لاعبون جدد ونقلة جيوسياسية جديدة في عالم النفط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
على امتداد الأراضي الشاسعة والتلال الحمراء، تعمل شركات النفط على حفر آبار في الأرض بحثاً عمّا قد يكون واحداً من أكبر الاكتشافات الأخيرة في الأميركيتين: ما يكفي من الغاز والنفط لجعل المنطقة لاعباً رئيسياً في مجال الطاقة.
على الرغم من الظروف الطبيعية الصعبة والتضاريس القاسية التي جعلت النفط محاصراً في عمق الصخر الزيتي، إلا أن التقدم التكنولوجي يساهم في السعي المحموم لإيجاد مصدر النفط الرئيسي القادم وفتح الباب لثروات النفط والغاز الطبيعي في عدة بلدان أخرى في الأميركيتين التي لم تعرف تقليدياً بأنها منتجة الطاقة.
واعتبرت صحيفة الـ "واشنطن بوست" أن هذا البحث يؤدي إلى تغيير ديناميات الجغرافيا السياسية للطاقة بطريقة كانت غير متوقعة تماماً قبل بضع سنوات. من كندا إلى كولومبيا إلى البرازيل، يزدهر إنتاج النفط والغاز في نصف الكرة الغربي، في الوقت الذي تعتبر فيه الولايات المتحدة أقل اعتماداً على الامدادات من منطقة الشرق الاوسط غير المستقرة.
وتلعب الولايات المتحدة دوراً محورياً في معادلة الطاقة الجديدة، وذلك بتسريع انتاجها أكثر من 1.7 مليون برميل من النفط والوقود السائل في اليوم الواحد مما كان عليه في العام 2005.
ونقلت الصحيفة عن روبين تشيفيري، الرئيس التنفيذي لشركة "نيوكوين" للغاز والنفط، قوله: "إن هناك لاعبين جدد في العالم، وهناك نقلة جيوسياسية جديدة، فتلك البلدان التي لم تكن قادرة على توفير النفط والغاز يمكنها أن تفعل ذلك الآن. وبالنسبة للولايات المتحدة، هناك بصيص من إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي".
على الرغم من بروز لاعبين جدد على خارطة النفط العالمي، فإن النفط المنتج في دول الخليج العربي - لاسيما السعودية وايران ودولة الامارات العربية المتحدة والكويت والعراق - سوف يبقى حيوياً بالنسبة لصورة الطاقة في العالم. لكن ما كان في السابق يبدو غير قابل للتغيير بات اليوم حقيقياً، إذ أن إنتاج النفط الأميركي سيرتفع ويحول دون اعتماد الولايات المتحدة بشدة على امدادات الشرق الأوسط.
منذ عام 2006، تراجعت الصادرات الى الولايات المتحدة من جميع المصادر باستثناء الأعضاء الرئيسية في منظمة البلدان المصدرة للنفط، وانخفض صافي النفط ليصل الى ما يقاربالـ 1.8 مليون برميل يومياً. ورفعت كندا والبرازيل وكولومبيا صادراتها الى الولايات المتحدة من خلال 700 ألف برميل يومياً، وباتت توفر اليوم ما يقاربالـ 3.4 ملايين برميل في اليوم.
وتوفر دول الخليج العربي الست نحو 22 في المئة فقط من جميع واردات الولايات المتحدة، وتوفر الدول المجاورة للولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي أكثر من نصف حجم الواردات. واستقر هذا الرقم لسنوات لأنه، وعلى الرغم من انخفاض الانتاج في الدول النفطية مثل فنزويلا والمكسيك، إلا أنه ارتفع في أماكن أخرى.
وبما أن النفط هو سلعة متداولة على نطاق واسع، يقول محللون إن تصاعد وتيرة الإنتاج في الأميركيتين لا يعني أن الولايات المتحدة ستكون في مأمن من صدمات الأسعار. فإذا كانت إيران تسعى الى إغلاق مضيق هرمز، ووقف حركة ناقلات النفط من الموردين في الشرق الأوسط، فسوف تؤدي موجة صدمة الأسعار إلى اكتساح جميع أنحاء العالم.
ولعل أكبر تطور في عملية إعادة التنسيق في جميع أنحاء العالم هو كيفية تمكن الولايات المتحدة من تخفيض حجم استيرادها للوقود السائل من 60 في المئة في عام 2005 إلى 45 في المئة العام الماضي. ويعتقد الخبراء أن الانكماش الاقتصادي في الولايات المتحدة، وإدخال تحسينات في كفاءة السيارات وزيادة الاعتماد على الوقود الحيوي لعبت كلها دوراً في هذا الإنجاز.
لكن الدافع الرئيسي كان في استخدام التكسير الهيدروليكي، إذ بواسطة تفجير المياه والمواد الكيميائية والخرز الاصطناعية الصغيرة في ارتفاع الضغط داخل تشكيلات صخرية ضيقة لجعلها سهلة الاختراق، أدى إلى ارتفاع إنتاج النفط في ولاية داكوتا الشمالية من بضعة آلاف برميل في اليوم قبل عقد من الزمن إلى ما يقارب النصف مليون برميل اليوم.
كل هذا لم يحدث في الوقت الذي انخفضت فيه الصادرات من المكسيك وفنزويلا في السنوات الأخيرة، وهو اتجاه يعتبر العديد من المحللين أنه يعود إلى سوء الادارة ونقص الاستثمارات في الصناعات النفطية المملوكة للدولة في تلك البلدان.
ومع ذلك، فهناك احتمال أن الحكومات الجديدة في المكسيك وفنزويلا قد تفتح قطاع الطاقة للاستثمارات الخاصة والخبرات اللازمة لزيادة الانتاج، كما يقول المحللون.
وقال روزان فرانكو، الخبير في مؤسسة "ماكنزي" لتحليل أعمال التنقيب والإنتاج في المنطقة "إن هناك الكثير من الاحتمالات الإيجابية في أميركا اللاتينية التي من شأنها زيادة المعروض من النفط على المدى المتوسط".
التعليقات
مفارقات
سالم -نتمنى من الله ان لاتستورد دول الكفار بترول من كل دول الايمان حتى يبقى البترول في الارض فيشربه السلفيون والجهادنيون او يبولوا عليه كما كان يفعل الصحابة والسلف الصالح رغم الاعجازات العملية الزغلولية والزندانية لان شراء الكفار للبترول المؤمن هو فتنة حاله حال شعر المراءة المسلمة وسوف يبقى الايمان في الارض التي خرج منها