اقتصاد

الصين تتجه الى دول اوروبا الشرقية للاستثمار

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وارسو: يصل رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الى بولندا في زيارة تستمر يومين يعقد خلالها قمة اقتصادية الخميس مع 16 من قادة دول اوروبا الوسطى والشرقية، في اخر محطة من جولة اوروبية شملت ايسلندا والمانيا والسويد.ويشارك في هذه القمة غير المسبوقة في وارسو رؤساء وزراء كل من البانيا وبلغاريا والبوسنة والهرسك وكرواتيا والجمهورية التشيكية واستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا ومقدونيا ومونتينيغرو ورومانيا وصربيا وسلوفاكيا وسلوفينيا، الى جانب الدولة المضيفة بولندا.

كما ستشمل القمة ممثلين عن حوالى 300 شركة صينية و450 مؤسسة من دول المنطقة بينها 300 بولندية.واستثمرت الصين 622 مليون يورو في المنطقة خلال فترة 2004-2010، وان كان هذا المبلغ يعتبر متواضعا، الا ان المجموع السنوي لهذه الاستثمارات تضاعف خلال السنوات الاخيرة، وفق ما اظهر تقرير صدر مؤخرا عن معهد تنمية اوروبا الوسطى والشرقية.وقال ويتولد اورلوفسكي المستشار في شركة برايس ووترهاوس كوبرز والمستشار السابق للرئيس البولندي متحدثا لفرانس برس ان الصينيين "يملكون مبالغ هائلة باليورو والدولار يريدون انفاقها" وهم يراهنون على استقرار المنطقة ونموها واسعارها التنافسية لضمان "وصولهم الى اسواق اوروبا الغربية"، الوجهة الاولى لصادراتهم.

وتزايدت واردات الاتحاد الاوروبي من المنتجات الصينية باربعة اضعاف بين 2000 و2010 فبلغت 243,8 مليار يورو للاشهر العشرة الاولى من العام 2011 بحسب احصاءات معهد يوروستات.وفيما يبدي المستثمرون الصينيون مخاوف حيال ازمة الديون في دول منطقة اليورو، فان جيرانها الشرقيين سواء اعضاء في الاتحاد الاوروبي او غير اعضاء فيه يرحبون بالمستثمرين الصينيين.واوضح الخبير الصيني كوي هونغجيان لفرانس برس ان بكين تبدي اهتماما كبيرا "بكلفة العمل المتدنية والسياسات التفضيلية" في المنطقة.وتابع الخبير المسؤول عن قسم اوروبا في المعهد الصيني للدراسات الدولية، وهو مركز ابحاث تابع لوزارة الخارجية الصينية، ان "الصين ليس لديها خلافات سياسية مع دول اوروبا الوسطى والشرقية (كما مع الغرب) وتكون مرتاحة عندما تتعاون معها".

وقال اورلوفسكي ان اوروبا تمثل بالنسبة للصين "سوقا وموقع انتاج في آن".واستقبلت المجر، الدولة الشيوعية السابقة التي انضمت الى الاتحاد الاوروبي، شركة هواوي لصنع اجهزة الاتصال التي تعتبر من كبار المستثمرين الصينيين في المنطقة والتي يتوقع ان يتضاعف رقم اعمالها هذه السنة عما كان عليه عام 2011 ليزيد عن 2,28 مليار يورو.

وفي بولندا، تفيد الصحف ان شركة شانغهاي الكتريك هي احدى المجموعتين الاسيويتين اللتين تتنافسان للفوز بمشروع بقيمة 1,9 مليار يورو لبناء محطة كهربائية تعمل على الفحم.وفي كانون الثاني/يناير استحوذت شركة ليوغونغ ماشينري الصينية من الخزانة البولندية على شركة هوتا ستالوفا فولا المتخصصة في صنع معدات البناء وموزعها شركة دريستا كو في صفقة قاربت قيمتها 56 مليون يورو.

ويسجل تزايد الاستثمارات الصينية في المنطقة رغم فشل محاولة بكين الاولى لتوسيع انشطتها في السوق البولندية، حيث نددت وارسو في حزيران/يونيو بعقد تم توقيعه مع شركة تشاينا اوفرسيز انجنيرينغ غروب لتنفيذ جزء من طريق عام يربط العاصمة ببرلين، مشيرة الى ان الشركة الصينية لا تدفع المبالغ المتوجبة للشركات المحلية التي تتعامل معها.وقال اورلوفسكي "ان كان الصينيون يرغبون في احتلال موقع في سوق البنى التحتية في اوروبا، يجدر بهم ان يفهموا كيف يجري العمل هنا".وتابع "يبدو انهم يعتقدون ان بوسعهم ان يطبقوا هنا الوسائل ذاتها التي تعلموها في افريقيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف