اقتصاد

الفجيرة تتحول لمنفذ استراتيجي لنفط الامارات يتجاوز مضيق هرمز

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الفجيرة: اعلن حاكم الفجيرة لوكالة فرانس برس ان عمليات تصدير النفط عبر انبوب ابوظبي-الفجيرة الذي يسمح بتجاوز مضيق هرمز ستبدأ في حزيران/يونيو، مؤكدا انه يتطلع الى تعاظم الاهمية الاستراتيجية لامارته الهادئة على ضفاف خليج عمان.وقال الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الاعلى للامارات وحاكم الفجيرة 'ان شاء الله في شهر 6 يبدأ التصدير' عبر هذا الانبوب الذي ينقل النفط من حقل حبشان في غرب امارة ابوظبي الى امارة الفجيرة، وهي الامارة الوحيدة التي تطل على خليج عمان والمحيط الهندي من بين الامارات السبع التي تشكل دولة الامارات العربية المتحدة.
وكانت اعمال انشاء الانبوب الذي يمتد على طول 360 كيلومترا بدات في 2008 بهدف السماح بتصدير النفط الاماراتي دون المرور عبر مضيق هرمز الذي تسيطر ايران على ضفته الشمالية ويشهد توترات جيوسياسية.


وقال الشيخ حمد ان 'سعة التصدير هي 1.8 مليون برميل لكن الانبوب سيضخ 1.5 مليون برميل'، اي القسم الاكبر من النفط الاماراتي. وتنتج الامارات يوميا 2.5 مليون برميل من الخام. وحاليا تمر الصادرات النفطية البحرينية والقطرية والاماراتية والايرانية جميعها عبر مضيق هرمز، اضافة الى القسم الاكبر من النفط السعودي والعراقي. وتصدر السعودية قسما من نفطها عبر البحر الاحمر. وهددت ايران في الاشهر الاخيرة باغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره 35' من النفط العالمي المنقول بحرا، وذلك في حال فرض عقوبات على قطاعها النفطي.


واكد الشيخ حمد انه لا يتوقع ان يتم اغلاق هذا المضيق او ان تنشب حرب في المنطقة. وقال 'لا اتخوف، ان شاء الله لن يحصل شيء، سحابة وتمر على خير'. ويأتي توقيت تشغيل الانبوب وسط مخاوف من تصاعد التوتر في حال فشل مفاوضات الملف النووي الايراني بين طهران والدول الكبرى في موسكو في 18 و19 حزيران/يونيو. كما اعتبر حاكم الفجيرة ان مشروع خط حبشان-الفجيرة 'سيساهم في انعاش الحركة الاقتصادية والتجارية ويزيد من أهمية الفجيرة الجيوسياسية'. والفجيرة هي ثالث اهم مركز في العالم لعميات تزويد السفن بالوقود بعد روتردام وسنغافورة، وتسعى الى ان تحتل المركز الاول.
وقال مدير ديوان حاكم الفجيرة محمد سعيد الضنحاني انه 'تم وضع خطة متكاملة لتوسعة ميناء الفجيرة لكي يصبح في غضون سنوات الاول عالميا في تزويد السفن بالوقود' مشيرا الى ان حكومة الامارة 'تعمل على تشييد رصيفين بتروليين جديدين في الميناء يبلغ طولهما 800 متر وبعمق 20 مترا' وذلك بهدف اسقبال نقالات النفط الضخمة.


وفي ميناء الامارة، الذي فتح امام السفن في 1982، تسير اعمال الانشاءات على قدم وساق من اجل استقبال الناقلات العملاقة، فيما يتم ايضا بناء خزانات ضخمة للنفط والوقود. وبحسب الشيخ حمد يفترض ان ترفع هذه الخزانات القدرة التخزينية للنفط في الفجيرة من ثلاثة ملايين متر مكعب حاليا الى 11 مليون متر في 2014. واضاف الحاكم 'نتوقع المزيد من الاستثمارات خاصة في المجالات البترولية بعد ان تم انشاء منطقة الفجيرة للصناعات البترولية (فوز) حيث بدأت كبريات الشركات العالمية بالتهافت على الفجيرة لبدء استثماراتها في تلك المنطقة'.


ودشنت الامارة العام الماضي محطة حرارية يغذيها انبوب غاز ينطلق من قطر ويمر عبر بوظبي ودبي، وهو انبوب يتجنب ايضا مضيق هرمز. كما تخطط الامارة لانشاء محطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، وهو مشروع ستنفذه شركة مبادلة التابعة لحكومة امارة ابوظبي. وبالرغم من هذا الحراك الاقتصادي الكبير، تظل الفجيرة واحة هادئة بعيدة عن زحمة الانشاءات والسيارات في دبي وابوظبي. وقال الشيخ حمد 'نحن نمشي خطوة خطوة للتطوير، و لا نريد ان يتم التطوير على حساب هويتنا الوطنية'. وشدد الحاكم ان الفجيرة 'جزء لا يتجزأ من دولة الامارات العربية المتحدة ... ونحن واكبنا تطور الامارات منذ البداية وفي كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والانسانية، والهدف الذي نسعى اليه تحسين المستوى المعيشي للمواطنين'.


واضاف 'نحن نسير بخطين متوازيين، التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية، مع المحافظة على الأصالة، فالتقدم الاقتصادي في الفجيرة نطمح أن لا يكون على حساب ضياع الهوية الوطنية، والتقدم يسير بخطوات مدروسة دون استعجال النتائج'. وفيما ينصب اهتمام الاعلام العالمي خصوصا على امارة ابوظبي الاكبر والاغنى وامارة دبي التي تحولت الى مركز اقليمي للمال والاعمال والسياحة، لم يخف الشيخ حمد طموحات امارته. وقال 'نحن نخطط لتكون الفجيرة قبلة صناعية وسياحية في الدولة خاصة أنها تتميز بموقع استراتيجي وتزخر بالكثير من المواقع السياحية والتراثية فضلا عن وجود التسهيلات للمستثمرين في المجال الصناعي والتجاري'.





التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف