اقتصاد

خسائر "جي بي مورغان" تعيد إلى الأذهان ذكريات أزمة 2008

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وصف جامي ديمون، الرئيس التنفيذي لمصرف جي بي مورغان الأميركي، الخسائر التي تعرّض لها البنك بقيمة ملياري دولار بأنها "فاضحة"، لكن محللين للأسواق توقعوا أن يتم احتواء الأضرار هذه المرة، وألا تنتشر إلى كامل النظام المالي.

جامي ديمون

القاهرة: صمدت الأسواق المالية على نحو أفضل مما كان يتوقع يوم أمس عقب إعلان جي بي مورغان تشيس، أكبر بنك في الولايات المتحدة، عن تعرّضه لخسائر كبيرة.

وقالت في هذا الصدد صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية إن الإعلان عن تلك الخسائر، من جانب ديمون، بعد الإغلاق أول أمس الخميس، أعاد إلى الأذهان ذكريات عمليات الإنقاذ، التي تعرّض لها البنك والأزمة المالية التي وقعت عام 2008، وأدت إلى حدوث أشد فترة ركود في مرحلة ما بعد الحرب.

مع هذا، نقلت الصحيفة عن محللين متخصصين في شؤون السوق قولهم إنهم يعتقدون أن الأضرار سيتم احتواؤها، وأنها لن تنتشر إلى النظام المالي بكامله.

وقال فريد ديكسون، خبير الأسواق الاستراتيجي في دا ديفيدسون وشركائه في بحيرة أوسويغو في ولاية أوريغون: "عامل الإحباط أكثر بروزاً من العامل الاقتصادي. كما إن المشهد الراهن مختلف عمّا كان في 2008، عندما كانت كل البنوك العالمية شديدة المديونية على نطاق واسع وخاضعة للحجز".

وقبل 4 أعوام، حين انهارت سوق الإسكان، أخفق مصرف ليمان براذرز الاستثماري، ما أدى إلى نشوب أزمة اقتصادية متتالية. واعترف ديكسون بأن قليلين هم من أدركوا أهمية ليمان في تمويل الشركات الأميركية. وأضاف "وعلى العكس، تقتصر خسائر جي بي مورغان بشكل ذاتي على قسم التداول. وهذا ليس نسفاً لمنتج بكامله يؤثر على كل النظام الاقتصادي. والخسارة ليست نظامية".

مع هذا، قال محللون آخرون إن كشف جي بي مورغان عن الخسائر التي طالته يعد أمراً مقلقاً. وقال بيت دافيز من دافيز كابيتال انفستمينتز " نحن الآن بعد 3 أعوام من وقوع الأزمة المالية، ولم ينفذ تشريع دود فرانك (الخاص بالإصلاح المصرفي) بصورة كاملة، لكن عدم امتلاك مؤسسة مالية كبرى لضوابط داخلية تعينها على درء الخسائر قبل أن تتفاقم بشكل كبير هي مسألة مثيرة للقلق".

وفي تصريحات أدلى بها أول أمس، قال ديمون إن الخسائر التي تعرض لها البنك نجمت من رهانات ضخمة توقع من خلالها البنك استمرار التعافي الاقتصادي بقوة.

من الجدير ذكره أن جي بي مورغان استثمر بشكل كبير في سندات الشركات، لكنه خسر بعد ذلك بشكل مفاجئ الأموال، حين انخفضت قيمة تلك السندات، في الوقت الذي تعرّض فيه الاقتصاد لحالة من التباطؤ.

عاود هنا ديكسون ليقول: "هذا الأمر يشير إلى وجود عيوب في إدارة المخاطر لدى هذا البنك". وما جعل كشف ديمون عن التعرض لخسائر محرجاً على وجه خاص بالنسبة إلى البنك هو أنه أوضح أنه يتعين على المنظمين منح البنوك فرصة أكبر لكي يحوطون مواقفهم. وبالرغم من خسائر التداول التي لم تكن متوقعة، أكد ديمون أن البنك مازال قادراً على الربح بعد كسب أرباح ضريبية تقدر بحوالى 4 مليار دولار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف