اقتصاد

الصعوبات الاقتصادية في السودان قد تؤدي إلى إضطرابات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الخرطوم: حذر مستهلكون وتجار سودانيون الثلاثاء من ان ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية قد يؤدي الى حدوث اضطرابات مع تدهور مستويات المعيشة منذ انقسام البلاد.

وبحسب وكالة الانباء السودانية الرسمية، فقد ارتفع معدل التضخم في شهر كانون الثاني/يناير 2012 الى 19% مقارنة بنسبة 18% في شهر كانون الاول/ديسمبر 2011.

وارتفعت الاسعار في السودان خلال الاشهر الماضية عقب الصدمة الاقتصادية التي سببها انفصال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011.

واصبح 75% من عائدات النفط يذهب لصالح الدولة الجديدة، بعد ان كان يشكل المصدر الرئيسي للعائدات السودانية وجزء كبير من دخل الدولة.

وقال حسن عبد الحميد (54 عاما) وهو اب لخمسة اطفال ويعمل موظفا في شركة خاصة "الاسر تعاني، واذا الوضع على هذه الحالة قطعا سيحدث الانفجار".

ويضيف عبد الحميد "مرتبي الشهري 1,500 جنيه سوداني (نحو 300 دولار). وهذا المبلغ لا يعني شيئا مقارنة مع اسعار المواد الغذائية".

واضاف "ومنذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي حذفت اسرتي بعض الاشياء من قائمة مشترياتها واصبحنا نركز على التعليم واحتياجات الاطفال".

وفي ايلول/سبتمبر، استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق شباب تظاهروا في الخرطوم ضد ارتفاع اسعار المواد الغذائية.

وتقول سارة عمر (45 عاما)، وهي موظفة في الحكومة وام لثلاثة اطفال، اثناء شرائها مواد غذائية في شمال الخرطوم، ان دخلها وزوجها 2000 جنيه سوداني شهريا -- وهو ما يوازي عشر مرات الحد الادنى للاجور وفقا لمرتبات الحكومة السودانية-- ومع ذلك اضطرت الى خفض انفاقها.

وقالت "قللنا استهلاكنا لبعض الاشياء مثل اللحوم وبداية هذا الشهر اوقفنا خادمة المنزل الاثيوبية عن العمل".

اما امنة محمد (65 عاما) فقالت وهي تتسوق جنوب الخرطوم "الاوضاع تسوء وخلال الاشهر الاخيرة المرتبات الثلاثة لزوجي وابني الاكبر وابنتي لم تعد تكفي لمصاريف الاسرة حتى نهاية الشهر. كنا في السابق نوفر منها، والان ننفق المرتبات الثلاثة على شراء الطعام والانفاق على التعليم والصحة".

ومع انخفاض الاقبال على الشراء، يقول علي عبد الباقي (40 عاما) انه اصبح يقلل من كميات الخضار التي يعرضها للبيع في سوق الخضار جنوب الخرطوم.
ويقول "خلال الثلاثة اشهر الاخيرة تناقص دخلي" ويحذر انه "اذا جاع الناس سيفعلون اي شيء".

وفي سوق ام درمان في الجزء الغربي من الخرطوم، قال عمر محمد اسماعيل (56 عاما) وهو بائع فاكهة، ان مبيعاته انخفضت بنسبة 50%. وقال "اذا سارت الامور على هذا النحو لن استطيع توفير احتياجات اسرتي".

واعلنت منظمة الزراعة والاغذية العالمية هذا الشهر ان السودان سيواجه نقصا كبيرا في المحاصيل الغذائية خلال عام 2012 نتيجة لضعف انتاج المحاصيل الغذائية في موسم 2011 -2012.

وقال بيان صادر عن المنظمة ان "زيادة استيراد الحبوب الغذائية ضرورة في ظل مواجهة الاقتصاد السوداني لنقص في العملات الصعبة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف