أزمة الاقتصاد السوري تتفاقم ودول "الربيع العربي " تواجه تحديات حقيقية

أكد خبراء أن الاقتصاد السوري سيئ في ظل التراجع الحاد في سعر صرف العملات وازدياد معدلات الفقر وتراجع القدرة الشرائية وازدياد البطالة في ظل انعدام الامن ، وارتفاع الرسوم الجمركية المفروضة على المواد الخام مما يعطل حركة الانتاج . كما توقعوا انخفاضًا في نشاط اقتصاد دول الربيع العربي الاخرى وتراجعا في نمو الناتج المحلي لتلك الدول وانقباضًا في أداء أسواق الأسهم فيها الى حين استقرار المخاض السياسي والاجتماعي.

أبوظبي: يشير هنري عزام المستشار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في "دوتشيه بنك " الى ان الاقتصاد السوري سيئ وازداد سوءًا عقب الأزمة لاسيما في ظل تراجع سعر صرف العملات مع ارتفاع البطالة مع ظل انعدام الأمن وان المؤشرات كلها تتجه نحو استمرار هذه الأزمة خلال الفترة القادمة ." وتوقع عزام خلال ندوة " الاقتصاد العربي فرص وتحديات " التي انعقدت في ابوظبي ثلاث سيناريوهات محتملة للمرحلة المستقبلية في سوريا سترخي بظلالها على الاقتصاد مباشرة: الأول :"الحرب الأهلية الممولة من الداخل والخارج" " والثاني يقضي "بتنازل الأسد عن السلطة " على طريقة النموذج اليمني ، والثالث " تقسيم البلاد الى دويلات طائفية".

ورجح حدوث الاحتمال الاول لحرب أهلية .واعتبر ان تداعيات المرحلة الانتقالية في دول الربيع العربي على الاقتصاد ستمتد حتى ثلاثة أعوام مشيرا الى ضرورة التوازن بين " زيادة الإنفاق وتخفيض أسعار السلع " و " " الحفاظ على الاستقرار المالي " مؤكدا على ان هذه الدول قادرة على الايفاء بالتزاماتها . وقال:" ان قادة الغرب تعرضوا لصدمتين الأولى أنهم لم يتوقعوا حدوث انتفاضات شعبية في دول عربية يدعمون حكامها، والثانية أن اعتقادهم بأن هذه الانتفاضات تنسجم مع العصر إلا أن النتيجة كانت غير متوقعة لهم ".

عزام وفي معرض حديثه عن تراجع النمو الاقتصادي العالمي اشار الى انكماش تدفقات رؤوس الأموال والنمو، مما سيؤثر" سلبا على أداء أسواق الأسهم المحلية والعالمية وغيرها" معتبرا ان اليونان "حالة ميئوس منها ويجب خروجها" من منطقة اليورو موضحاً أن أوروبا بما تبقى من دول قوية ستحافظ على اليورو وتسعى بالتالي إلى إنشاء اتحاد نقدي ومصرفي في غضون سنة أو سنتين ما يوجد وضعاً أفضل لها .

وقال: "الانظار تتجه ا في الوقت الراهن إلى الانتخابات التي ستجرى في اليونان قريباً وفي حال فوز الحزب الذي يرفض فرض حالة التقشف في البلاد فإن التوقعات تفيد بتراجع اليورو بشكل كبير خاصة إذا ما خرجت اليونان من منظومة الاتحاد الأوروبي، وقد يصل سعر الصرف إلى ما يساوي الدولار أو أقل، مع ارتفاع أسعار الذهب وقد تنهار أسواق الأسهم الأوروبية والعالمية، مع توقعات انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 80 دولاراً" .

من جانبه, أكدالمستشار الاقتصادي للاستثمارات لؤي جاندلاني "لإيلاف"ان الاقتصاد السوري يواجه "أزمة حادة" نتيجة العقوبات المفروضة عليه, وقال :" ان التقارير تفيد ان نسبة التضخم قارب 7% وان الصادرات السورية الى دون 6 مليار دولار بعد ان كانت 14 مليار " مشيرا الى ان "مصادر المعارضة السورية تؤكد ان احتياطي النقد الأجنبي تراجع الى حوالي 9 مليار دولار بعد ان كان يقدر ب 17 مليار دولار؛ والاهم ان نمو الناتج المحلي الاجمال تراجع الى 3,5 % سلبًا ".

وعن العملة السورية قال: "البنوك السورية اوقفت معظم خدماتها المصرفية كخدمة بطاقات الائتمان و قروض الاستيراد والحوالات، فيما البنك المركزي يعمل على انفاق الملايين من رصيده بالعملات الاجنبية لدعم الليرة السورية التي انخفضت قيمتها اكثرمن 50% " .

وأشار جندلاني ايضًا الى تراجع القطاعات كلها بما فيها الزراعية و الصناعة المحلية حيث ان مناطق النزاع تشهد حرقًا للاراضي الزراعية علاوة على خوف المزارعين من العمل في ظل انعدام الامن ، كما ان ارتفاع اسعار المواد الخام و الاساسية علاوة على انقطاع الكهرباء وغلاء المازوت اوقف انتاج معظم الصناعات الصغيرة التي كانت تشتهر بها القرى السورية. اضافة الى جمود القطاع السياحي بالكامل واصابته بالشلل التام بما في ذلك السياحة الداخلية بين المدن السورية نفسها .

اما عن دول الربيع العربي فقال مجدلاني: "تونس تتعافى بشكل سريع فيما لازال المخاض السياسي متعثرا في ليبيا بيد ان النفط يشكل دعامة لاقتصادها، فيما الوضع المصري سيشهد مرحلة انتقالية تحتاج لمزيد من الوقت كون معدلات البطالة مرتفعة بها غير انها ستبقى قادرة على "الوفاء بالتزاماتها ". وعن ازمة اليورو, قال : اتوقع خروج اليونان وسيكون هناك فرض قيود على خروج رؤوس الاموال وستعمل الدول الاوروبية القوية ربما على اخراج دولا ضعيفة اخرى" .