اليورو يبقى متراجعًا بعد القمة الأوروبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: استمر سعر صرف اليورو في وضع سيء الخميس عند مستويات متدنية غير مسبوقة منذ نحو عامين في مواجهة الدولار، في سوق يخيم عليها شبح خروج اليونان من منطقة اليورو، ولم تفلح القمة الأوروبية في طمأنته.
وبعد تراجعها الكبير الأربعاء، تراجعت العملة الأوروبية الموحدة حتى 1.2516 دولارًا الخميس نحو الساعة 08:00 تغ، وهو أدنى سعر صرف لها منذ تموز/يوليو 2010، قبل أن تعود وتقلل الخسائر وتستقر قبيل الظهر.
ولاحظ الخبير الاقتصادي ستين جاكوبسون أن القمة الأوروبية مساء الأربعاء "شكلت خيبة أمل حقيقية"، حيث لم يتم رسم أي إجراء جديد بشأن النمو، و"بدت ألمانيا بعيدة جدًا عن دعم المزيد من التضامن في الميزانية" داخل منطقة اليورو.
ووجّه قادة الاتحاد الأوروبي إثر اجتماعهم في بروكسل رسالة انقسام إلى الأسواق، حيث عارض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشأن السندات الأوروبية. وأضاف جاكوبسون "لدينا انطباع بأن هذه القمة شكلت مجرد تحديث للملف الشخصي للاتحاد الأوروبي على فايسبوك : إليكم الرئيس الفرنسي الجديد شخص أنيق، وإليكم الصور"، لكن من دون أي إجراءات عملية "في حين بدا الوقت ينفد".
وقد اتفق المشاركون في القمة بالتأكيد على تجديد تأكيد دعمهم لعضوية اليونان في منطقة اليورو طالما أن أثينا متمسكة بتعهداتها بإجراء إصلاح هيكلي، لكن ذلك ليس من شأنه طمأنة المستثمرين.
وقال محللون لدى مصرف "كوميرزبنك" بسخرية "إن هذه التصريحات التي كانت موقع ترقب شديد ليست مطمأنة على وجه الدقة، حيث من المرجح أن تطلق مثل هذه التصريحات حتى عشية الخروج الفعلي لليونان" من منطقة اليورو.
وأضاف سيمون دينهام مدير دار كابيتل سبريدس للوساطة "شهدنا الابتذال نفسه والضربات في الظهر (..) في المقابل فإن القرارات الحقيقية حول سندات اليورو أو حماية معززة لمنطقة اليورو، تم تأجيلها إلى القمة المقبلة في نهاية حزيران/يونيو ... غير أنه حينها قد يكون فات الموعد".
وتنتظر السوق الانتخابات التشريعية الجديدة المقررة في 17 حزيران/يونيو في اليونان وسط مخاوف من تواصل صعود الأحزاب المناهضة للتقشف، ما قد يسرع خروج أثينا من منطقة اليورو.
بالنسبة إلى الوسطاء فإن ذلك يشكل أسوأ سيناريو، حيث يمكن أن يمتد ارتداد الهزة إلى بلدان أخرى تعاني صعوبات، وأولها إسبانيا التي تعاني هشاشة نظامها المصرفي. مع ذلك لاحظت جاين فولي المحللة لدى روبوبنك، إنه "حتى لو بقيت اليونان في منطقة اليورو فإنها ستظل مصدر اضطراب كبير (..) كما إن إسبانيا من جانبها ستستمر في تشكيل تهديد على انسجام منطقة اليورو".
وأسهمت المؤشرات الاقتصادية الكلية السلبية التي نشرت الخميس في زيادة الضغط على السوق. وسجل نشاط القطاع الخاص ركودًا كبيرًا في أيار/مايو في منطقة اليورو، كما تأثرت معنويات المستثمرين الألمان في الشهر عينه، في حين أكدت بريطانيا عودتها إلى الركود مع انكماش جاء أكثر مما كان متوقعًا في اقتصادها في الفصل الأول من 2012.
في ظل هذه الظروف فإن المستثمرين يلجأون إلى الملاذات الأكثر أمانًا، مثل الدولار والين، ولكن أيضًا السندات الألمانية، التي تراجع عائدها الخميس إلى أدنى مستوى لها تاريخيًا.