دول منطقة اليورو تبحث عن بدائل لسياسات التقشف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: تمسك المدافعون عن وحدة عملة اليورو منذ بداية أزمة الديون قبل أكثر من سنتين بسياسات التقشف، بحجة رئيسية تتمثل في أنه إذا استمرت اقتصادات ldquo;منطقة اليوروrdquo; الضعيفة في تبني سياسات التقشف حتى في حالة انهيار النمو وزيادة معدل البطالة، ستتم مكافأتها بإقبال المزيد من المستثمرين على شراء سنداتها.
على الرغم من ارتفاع التكلفة الاجتماعية للتقشف، إلا أن الاقتصادات تستفيد على المدى البعيد من انخفاض أسعار الفائدة التي تنتج عن موافقة مستثمري السندات العالميين، أو هكذا تبدو الحجة. لكن فشلت هذه الطريقة في اليونان وأيرلندا والبرتغال وهي تخضع لتجربة صارمة الآن في إسبانيا، التي كلما وعدت حكومتها بخفض عجز الميزانية، كلما زاد الأجانب الذين يقومون بسحب سنداتهم. ودعم خفض ldquo;ستاندرد آند بورزrdquo; مؤخراً لسندات إسبانيا، موقف المستثمرين في أنه ربما يكون مستحيلاً على إسبانيا الإيفاء بالتزامات خفض العجز الحالي وسط واحدة من أكثر حالات الركود حدة في منطقة اليورو. وتؤكد هذا الاعتقاد، أرقام البطالة التي بلغت 24,4% وهي الأعلى في أوروبا على الرغم من أن الحكومة لم تبدأ في فصل العاملين في القطاع العام بأعداد كبيرة حتى الآن.
وليس من بين هذه الأخبار ما هو جديد بالنسبة للمستثمرين الأجانب الذين تعول عليهم إسبانيا في دعم اقتصادها، ولا لعدد الاقتصاديين والمحللين الذين يتوقعون حاجة إسبانيا السريعة، لإنقاذ نظامها المصرفي الذي ربما يرغمها على اللجوء لطلب المساعدة الأوروبية التي قد تفوق بنسبة كبيرة المساعدات المقدمة لليونان وأيرلندا والبرتغال.
ووفقاً لإنيجو فيجا، المحلل المصرفي لدى بنك ldquo;كريديت أجريكول شيفروrdquo;، شهدت إسبانيا في السنة الماضية تدفقات نقدية للخارج تقدر بنحو 100 مليار يورو (132 مليار دولار). ونتجت معظم هذه التدفقات عن خفض شركات التأمين وصناديق المعاشات والثروة السيادية، لما بحوزتها من سندات إسبانية. وزاد معدل حركة بيع هذه السندات خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث اتجه معظم الأجانب للبيع إلى البنوك المحلية المشبعة مؤقتاً بالسيولة التي حصلت عليها من برنامج قروض البنك المركزي الرخيصة، على الرغم من أن البنوك الإسبانية توشك على الدخول في موجة من القروض العقارية المهددة بالتأخير عن السداد.
وما يقود إلى هجر المستثمرين لإسبانيا، وجهة النظر المتمثلة في أن سياسة أوروبا الحالية الرامية إلى إرغام البلدان على تحسين درجة تنافسها من خلال خفض الإنفاق والأجور، لا ينتج عنها نمو سواء في اليونان أو إيطاليا أو إسبانيا. ويقول مات كينج، استراتيجي الائتمان لدى ldquo;سيتي جروبrdquo; في لندن: ldquo;من الطبيعي أن يهرب المستثمرون عندما يتقلص النمو، في وقت يقلل فيه المسؤولون من دور انتشار العدوىrdquo;. وأشار كينج إلى التراجع الكبير في معدل سندات الأجانب في إسبانيا وإيطاليا مع توقع المزيد في ظل عمليات خفض التصنيف التي تعمل على تعزيز فقدان المستثمرين للأمل.
ولأي من هذين البلدين، فإن المزيد من خفض التصنيف ربما ينتهي بهما إلى مصير اليونان والبرتغال وأيرلندا التي لم يكن في مقدورها جمع أموال من أسواق الديون العالمية مما لم يعطها خيارا سوى البحث عن برامج إنقاذ من أوروبا. وحتى قبل وضعها في قائمة تصنيف أسوأ، إلا أن المزيد من الخفض يجعل من الصعب على البنوك الإسبانية استخدام السندات الحكومية التي تملكها، كضمان يتم بموجبه الحصول على قروض جديدة من ldquo;البنك المركزي الأوروبيrdquo;.