بيانات تظهر أن الدولار الأميركي هو الفائز الأكبر في مايو الماضي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حقق الدولار أكبر مكاسب شهرية له منذ عام 2011 خلال شهر أيار/ مايو الماضي، بتفوقه على الأسهم والسندات والسلع للمرة الأولى هذا العام، في الوقت الذي بدأ يبحث فيه المستثمرون عن ملاذ في الأصول الأميركية وبينما تتفاقم أزمة أوروبا السيادية.
القاهرة: لفتت وكالة بلومبيرغ للأخبار الاقتصادية والبيانات المالية على شبكة الإنترنت إلى صعود مؤشر الدولار ببورصة إنتركونتيننتال في لندن، وهو المؤشر الذي يقيس قيمة العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات، بنسبة 5,5% خلال أيار/ مايو الماضي. كما زادت الأصول ذات الدخول الثابتة العالمية بنسبة قدرها 1,1%، بما في ذلك الفوائد المعاد استثمارها،بحسب ما أظهرت مؤشرات خاصة ببنك أوف أميركا ميريل لينش. ومضت الوكالة تنقل عن كاميلا سوتون، كبيرة خبراء العملات في وحدة سكوتيا كابيتال التابعة لبنك نوفا سكوتيا في تورنتو، قولها :" حظي الدولار بشهر رائع. ونحن نشهد الآن موجة من العزوف عن المخاطر الكبرى، تدفع الصناديق إلى أعمق أسواق رأس المال في العالم، وهي السوق الأميركية، وتخلق عرضاً كبيراً للدولار الأميركي".
وبحسب تقديرات أجرتها وكالة بلومبيرغ عبر استطلاعات رأي منفصلة بين مجموعة من الخبراء الاقتصاديين، فإن هناك توقعات تشير إلى أن الناتج المحلي الإجمالي حول العالم قد ينمو بنسبة 2,5 % هذا العام، بعد أن كان 2,9 % خلال العام الماضي. وفيالوقت نفسه، نوهت الوكالة إلى أن عائدات السندات الاسبانية التي تقدر مدتها بعشرة أعوام قد قفزت إلى 6,7 %، وهي أعلى نسبة لها منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في الوقت الذي تدرس فيه البلاد إنقاذ مجموعة بنكيا المصرفية، التي تعتبر ثالث أكبر مؤسسة بنكية في البلاد، بخطة قدرها 19 مليار يورو (23,5 مليار دولار).
وأعقبت الوكالة بلفتها إلى أن البورصات العالمية سجلت أكبر خسائر شهرية لها منذ أيلول/ سبتمبر، حين دعمت الصناعات التحويلية الصينية ومبيعات التجزئة الألمانية التكهنات التي تحدثت عن تباطؤ النمو. بينما سجلت السلع أكبر انخفاض لها في عامين. وتابعت الوكالة بتأكيدها على الدور الذي لعبته الانتخابات التي شهدتها القارة الأوروبية في أيار/ مايو، وتسببها في تغيير التوازنات السياسية في القارة، خاصة بعد تفوق فرانسوا هولاند، ذي الفكر الاشتراكي، على نيكولا ساركوزي.
كما نوهت الوكالة الى الانتخابات التي ستجريها اليونان الشهر الجاري، والتي ينظر إليها باعتبارها استفتاء على ما إن كان ينبغي للبلاد أن تبقى في منطقة اليورو أم لا. وقال مايكل وولفوك، العضو المنتدب وخبير شؤون العملات البارز في نيويورك لدى بنك نيويورك ميلون كورب، أكبر بنك حاضن في العالم، إن هناك احتمالات تقدر بحوالي 60 % بأن تغادر اليونان العملة الأوروبية الموحدة بحلول نهاية فصل الصيف.
وأضاف دوغلاس بورثويك، رئيس قسم تداول العملات الأجنبية في فاروس للتجارة في ستامفورد: " لا يوجد للبنوك المركزية والمستثمرين الباحثين عن أصول آمنة سوى شيء واحد فقط ليشتروه الآن. فهم مجبرون على اقتناء الدولار. ليس لأنهم يحبونه أو لأنهم يعتقدون أن قيمته ستزيد، وإنما لعدم وجود شيء آخر يمكن شراؤه".
وأعقبت الوكالة بنقلها عن كيث ويرتز، الذي يشرف على مبلغ قيمته 15 مليار دولار باعتباره كبير مسؤولي الاستثمار لدى شركة فيفث ثيرد أسيت مانجمنت في سينسيناتي، قوله :" أعصاب المستثمرين باردة للغاية. وأوروبا مشكلة، والصين علامة استفهام أخرى، وهناك تخوفات بشأن النمو العالمي. والناس منفعلون للغاية".
وفي الأخير، قال جون لونسكي، كبير الخبراء الاقتصاديين لدى مجموعة أسواق رأس المال في موديز في نيويورك :" إلى أن يتم حل الموقف في أوروبا بما فيه الكفاية، سوف يواصل الدولار تحقيق المكاسب، لاسيما أمام اليورو. وقد تضررت الأسواق نتيجة التخوف من احتمالية خروج اليونان من منطقة اليورو واحتمالية حدوث المزيد من أجواء عدم الاستقرار، وتزايد انتشارها، وهو ما تسبب في حدوث هرولة على البنوك في باقي الاقتصاديات الأوروبية. وهذا مصدر قلق كبير بالنسبة لي".