا سيّاح في لبنان اليوم".

وتشير بلعة إلى دراسات تفيد عن تراجع نسبة الاستهلاك على المواد غير الأساسية في لبنان بحوالى 60 في المئة خلال السنة الفائتة.

سوليدير تلغي أسهمها النارية
في مؤشر آخر إلى وجود أزمة، ألغت شركة "سوليدير"، التي أعادت إعمار العاصمة بعد الحرب الأهلية (1975-1990)، حفل إطلاق المفرقعات والأسهم النارية، الذي كانت تحييه عند منتصف ليلة رأس السنة، والذي كان ينقل مباشرة على شاشات التلفزة ويتجمع لمشاهدته آلاف الناس.

ويعبّر طوني عيد، العضو في جمعية تجار وسط بيروت، عن الأسف لإلغاء الحفل. ويقول "في أيام الأزمة، على الجميع أن يضاعف جهوده من أجل أن يحقق أقصى قدر من الربح، أو أن يحدّ من الخسارة".

يضيف طوني سلامة، صاحب أحد أفخم المحال التجارية في وسط العاصمة، "إذا أوقفنا الألعاب النارية والإعلانات وحملات الترويج، سيعتقد الناس أن بيروت لم تعد مكانًا يقصد للسياحة. وهذا ليس صحيحًا".

ولا تخلو السوق من بعض السيّاح، الذين قدموا رغم كل شيء. على أحد الأرصفة، فتاتان أردنيتان تحملان أكياسًا بأسماء محال ألبسة وشوكولا، تعتذران عن الرد على أسئلة فرانس برس، قائلتين، "نحن في عجلة، علينا أن نلحق الطائرة المسافرة إلى عمّان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وين السياح الإيرانين ؟؟
sourya -

وين السياح الإيرانين ؟؟

وين السياح الإيرانين ؟؟
sourya -

وين السياح الإيرانين ؟؟