اقتصاد

إتفاق منطقة اليورو يحيي الأمل بتهدئة الأزمة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أدى توصل قادة منطقة اليورو الى اتفاق مفاجئ الجمعة، الى تراجع نسب الفائدة المفروضة على ايطاليا واسبانيا وهما الدولتان المستفيدتان بشكل اساسي من الإجراءات المعتمدة ما أثار الآمال في تهدئة الازمة.

بروكسل: صباح الجمعة اعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بعد ساعات على مغادرة نظرائها في منطقة اليورو عن رضاها ازاء التسويات التي تم التوصل اليها لمساعدة الدول التي تشهد صعوبات في الاتحاد النقدي على الرغم من نقاشات كانت حادة احيانا بحسب الدبلوماسيين، وقالت "اعتقد اننا حققنا امرا مهما، لكننا بقينا مخلصين لفلسفتنا: لا تسوية بلا مقابل".

كما رحّب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ب"التبعات السعيدة" للإجراءات التي تقررت ليل الخميس الجمعة.

ورصد ردّ ايجابي في البورصات الاوروبية الجمعة بعد الاتفاق الذي يطال امكانية اعادة الرسملة مباشرة من المصارف بشروط عبر صندوقي الانقاذ اللذين اعتمدتهما منطقة اليورو وهما الالية الاوروبية للاستقرار والصندوق الاوروبي للاستقرار.

وصرح رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي الجمعة على هامش قمة بروكسل ان "امكانية استخدام" صندوقي الانقاذ الاوروبيين "مستقبلا (...) من أجل اعادة رسملة مباشرة للمصارف هي أمر كان البنك المركزي يطالب به منذ فترة طويلا، وهي نتيجة جيدة".

ويأتي توسيع دور الصندوقين استجابة لمطالب ملحة من ايطاليا وعلى الاخص اسبانيا لتفادي ان تثقل خطة انقاذ مصارفها دينها العام.

واعلن رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي في ختام القمة ان منطقة اليورو مستعدة لاستخدام صندوقي الانقاذ "بمرونة اكبر لطمأنة الاسواق ولاستقرار السندات السيادية للدول الاعضاء فيها".

وهذا يعني انه يمكن للالية الاوروبية للاستقرار والصندوق الاوروبي للاستقرار شراء سندات دين الدول غير المستقرة، مباشرة من الاسواق.

وكانت دول عدة أولها المانيا رفضت حتى الآن بشدة التدابير التي تم اعتمادها في النهاية.

ولم يخف رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي ارتياحه معتبرا الاتفاق "مهما جدا لمستقبل الاتحاد الاوروبي ومنطقة اليورو"، بعد ان كان يعتبر ان بلاده تعاني ظلما من نسب فائدة مرتفعة جدا على الرغم من بذلها الجهود المطلوبة على مستوى الميزانية والإصلاحات البنيوية.

لكن المانيا كذلك وجدت في الاتفاقية أوجها ترضيها بعد إنشاء آلية إشراف مالي على ما كانت تطلب يلعب فيها البنك المركزي الاوروبي دوره.

وقال المفوض الاوروبي للخدمات المالية والسوق الداخلية ميشال برانييه الجمعة "لكل من المشاركين حول الطاولة مشاكله وتساؤلاته وافكاره وطموحاته كذلك. والنقاش كان مطولا (...) واخيرا اوروبا هي الرابحة. والمشروع الاوروبي يتعزز".

وكما املت مدريد وروما تحسنت نسب الفائدة على المدى الطويل العائدة اليهما كثيرا صباح الجمعة، حيث تراجعت لاسبانيا الى 6,466% مقابل 6,896% مساء الخميس ولايطاليا الى 5,865% مقابل 6,182%.

وقال المحلل الاستراتيجي لشؤون السندات لدى ناتيكسيس رونيه دوفوسيه ان "القمة نجاح جلي. من الواضح انها اتخذت الاتجاه الصحيح لانها حددت اخيرا ادوات فعالة للفترة المعنية".

وللحصول على مبتغاهما لم تتردد ايطاليا واسبانيا في خوض اختبار قوة مع شركائهما: ففي حين تم التوصل مساء الى اتفاق حول معاهدة النمو الاوروبي بقيمة 120 مليار يورو على مستوى اعضاء الاتحاد الاوروبي ال27، اشترط هذان البلدان لإعطاء موافقتهما النهائية على هذه المعاهدة تطبيق تدابير فورية لمساعدتهما. ومعاهدة النمو هذه عزيزة على الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي جعل منها موضوع حملته الانتخابية.

وتنص معاهدة النمو على زيادة امكانات البنك الاوروبي للاستثمار على الاقراض بقيمة 60 مليار يورو، 55 مليارا من صناديق بنيوية لم تستخدم وخمسة مليارات من مشاريع اطلقت في الصيف لتمويل البنى التحتية في قطاعي النقل والطاقة.

وعلى الاجل الطويل اعلن فان رومبوي ان قادة منطقة اليورو اعطوا الضوء الاخضر لخارطة الطريق لتعزيز الاتحاد الاقتصادي والنقدي.

وكان فان رومبوي قدم الثلاثاء تقريرا يقترح اقامة "اتحاد اقتصادي ونقدي حقيقي" في غضون عشر سنوات يقوم على اربع ركائز هي: اتحاد مصرفي، اتحاد موازني، اتحاد اقتصادي واتحاد سياسي.

واشار الى ان تقريرا اول عن هذه العملية سيقدم في تشرين الاول/اكتوبر.

واعلن هولاند الجمعة في ختام القمة انه سيقدم "سريعا" الى البرلمان الفرنسي "جميع القرارات" المتفق عليها في القمة الاوروبية في بروكسل للمصادقة عليها، بما فيها اتفاق ضبط الموازنة الاوروبي.

كما خلصت القمة التي وصفها فان رومبوي بانها "صعبة" لكنها "مثمرة" الى ابرام اتفاق ينشئ براءة اختراع اوروبية موحدة وهو ملف كان مؤجلا منذ ثلاثين عاما، وعلى المستوى الدبلوماسي الى اطلاق مفاوضات انضمام مونتينيغرو الى الاتحاد الاوروبي.

في المقابل أرجئ ملف خلافة جان كلود يونكر على رئاسة مجموعة اليورو الى مطلع تموز/يوليو بحسب فان رومبوي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف