اقتصاد

تساؤلات عمّن يخلف زوليك في رئاسة البنك الدولي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قرر روبرت زوليك التنحّي عن منصبه، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن ما إذا كانت واشنطن ستتخلّى عن منصب اعتبرته دائماً من حقها. وأثار هذا النبأ جدلاً بشأن استمرار هيمنة واشنطن على المؤسسة المالية الدولية، في مقابل هيمنة أوروبية على صندوق النقد الدولي.

رئيس البنك الدولي روبرت زوليك

لميس فرحات: قال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك الأربعاء إنه سيتنحّى عن منصبه في يونيو/حزيران، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخلى للمرة الأولى عن هذا المنصب.

تولى زوليك - وينتمي إلى الحزب الجمهوري- رئاسة البنك في 2007 عقب تنحّي الرئيس السابق بول وولفويتز، وقد استطاع خلال فترة رئاسته - التي دامت خمس سنوات- إعادة سكة المؤسسة الدولية، لتركز على مهمتها الأساسية، وهي محاربة الفقر في العالم.

في بيان أعلن فيه عن نيته بالتنحّي، قال زوليك: "تشرفت بقيادة هذه المؤسسة العالمية المرموقة بصحبة عدد كبير للغاية من الموهوبين وذوي المهارات الاستثنائية.. وقد ركزنا معًا على دعم الدول النامية لتخفيف حدة الأزمة والتكيف على التغيرات الاقتصادية العالمية". واجتمع في وقت سابق من الأربعاء مع مجلس إدارة البنك، الذي يضم 25 عضواً، لإبلاغهم بالقرار.

واضاف أن البنك الدولي "قوي، وفي وضع سليم، ومستعد لتحديات جديدة، ولذا فهذا وقت طبيعي بالنسبة إليّ لأن أمضي وأدعم قيادة جديدة".
كثرت التكنهات في الأشهر الماضية بشأن من سيخلف زوليك، حيث يتم تداول أسماء محتملة، كوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخزانة تيموثي غيثنر والمستشار الاقتصادي السابق للبيت الأبيض لاري سمرز، إلا أن كلينتون نفت نيتها بالترشح لشغل المنصب.

ومن المحتمل أن يكون زوليك، الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، مرشحاً قوياً لمنصب كبير، إذا فاز الجمهوريون في انتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقالت حكومة الرئيس باراك أوباما إنها تدعم اختيار قادة المؤسسات العالمية من خلال عملية مفتوحة وشفافة، لكن خبراء في التنمية يقولون إنه من المستبعد أن تتخلى عن قيادة البنك الدولي في عام الانتخابات.

وأوضحت إدارة الرئيس أوباما أنها تتوقع تسمية رئيس البنك المقبل، وقال مسؤولون إن مستشار الأمن القومي توماس دونيلون ورئيس الأركان جاك ليو سيقودان البحث في هذا الإطار. وقال وزير الخزانة تيموثي غيثنر في بيان: "في الاسابيع المقبلة، نحن نخطط لطرح مرشح يتمتع بالخبرة والصفات المطلوبة لقيادة هذه المؤسسة إلى الأمام".

بذلت اقتصادات ناشئة ودول نامية جهوداً حثيثة في السنوات الأخيرة لكسر احتكار أوروبا لصندوق النقد الدولي وسيطرة الولايات المتحدة على المناصب العليا في البنك الدولي.

وقال مسؤولون من البرازيل الأربعاء إن عملية اختيار خلف لزوليك يجب أن تقوم على المؤهلات، وليس الجنسية، غير أنهم أقرّوا بأنه من المتوقع أن يبقى المنصب في أيد أميركية نظراً إلى ضغوط من الكونغرس الأميركي.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض لصحافيين يسافرون مع الرئيس على متن طائرة الرئاسة "لا أعلم إن كان الرئيس قد تحدث مع السيد زوليك، وليست لديّ معلومات لكم بشأن الخلفاء المحتملين".

وحين سئل عن احتمال ترشح هيلاري كلينتون أو لاري سمرز قال كارني "هناك كثير من التكهنات في الصحافة بشأن ذلك وبشأن مناصب أخرى. ولن أؤكد أياً منها". وقالت نانسي بيردسال، التي ترأس مركز التنمية العالمية في واشنطن، إن الولايات المتحدة ملتزمة بفتح عملية الاختيار أمام الجميع، لكن الضغط السياسي من زعماء الكونغرس الأميركي سيبقي المنصب في أيد أميركية.

وكتبت في مدونة في الآونة الأخيرة "توقيت سنة الانتخابات يضع البيت الأبيض في موقف لا يحسد عليه. هناك احتمال بأن يصبح البنك الدولي مسألة حزبية ساخنة في الولايات المتحدة، كما كانت الأمم المتحدة في مرات عديدة".

وأثنى وزير الخزانة الأميركي تيموثي غيثنر على زوليك، واصفاً إياه بأنه "قائد فعال بشكل ملحوظ للبنك الدولي في وقت مهم بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي"، وأضاف: "تحت قيادته قدّم إسهامات حيوية في التعامل العالمي مع الأزمة المالية، وتحسين الأمن الغذائي وتعزيز وضع ما بعد النزاع وعملية الانتقال في الدول". وأضاف إن فترة رئاسة زوليك للبنك جعلته "أكثر فعالية ومسؤولية ومؤسسة شفافة".

ودعا ائتلاف من منظمات المساعدات ونشطاء التنمية، من بينها أوكسفام ويوروداد وأفريكان فورام ونيتورك أون دت وديفيلوبمنت، الولايات المتحدة أمس إلى عدم احتكار هذا المنصب.

يذكر أن منصب رئيس البنك الدولي يذهب غالباً إلى مرشح أميركي، فيما يذهب منصب رئيس صندوق النقد الدولي إلى شخص من أوروبا، وذلك على مدار تاريخ هاتين المؤسستين العالميتين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف