اقتصاد

المجمعات الاستهلاكية في ألمانيا تعاني نقصًا حادًا في كميات البيض

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مع إنتهاء الساعات الأخيرة قبل بداية الإحتفال بعيد الفصح المجيد في ألمانيا، أصبح واضحاً أن المجمعات الإستهلاكية تعاني نقصًا حادًا في كميات البيض المطروحة، الذي يعتبر واحدًا من أهم مظاهر الإحتفال بالعيد في ألمانيا وكل دول العالم.

البيض الملونمن التقاليد الأساسية للاحتفال بعيد الفصح

صلاح سليمان من ميونيخ: يرجع السببب الحقيقي في انخفاض كميات البيض في الأسواق الألمانية إلى الإقبال الكبير من مواطني الدول المجاورة على عبور الحدود وشراء البيض الألماني، لاسيما جمهورية التشيك المتاخمة لحدود ألمانيا الجنوبية، التي ارتفعت فيها أسعار البيض إرتفاعاً جنونياً مقارنة بأسعاره في ألمانيا، حتى إن شهود عيان قالوا إن حقائب سيارات مواطنين تشيكيين امتلئت بالبيض قبل عودتهم إلى داخل أراضيهم.

لقد دفع هذا التسابق المحموم في شراء البيض المتاجر الألمانية إلى أن تعمل على تقنين مبيعات البيض، وفقًا لكميات الإستهلاك المنزلية، والتي تقدر بحد أقصى 8 عبوات للمشتري الواحد، في حين أن متاجر أخرى تقوم ببيع خمس عبوات في كل منها 10 بيضات للمشتري الواحد.

أوضحت دراسة إحصاءات رسمية صدرت في هذا الشأن أنه في نهاية العام الماضي كان سعر العبوة المكونة من 10 بيضات تباع في جمهورية التشيك بسعر 1.06 يورو في المتوسط، غير أن الأسعار وصلت هذا العام إلى قيمة تتراوح بين 2 يورو و2.80 يورو للعبوة الواحدة.

حدثت تلك الزيادة من جراء ارتفاع يصل إلى 14% في ضريية القيمة المضافة على المواد، إضافة إلى وقف واردات التشيك السنوية للبيض من بولندا، والتي تقدر بنحو 640 مليون بيضة، بعد توصية الإتحاد الأوروبي الجديدة، التي تحرّم بيع بيض الدجاج المحبوس في أقفاص منذ بداية هذا العام.

شراء البيض وتلوينه هو إحدى العادات المحببة لدى الأطفال في عيد الفصح، وهو عادة قديمة جداً، لا تقتصر على التقاليد المسيحية فقط، بل يرجع تاريخها إلى العهد الفينيقي، حيث كانت البيضة هي رمز الخالق، فكان الاعنقاد السائد لدى الفينيقين هو أن الليل هو أول الكائنات، وأن البيضة هي ابنة هذا الليل، ومنها انبثقت جميع الكائنات.

في بداية المسيحية نظر المسيحيون إلى البيضة على أنها رمز يشبه إلى حد بعيد قيامة السيد المسيح من القبر، كما يخرج الكائن حي من البيضة المغلقة، لهذا فهم يحافظون على عادة إعداد البيض المسلوق في هذا العيد والتفنن في تلوينه، والعادة مازالت متبعة في كل الأقطار المسيحية، بل جرت العادة كذلك على أن يقوم الأهل بإخفاء البيض، ثم يطلبون من الصغار البحث عنه، بعد أن يخبروهم بأن الأرانب قامت بسرقتها في الليل.
أما في الشرق فيقوم المسيحيون في عيد الفصح بسلق البيض وتلوينه بأشكال الزهور، وفي يوم العيد يقوم الأطفال بكسر البيض الذي يرمز إلى تجدد الحياة، أي إلى تجدد حياة السيد المسيح.

إنتشر في أوروبا أيضًا البيض المصنوع من الشوكولاته التي ترافق عيد الفصح، وهي بدعة غربية تم العمل بها في بداية القرن التاسع عشر.
في ألمانيا مازال العيد يعتبر مناسبة كبرى لتجمع العائلة، إذ إن العائلات تجتمع في بيت كبير العائلة، أي في الغالب بيت الجد أو الجدة.

وغالبًا ما تبدأ تحية صباح الأحد يوم العيد بجملة "المسيح قام"، فيكون رد التحية حقًا قام. أما أجواء البيت فتعدّ كلها لتحاكي فترة العيد، ويتم الاهتمام بوضع مفارش الزينة التي تحمل كلها رسومات تحمل رموز العيد، مثل الصيصان والأرانب والأزهار، التي ترمز إلى الربيع وتجدد الحياة.

وفي يوم السبت السابق ليوم العيد مازال الألمان يحتفلون بما يعرف بـ"شعلة عيد الفصح"، حيث يقوم الناس بإحراق فروع الأشجار، وهو تقليد شعبي في ألمانيا، يعود إلى ماقبل المسيحية، حيث كان الناس يعتقدون أن الحرارة والنور ستقوم بطرد الشتاء، غير أن النار في التقليد المسيحي ترمز إلى قيامة المسيح.

ووفق الديانة المسيحية، فإن المسيحيين يصومون أربعين يومًا قبل عيد الفصح للتذكير بالأيام التي قضاها السيد المسيح في الصحراء، وكنوع من التكفير وتطهير الروح. الصوم تحديداً يبدأ من أثنين الرماد وحتى يوم عيد الفصح. وهو يعني الإمتناع عن أكل اللحوم ومشتقاتها بما في ذلك الحليب والبيض وعدم شرب الكحول.

من الطريف أن تقاليد عيد الفصح في مصر تعود إلى ما قبل الميلاد، وتحديدًا إلى أيام الفراعنة.. فبعد قيام الأقباط المصريين من أتباع الكنيسة الأرثوذوكسية بالإحتفال "بقيامة" السيد المسيح، يحتفل كل المصريين في اليوم التالي بمناسبة "عيد شِم النسيم"، الذي يعني الإحتفال ببداية فصل الربيع، حيث كان يحتفل به في العهد الفرعوني، ويأكلون السمك المملح والبيض، إذ إن هناك علاقة بين البيض والسمك في هذه المناسبة، ترتبط دينيًا بالإله "براهمت"، إله البقاء والحياة في الحضارة الفرعونية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف