تونس تسعى إلى إسترجاع 300 ألف سائح جزائري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تسعى تونس في الوقت الحاضر إلى إسترجاع 300 ألف سائح جزائري فقدتهم بعد ثورة الياسمين التي أدت إلى تراجع عدد السيّاح الوافدين إليها مع إزدياد الفوضى وإنعدام الأمن.
الجزائر: يسعى القائمون على قطاع السياحة في تونس، الى تجاوز آثار وتبعات ثورة الياسمين التي أدت إلى تقليص وتراجع عدد السيّاح الوافدين اليها، ويعتبر السائح الجزائري أهم فئة مستهدفة بالنظر الى العدد الكبير للجزائريين الذين كانوا يقصدون تونس لقضاء عطلهم، لكن هؤلاء تراجع عددهم بشكل كبير حيث خسرت تونس في الموسم الماضي نحو 300 ألف سائح جزائري اختاروا وجهات أخرى في مقدمتها تركيا والمغرب، بسبب خوفهم من عدم توفر الأمن في تونس، بعد الاطاحة بنظام الرئيس السابق بن علي.
هذه الجهود كشف عنها مدير الديوان التونسي للسياحة في الجزائر السيد فوزي الباصلي في حديثه لــ"ايلاف"، كان ذلك على هامش الصالون الدولي للسياحة المنظم مؤخرًا في قصر المعارض "سافكس" في الجزائر العاصمة.
وقد عكست الطبعة الجديدة للصالون صراعًا غير معلن بين ثلاث دول تسعى كل واحدة منها الى جذب السائح الجزائري ، والأمر يتعلق بتونس وتركيا والمغرب ، وأوضح فوزي الباصلي أن " تونس بدأت تسترجع حصتها الضائعة من السوق الجزائرية "، مستفيدة من العروض الترقوية المقدمة، مقارنة بالأسعار المعتمدة من قبل وجهات أخرى.
وكشف محدثنا عن لقاءات ثنائية بين تونس والجزائر ينظمها الديوان التونسي للسياحة في مختلف المحافظات / الولايات الجزائرية، بهدف تسويق المنتوج السياحي للبلدين، من خلال تبني بعض النشاطات المحورية لدعوة السيّاح الأجانب سواء من اوروبا أو غيرها من دول العالم ، للقيام بزيارات لمحاور مشتركة بين الجزائر وتونس ترويجًا لثرواتهما السياحية المتعددة.
وبخصوص الشراكة في نشاط السياحة بين البلدين أكد الباصلي أن " المجال يبقى مفتوحًا بالنسبة لمنتسبي القطاع لتجسيد استراتيجية شاملة للرفع من عدد السيّاح بين البلدين و المقدر سنويًا بحــوالي 1 مليون سائــح جزائري الى تونس ، و مــا يقارب الـ600 ألف سائح تونسي الى الجزائر".
وبالمناسبة، كشف مدير الديوان الوطني للسياحة التونسية عن " تسجيل نسبة نمو تعادل 34 في المئة من حيث توافد الجزائريين الى تونس"، واوضح الباصلي في السياق ذاته:" بدأنا بتطمين السيّاح الجزائريين بخصوص الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي في تونس ، وشرعنا في تقديم خدمات اضافية ، وفي التحضير لاستقبال عدد كبير من السيّاح الجزائريين، وعليه نجحنا في رفع التحدي ، خاصة وأن الجزائريين من اهم السيّاح الذين يتوافدون الى تونس ، والى غاية العاشر مايو الجاري سجلنا نسبة نمو بلغت 34 في المئة مقارنة بالفترة نفسهامن العام الماضي، وهذه الزيادة تمثل نسبة العجز الذي سجلناه العام الماضي بأكمله ، فقد فقدنا حوالي 300 ألف سائح جزائري، اذ كنا نستقبل ما بين مليون الى 1.2 مليون سائح جزائري سنويًا، و بلغنا 700 ألف سائح فقط العام الماضي، وهو ما تسبب في خسائــر بحــدود 200 مليون دولار من اجمالي عائدات قطـــاع السياحة والمقدرة بنحو 2.8 مليار دولار".
و كشف الباصلي عن تدابير جديدة خاصة بالسائح الجزائري على مستوى الحدود البرية، حيث سيتم تبسيط اجراءات الدخول الى اقصى درجة ، مع تقليص مدة الانتظار الى حدود نصف ساعة من خلال مضاعفة الموارد البشرية في مراكز الحدود ، مع تدعيم العروض لاستقطاب المزيد من السيّاح الجزائريين ، مشيرًا الى انه " تم استقبال حوالي 45 ألف جزائري في 2011 خلال شهر رمضان"، وتوقع أن يصل العدد الى " نحو 55 ألف هذه السنة في الشهر نفسه" ، مع استفادة هؤلاء من خدمات و مزايا خاصة.
وبخصوص ايرادات قطاع السياحة التونسي بشكل عام فقد بينت احصائيات اعدتها وزارة السياحة كشفها لنا السيد فوزي الباصلي أن " القطاع السياحي حقق خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية زيادة من حيث التوافد والاقبال بنسبة 57 في المئة ، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2011 ، حيث استقبلت تونس حتى ابريل الماضي 1.2 مليون سائح ، و تتوقع الوزارة تحقيق مستوى ستة ملايين سائح حتى ديسمبر 2012 " ، هذا الرقم ــ حسب الباصلي ــ " سيكون مؤشرًا ايجابيًا من شأنه أن ينعكس على قطاعات أخرى كوكالات الأسفار و الصناعات التقليدية و النقل وغيرها".
وتتوقع تونس حسب محدثنا أن " تستقبل استثمارات اجنبية قبل نهاية العام الجاري ، لأن تونس تعتبر من أبرز المقاصد السياحية في أفريقيا ويعدّ القطاع السياحي المصدر الرئيس للعملة الأجنبية ، واكبر قطاع مستحدث لمناصب الشغل بعد القطاع الفلاحي".
وتتوقع وزارة السياحة التونسية تحقيق ايرادات اضافية بنحو 500 مليون دينار السنة الجارية ، و أكد أن الحجوزات لموسم الاصطياف الذي تم افتتاحه يوم 15 من الشهر الجاري ارتفعت مما يؤكد التوقعات بانتعاش الموسم السياحي، وزار تونس حوالي خمسة ملايين سائح في 2011 ، و هي نسبة منخفضة مقارنة بسنة 2010 و التي وصلت الى سبعة ملايين سائح ، وتنوي شركات أجنبية عديدة الاستثمار في القطاع السياحي التونسي من بينها مجموعة " الديار القطرية"، التي ستبدأ قريبًا المرحلة الأولى لإنجاز منتج سياحي في توزر بقيمة 100 مليون دولار ، الى جانب مجموعة " اكور الفرنسية " و التي تنوي توسيع مشاريعها في تونس بعد ما أنجزت فندقين جديدين في البلاد.