اقتصاد

تونس تؤكد على ضرورة توفير مناخ ملائم لتشجيع الإستثمار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في إطار المنتدى الدولي حول تمويل المشاريع التنموية في تونس الجديدة تم عرض أكثر من مائة مشروع نصفها من المشاريع الكبيرةقدمهاممولون دوليون، الذين طالبوا بدورهمبتحسين فضاء الإستثمار و إزالة العراقيل والمعوقات.

تونس: أكد رئيس الحكومة التونسيةحمادي الجبالي على ضرورة توفير مناخ ملائم لتشجيع أكثر من خمسمائة مستثمر أجنبي يرغبون في الإستثمار في تونس وشاركوا أخيرا في المنتدى الخامس عشر لأصحاب الأعمال و المستثمرين العرب.

وأشار إلى حرص الحكومة على تذليل كل الصعوبات والعوائق القانونية التي تقف أمام المستثمرين العرب وأوضح أنّ تونس تتعهّد بحماية المستثمرين التونسيين والأجانب على حدّ سواء من "الضغوط والعراقيل ماداموا يحترمون القانون".

وتعهد الجبالي بمراجعة مجلة تشجيع الإستثمار قبل نهاية العام الجاري لتوفير المناخ والإجراءات القانونية والخدمات التي تهمّ المستثمر وتضمينها في هيكل واحد وهو "هيئة الإستثمار".

من جهته أكد وزير المالية حسين الديماسي على ضرورة تنقيح مجلة التشجيع على الإستثمار ومراجعة التمويل العمومي والضمان الإجتماعي وإصلاح النظام البنكي.

تنقيح مجلة الإستثمارات

محمد بالحاج قاسم مدير التعاون الدولي لدى وكالة النهوض بالإستثمارات الزراعية تحدث في إفادة لـ"إيلاف" عن مجلة الإستثمار وقال: "يتم حاليا تنقيح المجلة من قبل فريق كامل يعمل ليقدمها بعد ذلك إلى نواب المجلس الوطني التأسيسي لمناقشتها والمصادقة عليها".

وحول المجال الزراعي بين أنّ: "هناك أولوية مطلقة للمحافظة على المياه والأرض لأنها موارد طبيعية لا يمكن الإستغناء عنها وهذا ما يجب المحافظة عليه في المجلة الجديدة، من جهة ثانية ونظرا لأهمية القطاع الزراعي فإن الإستثمارات تشهد نموا متواصلا ففي السنة الماضية 2011 كان هدفنا الوصول إلى استثمارات فلاحية بقيمة 380 مليون دينار فكان أن تجاوزنا هدفنا وصادقنا على استمثارات بقيمة 477 مليون دينار أي أننا حققنا قفزة بالنسبة للتوقعات بنسبة 20% وزيادة بنسبة 7% مقارنة بعام 2010 وهذا يدل على أن مجلة الإستثمار التي تعتبر قديمة و تتطلب تنقيح عديد الفصول".

عراقيل و عوائق

وزير المالية حسين الديماسي أكد على ضرورة العمل من أجل إزالة العوائق التي تحدّ من الاستثمار ومن بين هذه العراقيل نجد الإشكاليات العقارية وإجراءات الصفقات العمومية ، ويتم حاليا العمل حتى تكون مجلة الإستثمار مشجعة فعلا على الإستثمار الداخلي و الخارجي ويقبل المستثمرون على مزيد الإستثمار في تونس.

أما المدير العام للتعاون الدولي فقد تحدث عن بعض العراقيل التي قد تحدّ من الإستثمارات :" هناك عراقيل من خلال القوانين والفصول في مجلة الإستثمار ومنها أساسا الوضع العقاري للأراضي الزراعية".

وأشار كذلك إلى صعوبات أخرى تساهم في عرقلة الإستثمار وخاصة المديونية حيث يعيش الفلاحون وضعا صعبا نتيجة الديون المتخلدة بذمتهم منذ سنوات و التي تمنعهم من الإستثمار و بالتالي فإنّ الوضع العقاري و المديونية يعتبران من أكبر العوائق التي تعرقل الإستثمار الزراعي.

من جانبه أكد الخبير الإقتصادي د. محمد الفريوي وفي تصريح لـ"إيلاف" على أنّ هناك عراقيل عديدة تخص مجلة الإستثمار ومنها الجوانب الإدارية و المنافسة وغيرها و الغاية الأساسية الآن هي النهوض بالإستثمارات و بالتالي تطوير قطاع الصادرات.

حلول و تأثيرات إيجابية

المدير العام محمد بالحاج قاسم أكد على أنّ الحلول التي يتطلبها الوضع الحالي تتمثل في جانب منها فتح ملف المديونية لدى الزراعين ودراسته بجدية وإيجاد مخرج للتخفيف حتى ديون الزراعين لأن هذا الملف قد تمت دراسته في أكثر من مرة خلال العهد البائد ولكن الحلول التي تم اتخاذها لم تكن ذات جدوى وكذلك بالنسبة للوضع العقاري هناك عمل على الأرض ولكن النتيجة ليست في المستوى المأمول حيث توجد إلى حد الآن أراض غير واضحة على مستوى العقار و بالتالي لا يمكن إدراجها للحصول على قروض من أجل الإستثمار.

وأضاف محمد بالحاج قاسم متحدثا عن النتائج المنتظرة من تنقيح مجلة الإستثمار :" الأكيد أن تنقيح مجلة الإستثمار سيعود بالفائدة على حجم الإستثمارات ففي كل مرة يتم فيها تنقيج هذه المجلة تحصل قفزة على مستوى الإستمثارات فقد تم تنقيح المجلة عامي 1988 و 1993 وفي كل مرة يكون التطور كبيرا حيث يجد المستثمرون الفرصة في المجلة الجديدة من خلال القوانين الجديدة التي تساعدهم على تجاوز بعض العراقيل التي كانت تقف أمام استمثارهم ، كما أن المجلة الجديدة تجعل المستثمرين يقبلون على قراءتها و الإطلاع على القوانين التي تتضمنها ومن ثمّ الإنطلاق في الإستثمار حتى بالنسبة للذين كانت لهم بعض المآخذ على قوانين التشجيع على الإستثمار المضمنة في المجلة.

وبالتالي فإن المجلة الجديدة ستلعب دورا كبيرا في منح الثقة للمستثمرين وبالتالي تطور الإستثمارات لأن المجلة في جدّتها تساهم في التوعية و الإعلام و منح الثقة أكثر من الندوات و الحملات التحسيسية في هذا الغرض فالتعريف بالمجالات الواعدة للإستثمار يجعل من المستثمرين يقبلون عليها وكمثال على ذلك ففي 2008 وفي مجال قطاع الأسماك عملت الدولة على التخفيض في الإعفاء على مستوى الجمارك في استيراد اليرقات و الأعلاف وهو ما جعل عديد المستثمرين يتجهون نحو قطاع تربية الأسماك وهذا بعيد عن التشجيع على الإستثمار وبالتالي فإن المجلة ليست لوحدها قادرة على التشجيع على الإستثمار ولكن هناك ظروفا أخرى تشجع بدورها على الإستثمار ومنها المناخ الإقتصادي العام و مناخ الإستقرار الإجتماعي العام".

أما محمد الفريوي فقد أشار إلى مدى تأثير مجلة الإستثمار الجديدة على الإستثمارات الأجنبية و المحلية في تونس :" في إطار عصر العولمة التي نعيشها اليوم ، تبدو القدرة التنافسية هي الأساس وتتمثل في ثلاثة جوانب وهي الجودة و المنافسة و الزمن المحدد لذلك ، ويبقى المستثمر عموما سواء في الداخل أو الخارج يتربص و ينتظر الفضاء الأفضل الذي يشجعه على الإستثمار ومثلا إذا كان عاملا الجودة و المنافسة جيدين بينما لا يجد المستثمر اليد العاملة المؤهلة فإن المستثمر سيبحث عن مكان آخر يوفر له ما يريد للإستثمار فيه".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف