اقتصاد

التغيير في باريس قد يصب في مصلحة الإقتصاد الأميركي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند وعلى اليمين ساركوزي

بإنتصار المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند في إنتخابات الرئاسة الفرنسية، فقد البيت الأبيض واحداً من أهم حلفائه في القارة الأوروبية، لكنه ربما يكون قد كسب حليفاً لديه قناعات في مجال السياسات الاقتصادية تتماشى بصورة أكبر مع قناعاته.

إعداد لميس فرحات: يعتبر هولاند غير معروف بالنسبة لواشنطن، ولا توجد سوى تصورات محدودة للغاية عن توجهات سياساته المستقبلية في الشؤون المحلية والدولية، على العكس تماماً من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، الذي اشتهر في بلاده بـ "ساركو الأميركي" بسبب كثرة مشاوراته مع البيت الأبيض وحماسه في الدفاع عنه.

اختلف ساركوزي مع البيت الأبيض خلال الأشهر القليلة الماضية، من خلال دعمه مشروع التقشف الذي تقوده ألمانيا في منطقة اليورو الغارقة في الديون، وهو مشروع يعترض عليه البيت الأبيض على أساس أن التعجل في خفض ميزانيات الدول سوف يؤدي إلى تباطؤ النمو وارتفاع معدلات البطالة في جميع أنحاء أوروبا مع عدم الوفاء بمطالب المستثمرين القلقين من حملة السندات. وفي المقابل، دأب هولاند على التعهد بإعادة التوازن إلى أوروبا بعيداً عن التقشف والمضي قدماً نحو النمو. وترى واشنطن أن فوزه بفارق ضئيل يعبر عن رفض شعبي للحكومات التي تفرض تخفيضات حادة على الاقتصادات المتأزمة.

قال هولاند عقب فوزه إنه "ليس بالضرورة أن يكون التقشف هو مصير أوروبا". ولتحقيق هذه الغاية، أشار إلى نيته إعادة التفاوض على الاتفاقية المالية التي توصلت إليها أوروبا الشتاء الماضي، من أجل إعطاء ميزانيات الدول مساحة أكبر للتنفس، في بلدان ربما تكون ما زالت تقترض من أجل دعم نفسها بفوائد معقولة في أسواق الدين، كما أعلن تأييده إجراءات دعم النمو عن طريق زيادة الإنفاق على البنية التحتية مثلاً.

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما كانت تضغط من أجل انتهاج هذه التغييرات في السياسات بهدف تعزيز النمو، حتى مع انضمام ساركوزي إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الدعوة إلى خفض الإنفاق بصورة كبيرة.

وقد ذكر وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر أمام إحدى لجان الكونغرس في شهر آذار/مارس الماضي "إذا أجبرت الحكومات، في كل مرة يتعرض فيها النمو الاقتصادي للإحباط، على خفض الإنفاق أو زيادة الضرائب فوراً لتعويض أثر ضعف النمو على حالات العجز، فسوف تكون هذه مجازفة بالدخول في دوامة سلبية متجددة من التقشف الذي يقتل النمو". ونقلت الصحيفة عن إدوين ترومان، كبير الباحثين في معهد بيتر جي بيترسون للشؤون الاقتصادية الدولية، قوله: "تأمل الإدارة في أن تغيّر هذه الانتخابات لغة الحوار. ومن حيث المبدأ، فسوف تقول (لا تشدوا حزامكم) للبلدان التي لديها مجال لفعل ذلك".

ويقول جوستين فاييس، مدير البحوث في المركز المعني بالولايات المتحدة وأوروبا، إن هولاند يبدو "بطبيعته مستساغاً أكثر بالنسبة للإدارة"، مضيفًا أن الإدارة الأميركية ترى أن "أوروبا لديها في الغالب فرصة أفضل في تجنب حدوث تفكك أو تجدد أزمة الديون السيادية مرة أخرى من خلال التركيز على النمو، بدلاً من مجرد التمسك بالتقشف". من جهته، يشير مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، رفض ذكر اسمه تجنباً لحدوث أي اضطراب في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلى أن إدارة الرئيس أوباما تتطلع إلى التعاون مع هولاند، وإنها لا تظن أن إحداث تغييرات في الاتفاقية المالية سوف يفزع الأسواق أو يهدد الاتفاقية برمتها، التي ساعدت على تقليل عائدات الديون السيادية في الشتاء الماضي.

وذكر المسؤول الأميركي أن البيت الأبيض ليس لديه علم بتفاصيل التغييرات التي يأمل الرئيس المنتخب في إدخالها على الاتفاقية، لكن هناك خيارات كثيرة مطروحة على الطاولة، من ضمنها إرجاء بعض الإجراءات التقشفية، وتعزيز الطرق التي تتبعها القارة في تغيير هيكل رؤوس أموال مصارفها، وتسوية الاختلالات بين البلدان التي تعاني من حالات عجز كبيرة والبلدان التي تحقق فوائض. لكنّ المراقبين يرون أن هولاند، رغم احتمالات تقاربه مع إدارة الرئيس أوباما في القضايا الاقتصادية، سوف يتباعد عنها أكثر في الغالب في ما يتعلق بالسياسة الخارجية والعسكرية.

وقد كان ساركوزي يقود علاقات ودية كبيرة بين الحكومتين الفرنسية والأميركية في ما يتعلق بالشؤون الخارجية، حيث انضم إلى واشنطن في الدعوة إلى فرض عقوبات قاسية جديدة على إيران، كما لعب دورًا قياديًا في تجميع تحالف دولي من أجل إسقاط الدكتاتور الليبي العقيد معمر القذافي، إلى جانب عدد من الأعمال الأخرى.

وفي بيان صحافي يوم الاثنين الماضي، اعترف مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، بمدى تقارب الإدارة مع ساركوزي، وأعرب عن أمله في تعمق العلاقات الثنائية في عهد هولاند. وذكر في تصريحاته: "سوف تتاح لنا فرصة الجلوس معاً على أعلى المستويات لمناقشة جميع هذه القضايا. لن أحكم مسبقاً على الكيفية التي قد تسير بها تلك المناقشات". واعتبرت الـ "نيويورك تايمز" أن هولاند يتمتع بسمعة جيدة بوصفه شخصية توفيقية تميل إلى الإجماع، ويؤكد مسؤولو إدارة الرئيس أوباما بقوة أنهم يتوقعون حليفاً مقرباً في عهده. يشار إلى أن الرئيس أوباما اتصل بهولاند بعد فوزه، ودعاه إلى الالتقاء به في واشنطن قبل اللقاءات الدولية التي ستعقد في شيكاغو هذا الشهر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إستنتاج غريب
عامر -

لا أدري من جاءت الكاتبة بهذا الإستنتاج سوى أنها إستخدمت نظرية المؤامرة لأنها أقصر وأروح الطرق الى روماأمريكا دعمت ساكوزي وكانت تضغط مع ألمانيا لتطبيق سياسة إقتصادية أوروبية مبنية على التقشف الشديد وإلغاء برامج الدعم الشعبي ذات الطابع الإشتراكي في دول أوروبا التي تعاني من مشكلات إقتصادية مثل اليونان وأسبانيا وإيطاليا والى مستوى معاناة أقل فرنسا.المرشح الفرنسي الفائز هو الذي رفض فكرة التقشف الشديد والذي بنى حملته النتخابية على شعار أنه ليس من الضروري أن تكون سياسة التقشف بهذه القسوة وممكن أن ينقذ مئات الألوف من الوظائف بعدم السمح بإلغائها وهو يمثل التيار الإشتراكي الإجتماعي الذي دعمه مع اليسار ليفوز بالإنتخاباتمن أين اتيت بفكرة أن إنتخابه يصب لمصلحة أمريكا وأنت ترين ما يحدث في أسواق المال الأمريكية والبريطانية والألمانية منذ إنتخاب هولاند ولحد هذه اللحظة وسوق نيويورك مستمر بالهبوط