تحت شعار التقشف... الأوروبيون يحيون عيد العمال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وسط اجراءات التقشف وعلى خلفية أزمة النموذج الاجتماعي الاوروبي جرت مسيرات عيد العمال التقليدية الثلاثاء في اوروبا وبقية العالم لكنها اتخذت طابعًا مريرًا في اسبانيا، حيث حشدت اكثر من مئة الف متظاهر بعد أن بلغت نسبة البطالة مستويات قياسية.
مدريد: شارك الاسبان في مسيرات في 80 مدينة في بلد يواجه أزمة للاحتجاج على اقتطاعات غير مسبوقة في الميزانية واصلاح العمل بقرار من الحكومة المحافظة سعيًا إلى تخفيض معدل البطالة الذي بلغ مستوى قياسيًا.
وفي مدريد سار عشرات آلاف الاشخاص في وسط العاصمة وهم يلوحون بآلاف الاعلام الحمراء الصغيرة تحت شعار "العمل، الكرامة، الحقوق. يريدون تدمير كل شيء".
وكتب على لافتة كبيرة رفعت قبيل انطلاق المسيرة: "الاصلاح الجديد للعمل يعني التوجه نحو عالم من العبيد".
وفي اليونان التي تطبق فيها سياسة تقشف شديدة شارك آلاف الاشخاص في تظاهرات في أثينا ومدن أخرى. وقالت الشرطة إن اكثر من 18 ألف شخص تظاهروا في سائر انحاء البلاد.
وتأتي هذه التظاهرات قبل خمسة أيام من الانتخابات التشريعية في السادس من ايار/مايو التي تبدو نتيجتها غير مؤكدة بسبب تراجع شعبية الحزبين الرئيسيين، حزب الديموقراطية الجديدة (يمين) الذي يعتبر الاوفر حظًا، وحزب باسوك الاشتراكيالذي يواجه حملات ضده بسبب سياسة التقشف التي تفرضها الجهات الدائنة لليونان.
وفي فرنسا وقبل خمسة ايام من موعد الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية تحدى الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي اليسار بجمع آلاف من انصاره في باريس (220 الف شخص بحسب فريقه).
وقد دعا ساركوزي، الذي تشير استطلاعات الرأي الى تخلفه بفارق كبير عن منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي تتوقعفوزه بغالبية 53 الى 54% من الاصوات الاحد، انصاره الى النزول الى الشارع للاحتفال "بعيد العمل الحقيقي"، واعدًا بإقامة "نموذج اجتماعي جديد" في حال اعادة انتخابه.
لكن زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبن التي احتلت المرتبة الثالثة في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية في 22 نيسان/ابريل بحصولها على 17,9% من الاصوات، اعلنت من دون مفاجأة كبيرة في كلمة ألقتها في تظاهرة أخرى، انها ترفض الاختيار بين فرانسوا هولاند الذي يجسد "املاً كاذبًا" ونيكولا ساركوزي الذي يمثل "خيبة أمل جديدة".
وساركوزي الذي لا يمكنه أن يأمل في الفوز من دون دعم كثيف من ناخبي اليمين المتطرف، شدد خطابه منذ ثمانية ايام في الحديث عن مواضيع الامن والهجرة والحدود والجذور المسيحية لفرنسا.
واتهمه فرانسوا هولاند على الفور اثناء تجمع في نيفير (وسط) بأنه يريد أن يجعل من الاجانب الموضوع الرئيسي، "في حين أن الموضوع الرئيسي هو البطالة والقوة الشرائية ومكافحة التفاوت الاجتماعي".
اما المسيرة النقابية التي دعت اليها النقابات فجمعت 48 ألف شخص بحسب الشرطة، أي اربع مرات اكثر من العام 2011. وبحسب الاتحاد العام للعمل (سيه جيه تيه) فقد تظاهر 250 ألف شخص في باريس و750 الفًا في كل فرنسا.
واحتفل الاشتراكيون البلجيكيون الفرنكفونيون بالاول من ايار/مايو وهم يترقبون الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يأملون بأن تسجل "منعطفًا لأوروبا" بحمل فرانسوا هولاند الى الحكم.
وفي ايطاليا نظمت النقابات الكبرى الثلاث حفلة موسيقية كبيرة في روما بعد المشاركة في تظاهرات خصوصًا في ريتي قرب العاصمة لمطالبة الحكومة بمساعدة الشبان بشكل اكبر لمواجهة الازمة.
وفي موسكو انضم الرئيس المنتخب فلاديمير بوتين والرئيس المنتهية ولايته ديمتري مدفيديف الى التظاهرة الكبرى -اكثر من 150 ألف شخص بحسب الشرطة - التي نظمتها النقابات الموالية للكرملين قبل اسبوع من تنصيب رئيس الدولة الجديد.
وفي اسطنبول توجه عشرات آلاف المتظاهرين نحو ساحة تقسيم حيث قتل عشرات الاشخاص قبل 35 عامًا.
ووقعت احداث اثناء التظاهرة عندما قامت مجموعة من مئة شخص معظمهم ملثمون بتحطيم زجاج عدة مصارف ومحلات تجارية في حي مجيدييكوي الواقع على بعد بضعة امتار من الساحة الواسعة. وقد تصدت لهم شرطة مكافحة الشغب.
وفي محافظة تونجلي (شرق) المأهولة بغالبية كردية تحولت التظاهرة بمناسبة الاول من ايار/مايو الى صدامات أصيب خلالها شرطيان بجروح من رشق الحجارة بحسب وكالة انباء الاناضول التركية.
وفي تونس تظاهر اكثر من 20 ألف تونسي في وسط العاصمة بدعوة من النقابات وطالبوا بالعمل والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية.
وفي كوبا ترأس الرئيس راوول كاسترو مسيرة ضخمة في هافانا الى جانب حوالي ألفي مدعو أجنبي.
واكد التلفزيون الكوبي أن "مئات آلاف" الاشخاص ساروا في ساحة الثورة حيث تجمعت حشود فاق عددها الحشود التي حضرت القداس العام الذي ترأسه البابا بنديكتوس السادس عشر وقدر عددها بحوالي 300 ألف شخص اواخر اذار/مارس الماضي.
وفي فنزويلا خفضت ساعات العمل من 44 الى 40 ساعة اسبوعيًا بحسب قانون "تاريخي" صادق عليه الرئيس هوغو تشافيز لمناسبة الاول من ايار/مايو.
الى ذلك تظاهر عشرات من البحرينيين في القرى الشيعية ورفعوا لافتات كتب عليها "العودة للعمل حقنا" في اشارة الى فصل عدد من الاشخاص عن وظائفهم في البحرين على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المملكة.