اقتصاد

إقتصاد جنوب السودان مهدد بعد حرمانه من إيراداته النفطية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جوبا: من خلال وقف انتاجها النفطي في كانون الثاني/يناير الذي يشكل المصدر الرئيسي لايراداتها، اضعفت جنوب السودان اقتصادها اكثر الذي يعاني اصلا من انعدام البنى التحتية والاستثمارات واعتمادها الكبير على الخارج للحصول على المواد الغذائية. وبعد اقل من ستة اشهر على نيلها استقلالها على انقاض حروب اهلية دامت نصف قرن، قررت جوبا التي كانت تعتمد على انابيب الشمال لنقل نفطها وقف صادراتها لاستيائها من سرقة الخرطوم لنفطها بسبب خلاف حول مبالغ حقوق العبور. واعتبارا من اذار/مارس دقت مذكرات سرية اصدرها البنك الدولي ناقوس الخطر بشأن مستقبل اقتصاد جنوب السودان متوقعة انهياره على الاجل القصير والمتوسط، في حال لم يستأنف الانتاج النفطي. وقال معاون المتحدث باسم حكومة جنوب السودان "لن ننهار سنستمر الى ان تتم تسوية مشكلة النفط". وقال سمسون واسارا عميد كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في جامعة جوبا انه من الصعب تكوين فكرة عن الوضع الاقتصادي لعدم توفر ارقام رسمية موثوقة. من جهته قال مانو غوب رجل الاعمال الذي يدير متجرا للاغذية في جوبا "منذ كانون الثاني/يناير تباطأ النشاط" و"لم تعد الاموال تتدفق الى البلاد". وفي احد اسواق العاصمة لا حاجة لاحصاءات لاحتساب التضخم الذي قدر ب80% في ايار/مايو خلال عام. وقال الموظف خميس ماتاتا صافي "معظم السلع التي كانت زهيدة الثمن ارتفع سعرها". واضاف "منتجات مثل الفاكهة اصبحت من الكماليات (...) زادت معظم الاسعار ب100%". وقال واسارا "الارتفاع الكبير لاسعار المنتجات مقلق جدا". وقالت كاكوزا التاجرة الاوغندية "الزبائن لا يملكون المال للشراء. نشتري السلع باسعار مرتفعة ويريد الزبائن اسعارا منخفضة" معتبرة ان رقم اعمالها تراجع ب40 الى 45%. والعملات التي كان يجنيها النفط اصبحت نادرة ما ادى الى تراجع قيمة الجنيه في جنوب السودان امام الدولار او عملات المنطقة. لكن كاكوزا تشتري التفاح والبرتقال من مصر والموز والافوكادو والاناناس والباذنجان من اوغندا. وبعد ان اغلقت الخرطوم حدودها لم تعد تصل المنتجات السودانية ما ساهم في ارتفاع الاسعار. والاراضي في جنوب السودان خصبة لكن الحرب انعكست سلبا على القطاع الزراعي. وغياب البنى التحتية في منطقة لم ترغب الخرطوم ابدا في تطويرها، لا يسمح الا بزراعة المنتجات الاساسية. وافاد دبلوماسي غربي ان جنوب السودان "يستورد 70% من الاغذية في حين يفترض ان يكون بلدا مصدرا". وقال الفرد لوكوجي عميد كلية الدراسات الجماعية والريفية في جامعة جوبا "لا يمكن لبلد استيراد اغذيته" مؤكدا ان الامر الملح هو "تحسين شبكة الطرقات" غير الموجودة في كافة انحاء البلاد. ويمنع غياب البنى التحتية يضاف اليه الاطار القانوني الناشىء، تدفق الاستثمارات. وقال واسارا "الاولوية لشق الطرقات (...) ثم لتشجيع الاستثمارات نحتاج الى الكهرباء" في حين ان العاصمة تحصل على الكهرباء بواسطة المولدات. وحتى الان لم تجذب البلاد سوى مستثمرين صغار اساسا من شرق افريقيا بحثا عن عودة سريعة الى الاستثمارات في مجال الصناعة الفندقية او المطاعم. وذكر واسارا انه حتى الان لم يكن هناك اي مستثمر كبير. ويعجز المراقبون الاجانب القلقون من تحديد الوقت الذي يمكن ان تستمر فيه "هذه اللعبة الخطيرة" التي تدور بين الخرطوم وجوبا اذ تحاول كل عاصمة خنق اقتصاد العاصمة الاخرى. وذكر دبلوماسي غربي "ان احتياطي البنك المركزي في جنوب السودان غير معروف" متساءلا "ماذا سيحصل عندما سيستنفد هذا الاحتياطي؟".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف