أميركا تدعو الصين إلى تسريع عملية تحرير سعر اليوان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين:دعا وزير الخزانة الأميركي تيموثي جايتنر، الصين إلى تسريع عملية رفع سعر العملة الصينية (اليوان) مقابل الدولار والعملات الرئيسية الأخرى، معتبراً أن ترك تسعير العملة الصينية لعوامل السوق فيه مصلحة صينية ومصلحة أميركية وعالمية.
ولدى افتتاح الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة أمس في بكين، اعتبر جايتنر، الذي يشارك إلى جانب وزيرة خارجية بلاده هيلاري كلينتون في الوفد الأميركي، في كلمته أن بكين ما زالت تحد من ارتفاع قيمة اليوان في الأسواق العالمية. وأوضح أن الصين لو تركت تسعير عملتها لمعطيات السوق، فإن من شأن ذلك أن يساهم في تحقيق أهداف الصين الإصلاحية الاقتصادية القاضية بالاتجاه إلى إنتاج ذي قيمة مضافة أكبر وإصلاح نظامها المالي وتشجيع الطلب الداخلي. وقال وزير الخزانة الأميركي ldquo;إن رنميبي (يوان) أقوى يخضع (سعره) أكثر للسوق سيساهم في تحقيق أهداف الصين الإصلاحية القاضية بالاتجاه إلى إنتاج ذي قيمة مضافة أكبر وإصلاح نظامها المالي وتشجيع الطلب الداخليrdquo;.
تجدر الإشارة إلى أن سعر اليوان في مقابل العملات الرئيسية العالمية الذي تدعو واشنطن إلى ارتفاع قيمته، هو موضوع خلافي بين البلدين منذ أعوام عدة، حيث تعتبر واشنطن أن سعر العملة الصينية متدن بدرجة كبيرة، الأمر الذي يعطي تنافسية كبيرة للسلع الصينية في مقابل السلع الأخرى.
وفي ظل تعرضها لضغوط أميركية وغربية، رفعت بكين الشهر الماضي هامش تقلب اليوان من حوالي 0,5% إلى 1% بالنسبة للدولار، ومن شأن هذا الإصلاح أن يسمح بمزيد من التقلبات في سعر العملة الصينية. وأشاد جايتنر بهذا الإصلاح الصيني، واعتبر التدابير التي اتخذتها بكين لها انعكاسات ldquo;كبرى وواعدة جداًrdquo;، مضيفاً في الوقت نفسه أن ldquo;الطريق ما زال طويلاً بالطبعrdquo; قبل أن تلبي الصين مطالب واشنطن.وحسب السياسة الاقتصادية التي تتبعها بكين في تسعير عملتها، فإن البنك المركزي الصيني يحدد سعر اليوان يومياً، وبذلك تسمح بكين بتقلب سعر عملتها ضمن هامش محدود حول هذا السعر المحوري المحدد بالنسبة للدولار. ويسعى البلدان في إطار الحوار الاستراتيجي، الذي عقدت أولى جولاته في يوليو 2009، إلى تسوية خلافات تجارية وسياسية تؤثر على العلاقة بينهما.وقال لو تشينجوي، الخبير الاقتصادي في ldquo;تشاينا انداستريال بنكrdquo; إن ldquo;معدل الصرف بلغ حالة توازن، لم يعد هناك من سبب لكي يواصل رفع قيمتهrdquo;. ومن المتوقع أن تطلب الولايات المتحدة الآن أن يصبح اليوان قابلاً للصرف بشكل كامل بما يشمل سحب رؤوس الأموال المستثمرة في الصين بدلاً من التركيز على سعر صرفه.
من جانب آخر، رحبت واشنطن بحرص الصين، أكبر مصدر عالمي، على الانضمام إلى اتفاق يمنع حصول المصدرين الصينيين ميزات تفاضلية على منافسيهم الأجانب في مجال قروض التصدير. وقال مسؤول أميركي: ldquo;فيما تعتبر الصين بحسب بعض المعايير أول مانح للقروض الموجهة للتصدير في العالم، فإن ذلك يعتبر تغييراً مهماً جداًrdquo;.وخلال فبراير الماضي، أوصى تقرير مشترك للبنك الدولي ومستشارين اقتصاديين للحكومة الصينية بموجة جديدة من الخصخصة في الصين، وكذلك بتحرير القطاع المصرفي الذي يفيد حالياً مؤسسات الدولة على حساب القطاع الخاص. واعتبر جايتنر أن ldquo;الولايات المتحدة وكذلك بقية العالم لديهم مصلحة قوية في أن تنجح هذه الإصلاحاتrdquo;، مضيفاً أن الاقتصاد الثاني في العالم يجب أن يعتمد بشكل أقل على الصادرات وأن يكون اعتماده أكثر على الاستهلاك الداخلي.
ومن جهته، دعا نائب رئيس الوزراء الصيني المكلف الشؤون المالية وانج كيشان الولايات المتحدة إلى عدم ldquo;تسييسrdquo; المسائل الاقتصادية. وأكد أن الصين زادت وارداتها وحسنت من حماية الملكية الفكرية التي تشكل موضوع خلاف آخر بين البلدين. وقال وانج ldquo;نأمل في أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات ملموسة لتخفيف رقابتها على صادرات منتجات التكنولوجيا الحساسة نحو الصين، وأن توسع التعاون في مجال البنى التحتية وأن تحسن إمكانية الوصول إلى الأسواق الماليةrdquo;. وتدعو بكين واشنطن إلى رفع القيود على صادرات منتجات التكنولوجيا الحساسة إلى الصين والتي يبررها الأميركيون بالتطبيقات العسكرية التي يمكن استخدامها في بعض هذه التكنولوجيا.
إلى ذلك، قال خبراء اقتصاد إن اليوان الصيني يمكن أن يصبح عملة عالمية قوية في ظل ضعف الدولار الأميركي واليورو الأوروبي. وقال إيوان آزيز، رئيس مكتب التكامل الاقتصادي الإقليمي التابع لبنك التنمية الآسيوي، إن ldquo;اليوان الصيني أصبح مهماً للغاية مع نمو اقتصاد الصينrdquo;.وأضاف عندما سئل عما إذا كان اليوان سيصبح قوة عالمية :rdquo;المسألة مسألة وقتrdquo; قبل أن يحدث ذلك.وقال جيفري ساكس، الخبير الاقتصادي الأميركي، إن النظام الاقتصادي العالمي سوف يستفيد من وجود أكثر من عملة احتياطي نقدي عالمية إلى جانب الدولار. وأضاف :rdquo;من الناحية المثالية نحتاج إلى 3 عملات أو 4 للاحتياطي النقدي الدولي، وترتيب مرن بينها ويمكن أن تكون الدولار واليورو والين واليوانrdquo;.لكنه قال إنه على أوروبا علاج مشكلاتها الهيكلية في القطاع المالي والمصرفي حتى يعود اليورو كقطب جديد في نظام مالي عالمي متعدد الأقطاب.وأضاف أن ldquo;اليورو في أزمة الآن.. ومن المهم أن تحل أوروبا مشكلاتها الهيكليةrdquo;. وأعرب ساكس عن دعمه للجهود الصينية الرامية إلى جعل اليوان عملة دولية.